عدنا من دوحة الخير التي كنا نستبشر بها خيراً في كل مناسبة.. ولكن هذه المرة على خلاف العادة . . فالمنتخب بطل دورة الخليج السابقة والمرشح الأول للمحافظة على اللقب فقد توازنه مبكراً وخرج من تصفيات مجموعته بالفوز بالمركز الثالث وهو الذي لايُسمن ولايُغني من جوع.. وحاله حال اليمن رابع مجموعته!
ومنذ الإطاحة بالأخضر من قبل البحرين بثلاثية في مباراة لعبها بفرصتي الفوز والتعادل لمرافقة (أزيرق) الكويت لدور الأربعة.. قلنا الكثير قبل وقوع تلك الكارثة والفضيحة الكروية.. ولعبت العاطفة دورها المؤثر بعد تحقيق فوز هزيل على اليمن وتم تصويره بطريقة مضحكة توحي للجميع بأن المنتخب عادت له هيبته التي فقدها في لقاء الافتتاح مع الكويت.. وقد وصفت بكبوة جواد إلى جانب أخطاء تحكيمية . . ومساهمة الحظ في ضياع النقاط الثلاث.. وهي تبريرات مكشوفة لم تعد ذات قيمة وجدوى بعد اعتماد النتائج بصفة رسمية!!
في ليلة مربعانية قارسة البرودة استرسلنا كثيراً في مناقشة سلبيات فِلم (حمى ليلة السبت) من بطولة المنتخب السعودي . . والذي تم عرضه على مسرح الدوحة ثلاث مرات ولم ينل احترام المشاهد!
وتعددت وتنوعت الأسباب التي أدت في النهاية لسقوط البطل الأخضر على خشبة المسرح القطري . . فهذا الكم الهائل من المنظرين وشلة المتفيقهين الذين يتحدثون عن كل شيء . . . قادهم تفكيرهم الواسع لتوجيه أصابع الاتهام لكل الظروف والأوضاع الراهنة . .
فالجميع سواسية وشركاء في صناعة خسارة اللقب . . فلا المدرب ولا الإداري ولا تجربة الاحتراف . . وحتى ثقافة اللاعب . . وغيرها اجتمعت لتمارس التجديف ضد المنتخب، وهي بالتالي تتحمل مسؤولية ما حدث!!
وستطول العملية (النقاشية) وذلك التحليل السطحي لتشمل مناهج التربية المدرسية والإعلام الرياضي وتحديداً (كتاب الأعمدة) بالإضافة للحكم السعودي الذي يدير مباريات الدوري المحلي . . وهذا المشجع الذي عرفته مدرجات (الصائغ) و(إسلام) و(الصبان) وعزف مؤخراً - ليس على آلة العود - وإنما عن حضور مباريات فريقه المفضل ليستمتع (تالي عمره) بمشاهدة مباريات الدوري الإسباني أو الإيطالي بمكرمة العم (ستلايت)!!
ضحكت كثيراً . . . وشر البلية ما يضحك . . حينما اتصل أحدهم بالبرنامج الرياضي التلفزيوني ليطرح وجهة نظره الساذجة حيال قضية إخفاق المنتخب.. وقد تعجبت على إصراره في مواصلة الحديث دون أن ينتابه شعور بالخجل على تلك الإطالة المملة . . ولم يتوقف إلا بعد (وعد وعهد) على استضافته في لقاء خاص . . باعتباره علامة . . وموسوعة في كشف خفايا وأسرار العودة الهزيلة من قطر!
كل الأطراف أشركها في تحمل مسؤولية إخفاق الأخضر . . . فلم يتبق له إلا أن يقول أيضاً بأن للانتخابات البلدية دوراً في ظهور منتخبنا بتلك الصورة الباهتة . . . ولأن موعد تسجيل الناخبين بمنطقة الرياض حدد له نهاية يوم غد الخميس في حين تختتم البطولة بعد غدٍ . . ولكي يتمكن لاعبونا من تأدية واجبهم الوطني في المشاركة الانتخابية باعتبارهم يشكلون (منتخب) فقد عبروا عن تضحيتهم بالكأس الخليجية وقالوها (فدوه) باللهجة العراقية المحببة . . . و(عدنا) لنلحق بفترة التسجيل المتبقية!! ويقترح في هذا الصدد . . . إذا كان المنتخب في مشاركة خارجية.. فإن الواجب يتطلب فتح وتخصيص مركز انتخابي (متنقل) بحيث يصبح قريباً من اللاعبين . . . والأفضل في مقر إقامة الوفد!! وذلك حرصاً على توفير كافة مقومات الشعور بالراحة والاطمئنان النفسي والاجتماعي لاسيما ونحن نأخذ في عين الاعتبار أن (صوت) لاعب المنتخب (غالي . . . غالي) ويعد مطلباً وضرورة لكل مرشح يتطلع للتربع على (كرسي) المجلس البلدي!!!
مسببات النكسة الخليجية!!
