إخفاق المنتخب خليجياً أشبع بحثاً ونقداً ونقاشاً وحواراً ولتّاً وعجناً وبرامج وندوات وتحليلات وتنظيرات كما لم يحدث من قبل.. الإخفاق الأخير ليس استثنائياً.. وعادة لا نحمل دورة الخليج أكثر مما تحتمل فهي كدورة اقليمية ضيقة عادة لا تشكل مقياساً دقيقاً ومؤكداً لحالة المنتخب.. إلا أن الجديد هو الإخفاق مستوى ونتيجة.. وهو ما يتجاوز الإخفاق في بطولة.. لأنه محصلة سلبيات تضرب في هيكلية الرياضة السعودية وبنيتها.. ونتيجة أمراض وفيروسات استشرت في خلايا وأنسجة الكرة لدينا.
* وهنا سيكون أمراً حتمياً فتح الملفات المغلقة.. ملفات الاحتراف وانتقال اللاعبين وصلاحية اللوائح والأنظمة وحال الأندية وبرمجة المسابقات الكروية وأسلوب إعداد المنتخبات بكامل قطاعاتها السنية.. الخ.. وضرورة تحديد الأولويات والأهداف الآنية والأهداف الاستراتيجية.. ووضع خطة بعيدة المدى.. ولكن قبلها وضع خطة طوارئ عاجلة للاستعداد لتصفيات كأس العالم القريبة جداً.. والتي لن تمنحنا مهلة كافة لننتظر نتائج الدراسات والاجتماعات والتوصيات.
* ولنستفد من الفشل السابق للوصول للنجاح.. فما يحدث للمنتخب من كوارث في الوقت الحالي (تحديداً) هي محصلة (الخطة الشهيرة) التي وضعت للوصول الى مونديال 2006م ورصد لها 100 مليون ريال.. وفي منتصف الطريق بان فشل الخطة وتنحى عرابها بعد ان تذيل منتخبنا مجموعته الآسيوية.. وقبل أن أختم هناك بعض الملاحظات حول حادثة طرد محمد نور.
* فمحمد نور اعتاد على تساهل الحكام محليا على احتجاجاته واعتراضاته.. وعندما كررها خارجيا تعرض للعقاب.. هذا إذا لم يكن يستهدف الحصول على الكرت الأحمر.
* ولو أحسنا الظن وافترضنا أنه لم يبحث عن الطرد.. فمن المؤكد أنه كان لا مبالياً وخذل المنتخب والمسؤولين وهو يقدم الفرصة للحكام لإيقافه مرتين.. وهذا الرأي تعززه حوادث سابقة خذل فيها نور المنتخب.. فكثيرا ما اعتذر عن معسكرات المنتخب بحجة الإصابة والإرهاق.. ليس آخرها قبل شهرين عندما دخل المستشفى بحجة أنه مريض وعندما غادر المنتخب للخارج كان المريض يلعب مع فريقه بعد يومين فقط.. وإذا كان صدر قرار إيقافه وهو قرار أتى متأخراً جداً.. فهي فرصة للاعب لمراجعة نفسه وتفادي السلوكيات المنفلتة والعودة بشخصية مختلفة.
الدعيع.. تحمل أخطاء غيره
هناك من جعل من ضم الدعيع للمنتخب قضية كبرى بهدف صرف الأنظار والتغطية على أخطاء لاعبين آخرين.. ومن يرون ضم الدعيع للمنتخب خطأ وهو عائد من الاصابة فالدعيع لا ذنب له في ذلك.. ولا يستطيع الاعتذار لأنه سيتهم بالتهرب من خدمة المنتخب.. ولن تشفع له بطولاته وانجازاته الكبيرة مع المنتخب وأنه اللاعب رقم (1) في الانجازات مع المنتخب.. وأشير الى ان المنتخب شهد كثيرا من الحالات المماثلة.. فسبق ان ضم الخوجلي وهو عائد من اصابة وكذا ضم لقائمة المنتخب لاعبون احتياط ومهمشون في فرقهم.. وفي الصين مثل المنتخب حارس احتياط الاحتياط في فريقه ولم نر مثل هذا النقد.
* والدعيع حمل أخطاء غيره من المدافعين خصوصا الأستاذ بكر.. فهو لم يخفق بالشكل الذي يروج له.. فهو فقط يتحمل جزءاً من مسؤولية هدف البحرين الثاني.. ولكنه حتما لم يكن مبدعا ولم يكن فوق العادة كالعهد به بسبب فقده للحساسية على الكرة.. وإلا لتصدى لبعض هذه الأهداف رغم صعوبتها.. ولكن السؤال المهم هل هناك بديل كفؤ وجاهز ومتفق عليه لحماية مرمى المنتخب حاليا؟
منتخب الوطن
إلى وقت قريب كان الحانقون والشامتون بالمنتخب من أصحاب الأصوات النشاز.. إذا أرادوا أن ينالوا من المنتخب ومن المسئولين أو مدرب المنتخب وصفوا المنتخب أنه (منتخب الهلال) حنقا منهم ان أعمدة المنتخب وكبار لاعبيه ومفاتيح انتصاراته هم لاعبو الهلال.. وبدلا من أن يكون دعم المنتخب فخراً وتشريفاً جعلوا منه عاراً بمنطق مقلوب اعتادوا تبنيه.. ولم تشفع للمنتخب أو من أسموه (منتخب الهلال) في ذلك الوقت انجازاته الكبيرة.. وفوزه بكأس الخليج ووصوله لنهائي كأس آسيا وصعوده لكأس العالم.. بل ان هذه الانجازات كانت تثير هذه الضغائن والكيد ضد المنتخب أكثر وأكثر.. الآن المنتخب عقب اخفاقه الأخير بكأس الخليج وكأس آسيا.. الآن هذه النغمة بدأت تظهر.. مع أن أكثر اللاعبين حالياً من نادي الاتحاد.. ولكن الحماقة أعيت من يداويها.
