كم كان محمد نور في حاجة إلى مثل هذا القرار الذي أصدره بحقه الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ فهذا اللاعب منذ بزوغ نجمه في فريقه وحتى في المنتخب وهو يرتكب المخالفات والتجاوزات، وكان يجد غض الطرف والدعم المبطن على مواقفه السلبية تجاه زملائه اللاعبين والحكام والجماهير داخل الملاعب وخارجها، ووصل به التمادي للتطاول على سمعة منتخب الوطن والتلاعب بها؛ ولهذا كان لا بد من قرار يردعه ويوقفه عند حده في المقام الأول، ثم ليكون هذا القرار تربويا ومقوما لمسار اللاعب ومعدلا لسلوكياته غير المنضبطة؛ لذلك فإن قرار الوقف هو لفائدة محمد نور نفسه ومن أجل مستقبله كلاعب، ليعود - بإذن الله - الموسم القادم بشكل آخر ومختلف.
ومن يحب الكرة السعودية ومحمد نور - على وجه الخصوص - يجب أن يؤيد القرار ويسعد بصدوره؛ لأنه يحمل في مضامينه علاجا تربويا لسلوكيات اللاعب وتقويما لانحرافاتها وضبطا لانفلاتها بعد أن تجاوزت كل حدود المقبول والمعقول وأصبح محمد نور يشكل هاجسا وعبئا على المدربين والاداريين والحكام وكذلك على زملائه لاعبي الفرق الأخرى وحتى الجماهير.
الدلال أفسده وجعل منه لاعبا غير قابل للانضباط وغير آبه بتوجيهات ادارة أو تعليمات مدرب أو تحذيرات حكم فكان لا بد والحال هكذا من أن يجد من يوقظه من سدرة دلاله وأن يجد رادعاً يعيده الى جادة الطريق الصحيح.. كان لا بد من أن يتعرض لصدمة تعيد له انتباهه الذي تلاشى وأصبح كالهلام؛ مما أفضى لفقده الاحساس بالمسؤولية.
ألم يخرج بعد كل ذلك الذي فعله في الدوحة ليعلن على الملأ أنه لم يرتكب خطأ وأنه بالتالي لن يعتذر لأحد..!!!؟ لقد انخفض مستوى الشعور بالمسؤولية لديه الى أدنى معدلاته حتى أنه لا يكاد يرى في تصرفاته أو تصريحاته.
حسنا يا محمد نور ها هو العقاب الرادع قد صدر.. فما أنت فاعل..؟
هل ستستفيد منه لتعود ذلك اللاعب المنضبط البارع الذي فاز يوما بلقب أحسن لاعب عربي.. أم ستكرر سيرتك الأولى بالتمرد على توجيهات الاداريين وتعليمات المدربين وقرارات الحكام والتعدي على زملائك اللاعبين والاشتباك مع الجماهير في المدرجات والطرق العامة..؟
أنت وحدك من يحدد مستقبلك..
فإلى اللقاء الموسم القادم.. على أمل أن تكون اطلالتك الأولى بعد العقاب بلا قزع لتكون عنوان التغيير والصلاح إن شاء الله.
|