سؤال يتردد بالطول والعرض . . على مستوى الشارع السعودي . . وكذلك الخليجي.. من يتحمل مسؤولية سقوط منتخبنا في الدوحة؟
. . . بالطبع تتنوع وتتعدد الإجابات كما أسلفت من قبل... وكلها للأسف لاتطال جانب المستوى الفني الذي صرف النظر عن تناوله بالاكتفاء بسرد نقاط هامشية ليست بتلك الدرجة من الأهمية.
... منذ فترة طويلة... والمنتخب يشتهر باعتماده الرئيس على العناصر الفردية التي تمتلك مقومات اللاعب الأقرب للجاهزية والتكاملية من ثقة بالنفس وقدرة على البروز والتألق وسط مجموعة تساهم في تكوينه وبروزه . . . ويلفت الأنظار هذا اللاعب الفردي خاصة إذا كانت لديه خبرة وافرة في تغليب ميزان القوى لصالح المنتخب كما حدث من قبل حينما نستعرض مكانة نجوم كبار على المستوى الفردي كماجد عبد الله ويوسف الثنيان وصالح النعيمة ومحمد الدعيع وغيرهم بالإضافة للدور البارز الذي كان يقدمه بقية زملائهم ... . وبدأت مرحلة جديدة تتمثل في انحسار شريحة النجوم بطريقة تراتبية دون أن نقدم شيئاً يذكر للتفكير بأسلوب فني يمكن منتخبنا من الاحتفاظ بهويته وطابعه الخاص في الأداء داخل الملعب . . . وظل الاعتماد على أسلوب اللعب الفردي خاصة في تحقيق النتائج دون اكتراث بعدم جدوى تلك الطريقة التي لن تصمد طويلاً في مواجهة أسلوب اللعب الجديد والمتغير الذي انتهجته مؤخراً معظم منتخبات دول الخليج وخصوصاً البحرين وعمان والكويت . . . وهذه تدرك فاعلية الأداء الجماعي وقيمته في تعويض غياب اللاعب (الفردي) الذي ربما تخذله عوامل ذاتية وأخرى خارجية وتحول دون ظهوره بالمستوى المعتاد ولنا في أداء محمد نور خير مثال!
بصراحة تامة . . . تعالوا نطالع الأداء العام لمنتخبنا في مبارياته الثلاث.
. . الحقيقة الأولى: والتي سنخرج بها هي غياب روح العمل الجماعي وعدم الظهور بشكل الفريق الواحد الذي يجسد طبيعة ومفهوم الوحدة الواحدة المتجانسة . . فالخطوط متباعدة جداً وغير مترابطة ولم نشاهد نقل وتبادل كرة مرسومة ترسم لوحة جمالية مثلما فعل المنتخب العماني أو البحريني.
. . الحقيقة الثانية: في ظل غياب الأداء الجماعي سقوط (قناع) اللاعب الفردي الذي يعتمد عليه المدرب كثيراً . . . وهذا في مرحلة سابقة لأن المدرب الحالي لم يتعرف بعد على قدرات لاعبيه بالشكل المطلوب . . أصبح منتخبنا يلعب مبارياته الثلاث بدون هوية واضحة وقدم نفسه على أنه الأجدر بالفوز دائماً بالنظر له كبطل سابق ويضم في صفوفه أسماء نجوم معروفة مقارنة بلاعبي المنتخبات الأخرى التي أؤكد أنها تتميز بصفة نفتقدها وللأسف وهي عدم الاعتماد على نجومية لاعب بعينه وإنما بالروح العالية والقتالية ولعب كل مباراة باعتبارها نهائي بطولة!!
. . الحقيقة الثالثة والأخيرة: للتأكيد على ما تقدم . . ومن واقع معطيات سابقة في عالم كرة القدم وندركها جيداً . . . أن المنتخب يحقق مستويات ونتائج جيدة إذا كانت الأكثرية الساحقة تمثل مصدرها فريق واحد . . والأسباب معروفة . . ولكن في بطولة الخليج تبدلت الصورة من حالة إيجابية إلى سلبية إذ لم يشفع تواجد (الأكثرية الاتحادية) في تأكيد تلك المقولة عملياً.
إن الحديث عن المنتخب يمتد ويطول وكل ما نرجوه هو تجاوز مرحلة الاخفاق الخليجي والظهور بحلة مختلفة في تصفيات التأهل لكأس العالم . . . وسامحونا!!
رجاء وأمل
أسأل الله رب العرش العظيم الشفاء العاجل للأخ العزيز خالد بن زيد الحمدان اللاعب الشبابي السابق وكافة مرضانا.. ا للهم يا كريم يا عفو.. يا غفور ألبسه رداء الصحة والعافية.
أيها الأحبة الكرام: أرجوكم الإكثار من الدعاء والتوجه إلى الله طلباً في شفاء الحبيب خالد الزيد الذي يرقد منذ أيام على سرير المرض في مستشفى قوى الأمن الداخلي.
|