قذف على الهواء!
في مداخلة مع (برنامج خليجي 17).. وفي معرض دفاعه عن اللاعب محمد نور.. ارتكب الصحفي خالد دراج هفوة كبيرة وخطأ جسيماً.. عندما أساء وزرع الشكوك بأخلاقيات أربعة من اللاعبين السعوديين وهم محمد الدعيع وسامي الجابر وعبدالرحمن الرومي وعبدالرحمن التخيفي عندما زعم ان ايقافهم قبل ما يقارب العشرة أعوام في التصفيات الأولمبية بالبحرين كان لأسباب سلوكية خارج الملعب.. والحقيقة غير ذلك.. فاللاعبون الأربعة أوقفوا عقب خروج المنتخب من التصفيات وبسبب الخسارة من الأردن!.. فالتخيفي أخطأ ومرر الكرة للاعب الأردن.. الذي أسقط الكرة خلف الدعيع المتقدم عن مرماه.. ونزل سامي في شوط المباراة الثاني وكسب ضربة جزاء سددها الرومي فوق العارضة.
* وبعد التصفيات أوقف هؤلاء لمدد طويلة ثلاثة أشهر للدعيع والرومي وستة أشهر للجابر والتخيفي!!.. أوقف هؤلاء اللاعبون ومنهم سامي الذي كان احتياطياً خلال التصفيات.. وتجاوزت الايقافات لاعبين أمثال جبرتي الشمراني وخالد مسعد وأحمد جميل والعويران.. رغم أنهم شاركوا في جميع المباريات!.. أي ان المسؤولية الأكبر تقع عليهم.. وبالمناسبة مدير المنتخب كان علي داود!!..
* وإذا أراد الأخ دراج قياس حالة نور بشكل دقيق.. فاللاعب الأجنبي الكاتو لاعب الهلال أوقفه اتحاد الكرة عشر مباريات حاسمة في نهاية الموسم بسبب كرت أحمر أخذه في مشاركة خارجية مع ناديه.. والجمعان نال نفس العقوبة لأنه تأخر في الخروج من الملعب بعد تغييره من المدرب (مدرب ناديه).. يمكنه مقارنة تصرف نور بهذه.
مدرب الرياض يشجع الخشونة
من السلبيات التي ظهر بها منتخبنا في بطولة الخليج حصول لاعبي المنتخب على كروت صفراء كثيرة.. وفسر هذا بأنه راجع الى تساهل الحكام في الدوري المحلي في معاقبة بعض الألعاب العنيفة.. ما جعل اللاعبين يعتادونها ويرونها طبيعية.. فعوقبوا عليها خارجياً..
* أتت مباراة الهلال والرياض لتعكس شيئا من هذه المشكلة.. فالرياض الذي يتمتع لاعبوه بضخامة الأجسام لعب أمام الهلال بأسلوب دفاعي واستخدم العنف والخشونة واضاعة الوقت والاحتجاج على أي قرار للحكم للتأثير عليه وتقدموا بهدف من خطأ غير صحيح!.. وعقب فوز الهلال خرج رئيس الرياض ومدربه يتهمان الحكم بأنه قلب الطاولة على فريقهم.. لأنه لم يجعل لاعبي فريقهم يسترسلون باللعب الخشن والعنيف وطرد لاعبهم الذي ارتكب الضرب من الخلف ولديه كرت أصفر.. فيا ترى كيف سيميز اللاعبون بين الألعاب القانونية وغير القانونية والخشنة إذا كان الحكام سيشهر بهم على هذا النحو.
ضربات حرة
* كيف يستقيم حال المنتخب.. ورئيس ناد يتصل على برنامج (خليجي 17) وعلى الهواء ينتقد لاعبي الفريق المنافس ويطالب بضم لاعبي فريقه؟ ترى ماذا قدم لاعبو فريقه لفريقهم من انجازات؟
* وكيف ننتظر من مستشار فني أو مدرب منتخب أن يعمل بحرية وراحة.. إذا كان رئيس ناديه السابق يقول له وعلى الهواء مباشرة (لم أجلس معه بعد).. لا أعرف منه شخصياً؟
* لا يليق أن يتهم المصيبيح مدير المنتخب ويلمز عليه من جهة كون ناديه الهلال..! فلم يسبق لأحد أن قال ان ناصر الجوهر كان لاعباً بالنصر.. أو أن مشرف المنتخب السابق عضو شرف نصراوي.. فعلينا تنحية الميول والأندية عند تقييم عمل مسئولي المنتخب.
* سجل النصر ثلاثة أهداف من ثلاث ضربات جزاء احتسبها الحكم عبدالرحمن التويجري كرقم قياسي.. إلا أنها لم تكن كافية لكسر فارق الأهداف مع الرياض والتأهل.. ولكنها انقذت الفريق من كارثة كروية كان سيتعرض لها أمام الاتحاد.
|