* كتب - زبن بن عمير:
عندما يحكم عليك القدر بأن تصبح متابعاً لحلقة يكون أحد أطرافها شاعراً أو صحفياً من الساحة الشعبية فكن على ثقة بأنك على موعد مع الإثارة المطلقة وكن على ثقة أيضاً بأنك أصبحت في دوامة قوية محركها الأساسي هو مقدم البرنامج ومطربها هو الضيف وهذا ما حصل في حلقة كنت متابعاً لها في قناة روتانا من خلال البرنامج الذي تعده الإعلامية السعودية ياسمين الفردان وتقدمه لوجين العمران وهي سعودية أيضاً وكان ضيف تلك الحلقة الشاعر والصحفي حجرف العصيمي الذي كنت أعرفه هادئ الطباع كما وأعلم أن حجرف يحاول الابتعاد دائماً عن المشاكل وكانت المداخلة من الفنانة شمس التي قلبت موازين تلك الحلقة مما دفعني إلى الكتابة عنها (أقصد الحلقة).
تحدث العصيمي في بداية الحلقة عن تحول ملف الفن في مجلة المختلف الى ملف كامل وذلك لحاجة السوق كما وذكر بأن عبدالمجيد عبدالله هو فنان يشتري القصائد ليحرقها وأن راشد الماجد تفوق على خالد عبدالرحمن. وكانت مداخلة الفنانة شمس لتبدأ رياح التغيير في الحلقة عندما رحبت الفنانة بالضيف وذكرت بأنه معروف قبل أن يبدأ الاختلاف ناقضة تلك المعرفة بعد الخلاف وملمحة بأن لو لم يكن المذيعة والضيف جامعيين لم تقبل اللقاء مرجعة نفسها إلى درجة جامعية في الأوبرا الإيطالية وبأنها (لفت أوروبا) كما ذكرت متناسية بأن الشهادة الجامعية ليست مقياساً ثابتاً للصحفي الناجح بل إنها عنصر مكمل للمهنية!
وما يهمني في هذا اللقاء عدة جوانب صحفية لم أستطع تجاوزها لخطورتها مثل قول شمس بأن هيفاء وهبي (وسخت الوسط الفني) وتساؤل العصيمي عن مفهوم الوساخة في الوسط وكيف أن هناك وسط وسخ فنياً والآخر نظيف وكيف أن شمس اتهمت هيفاء بدعم مجلة الجرس اللبنانية التي ترأس تحريرها نضال الاحمدية ثم تعليقها الآخر بأن هناك فنانات يشترين ذمم الصحفيين لوضعهن على الأغلفة؟ فكيف يتطور الأمر الى هذا الحد وكيف تتجرأ شمس لإطلاق هذه القنبلة التي ربما لم تخرج من فراغ في حين تعود الصدمة الأخرى من الضيف الذي يتهم الفنانة علناً بأنها دفعت 15.000 ريال لأحد الاشخاص الإعلاميين في ظل إثبات شمس الواقعة ونفيها بتوضيح أنها تكون مساعدة إنسانية لولادة زوجة أو تسديد فاتورة جوال كما ذكرت؟!!
الأمر الذي يجعلنا نتجه لتصديق مقولة إن بعض الشعراء يدفع للغلاف وللنشر في ظل نفي دائم ملازم لألسنة صحفيي الساحة؟
ومما زاد الطين بلة والحلقة اشتعالاً قول شمس بأن الفنانات المحترمات أمثالها يربين أجيالاً. ولا ندري كيف تربى هذه الأجيال على المزامير والغناء ؟!وكأننا كنا في حلقة بينت لنا سلبيات الساحة الشعبية ووضعها المزري من بيع الأغلفة واستلام هبات مادية من الفنانين للشعراء والإعلاميين إلى إثبات بيع الصفحات الشعرية إلى ذلك دعم الفنانين مجلات معينة وايضاً بيع الشعراء قصائدهم حتى لو لم تغنَّ في إثبات لأهمية الجانب المادي لديهم؟
الأمر الذي يجعلنا نعيد التفكير مراراً ما دام أن القصائد تباع في سوق سوداء غير معلنة وأيضاً يبيعون شعرهم للمستشعرين والمستشعرات ثم يبيعونها للفنانين حتى لو لم تغنَّ مثل شراء عبدالمجيد لها إلى بيع الأغلفة والمجلات فكيف لنا بالأمانة الصحفية ومن أين لنا بتصديق ما يطرح في هذه المطبوعات وهي مباعة الأمر الذي جعلنا نقول: هل تباع ذمم الصحفيين وكيف نستثني أنها أصبحت قاعدة؟
ومنعاً لدخولنا في باب الرأي الآخر كما عودناكم توجهنا إلى أطراف هذه القضية الشائكة فبدأنا بمعدة البرنامج الإعلامية السعودية ياسمين الفردان طالبين منها توضيحاً عن هذه الحلقة فذكرت: أعرف مسبقاً أن الفنانة شمس هي من أجرأ الفنانات الخليجات في تصاريحها ولأنها كذلك فقد خصصت لها هذه المداخلة لسببين:
- الأول: لأتأكد من بعض التصاريح التي ذكرتها مسبقاً وانها ليست فبركات صحافية حتى نحدد وجهتنا اتجاه الفنانة شمس وتعرف الحقيقة على لسانها
والثاني: أنني قد وضعت للضيف سؤالاً وهو كالتالي:
لأي مدى تؤثر تصريحات الفنانين والفنانات الجريئة على جماهيريتهم عند الناس؟ كنت أرغب في معرفة الوجهة الأفضل للإجابة فأيهم الأفضل للفنان هل إجاباته الجريئة أم دبلوماسيته في الحديث؟
أي أن المداخلة كانت لها علاقة طردية بالحلقة.
والحقيقة أن كلمة أدلت بها شمس في أحد حواراتها الصحافية استفزتني كثيراً وهي (هيفاء وهبي وسخت الوسط الفني).. لم تستفز لأنها خصت هيفاء بالذكر إنما اختيارها لكلمة (وسخت) من دون ألفاظ العالم هو الذي استفزني وكما قال زميلي حجرف؟! ماذا تقصد هي بكلمة وسخت.. تحديداً.
المداخلة كانت حامية جداً وأعتقد أن شمس فشلت كثيراً وخسرت أكثر بسبب مداخلتها المتناقضة، فمرة تقول بأن الكاسيت لا تبيع ومرة تقول بأن مبيعات كاسيتها كسرت الدنيا.. وتصريحات أخرى خطيرة جداً كأن تقول هيفاء وهبي تمول مجلة الجرس اللبنانية ومجلات أخرى. وبعد انتهاء البرنامج.. اتصلت علي الفنانة شمس وقد استقبلت مكالمتها التلفونية برحابة صدر طالما انها تفضي بما يجوب بخاطرها.. تنتقد وأنا أسمع.. والحقيقة أنه لادخل لي بما حدث تماماً فهي من حرصت وهي من تحدثت بلسانها، ولا دخل لي بتصريحاتها فهي تصرح كما يصرح غيرها.. اما أن تتصل بي لأساعدها في حذف بعض الأشياء عن طريق المونتاج.. فهذا خارج عن نطاق مسؤوليتي. لأن هناك جهازاً إدارياً مسؤولاً في قناة روتانا بلبنان هو من يقرر ما يتم حذفه أو العكس تماماً.. أما وظيفتي أنا فهي معدة للبرنامج فقط لا غير.
أضع الأسئلة ولا أتحكم في اجابات الضيوف.. يعني كل مسؤول عن تصريحاته وآرائه.
ليس لنا دخل في تصريحات الضيوف الخاصة بهم كل ضيف يخرج من الحلقة يحمل على عاتقه مسؤولية ما أدلى به من أحاديث.
وما نحن سوى منبر لطرح القضايا والأفكار وعلاجها وهذا هو هدفنا بكل تأكيد.
وهدفنا الأكبر هو النهوض بمستوى الفن الخليجي عن طريق عرض القضايا والمشاكل التي نواجهها ومحاولة السعي لإيجاد حل لها.
وأنا أطمع أن تنتهي الدقيقة رقم ستين من كل حلقة بإقفال قضية بعد حلها.
ثم توجهنا بالسؤال لمقدمة البرنامج الإعلامية لوجين العمران التي قالت: لقد كانت الحلقة مميزة بالنسبة لي كغالبية الحلقات السابقة.. إلا أن ضيفي هذه المرة تميز بجرأته وصراحته وسرعة البديهة!! وهذا بالضبط ما كنت أحتاج إليه في برنامجي لأنها من وجهة نظري عناصر أساسية تساهم في نجاح البرنامج.
أما بشأن فكرة مداخلة الفنانة شمس فقد اقترحتها معدة البرنامج زميلتي الإعلامية السعودية ياسمين الفردان.. فرحبت بها بالرغم من استغرابي لقبول الفنانة شمس لعمل مداخلة وذلك لعلمي المسبق أنها انتقدتني والبرنامج بطريقة شرسة إلا أنني أحترم رأيها ولا أستطيع أن أجبر أي شخص على تقبل برنامجي ما لم يكن مقتنعاً به.. المهم أننا سجلنا الحلقة واستقبلت المداخلة والتي من المفترض أن تكون مدتها 15 دقيقة كأي مداخلة في البرنامج.. إلا أنني أتحت لها الفرصة الكافية للحديث والتعبير عن آرائها بطريقتها الهجومية والتي أدهشتني لمدة 38 دقيقة حيث استقبلتها بكل رحابة صدر بالرغم من أن المخرج كان يهددني طوال المكالمة وعبر المايك المثبت بأذني بأنه سوف يقطع الخط وأشير له بحاجبي لا!! فأخبرني بأنه سوف يلغي كل المداخلات الأخرى والتي سبق ونسقناها قبل الحلقة ولا أنكر طبعاً إعجابي بجرأتها وصراحتها ولكن لو تحسن أسلوبها قليلاً.. وبالرغم من ذلك لم أهتم وتابعت معها كي تُخرج كل ما في جعبتها ولا تتهمنا لاحقاً بأننا ظلمناها في الوقت حيث إنه لم يكن كافياً ولا أنكر أيضاً إشادتها بي وبالبرنامج في نهاية المداخلة مما أسعدني وأنساني ما سمعته عن رأيها السابق.. لأفاجأ بالمعدة تهاتفني لتخبرني بأن شمس ترغب في منتجة مداخلتها بحجة أنني استفززتها أثناء الاتصال فصرحت بكلام من المفترض أن لا تصرح به فأجابت ياسمين وبكل صراحة وهي تعلم ذلك بأنني لا أمنتج الحلقة أبداً ولا أحذف أي حرف منها وحتى لو كان الخطأ قد بدر مني شخصياً فأنا أسجل الحلقة كما لو كانت مباشرة ومن ثم أعرضها كما هي وذلك لسبب مهم وبسيط جداً ألا وهو زرع المصداقية بيني وبين المشاهد. المهم أنه بعد يومين من هذا الاتصال أفاجأ أكثر بمعاودة اتصال ياسمين لتخبرني بأن شمس تهدد حيث إنها أخبرتها بأنها سوف تتولى أمر حجرف بطريقتها الخاصة حيث إنه هاجهما أثناء الحلقة أما بالنسبة لي كمقدمة للبرنامج والتي بزعم قولها أنني كنت ابتسم بسخرية أثناء مداخلتها فسوف.... وهنا للأسف قامت ياسمين بإقفال الخط وإنهاء المكالمة بطريقتها لأنها على حسب قولها بدأت تغضب من شمس ولم تستحمل تهديداتها الغريبة!!
هنا ضحكت من قلبي وأتعجب من شمس!!! فلماذا لم تقم بالاتصال بي شخصياً؟؟ لماذا لجأت لتهديدي عن طريق ياسمين!!؟؟
بالإضافة إلى كل هذا وذاك أخبرني مدير البرامج الأستاذ سامر الغريب بأن شمس قامت بالاتصال ببعض مسئولي القناة لتشتكي لهم مني!! أضحكني الموضوع كثيراً لأني شعرت بأنه تافه إلا أنني تعجبت أكثر من تصرفها الغريب كما لو كانت تكرهني شخصياً ومن غير سبب وهذه ليست بالمرة الأولى التي تتحدث عني بطريقة عجيبة وسيئة بالرغم من أنها أنكرت هذا الشيء في البرنامج وأعود لأذكر بأنها امتدحتني وامتدحت البرنامج وأنا شاكرة لها ذلك.. بالرغم من أنه تناقض غريب!!!ّ
على العموم لا أريد أن أشغل نفسي بهذه الأمور ولن آخذ كل ما قيل على محمل الجد لأنني في النهاية أحترم كل ضيوفي سواء داخل الأستديو أو خارجه وأحترم وجهات نظرهم وآرائهم الخاصة فبرنامجي منبر حر لكل من يحل ضيفاً فيه ولكن لا يعني ذلك أنني أتبنى كل وجهات النظر المطروحة ولا يعني ايضاً أنني مجبرة أن أؤمن أو أقتنع بكل رأي يقال فلكل منا قناعاته الخاصة.. كما أنني لم ولن أجبر ضيوفي لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة بالتصريح بما لا يريدون لأنهم في النهاية أناس عقلاء متعلمون ومثقفون وليسوا بجهلاء تافهين حيث إنهم يدركون كل حرف ينطقون به عن قناعة ووعي دون الحاجة إلى تأثير خارجي وبرنامجي يكفل حق الرد فيه من قبل أي فنان أو صحفي عن طريق التنسيق معي والدعوة مفتوحة للجميع مع احترامي وتقديري.
|