Wednesday 22nd December,200411773العددالاربعاء 10 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الصوينع يرد على الماضي : الصوينع يرد على الماضي :
مكتبة الملك فهد الوطنية ليست (ساكنة) كما ذكرت.. بل هي (ورشة) عمل ثقافي تعج بالباحثين من الرجال والنساء

سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطلعت على المقال الذي كتبه الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالله الماضي بعنوان (مكتبة الملك فهد الوطنية ساكنة) الذي نُشر في صحيفة الجزيرة يوم الأربعاء 3- 11-1425هـ، وقد استهل الكاتب مقاله بالحديث عن الارهاب والأفكار الهدامة والمخدرات وضرورة صيانة أفراد المجتمع، وأن التحصين المطلوب في حالنا الراهن ثقافي بالدرجة الأولى، ثم تحدث الكاتب عن مكتبة الملك فهد الوطنية وما تحظى به من عناية رسمية واهتمام شعبي ورعاية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والمشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية، حيث اختصت المكتبة باحتكار مهمة توثيق كل ما ينشر في المملكة العربية السعودية وتسجيله، ثم يقول الكاتب: أقول بالرغم من كل ما يحيط بمكتبة الملك فهد الوطنية من اهتمام ورعاية إلا أنها في سكون عجيب! رغم الحاجة الماسة لدورها الفاعل في الأزمة الراهنة والأزمات عموما، ثم يقارن الكاتب أنشطة المكتبة مع بعض الهيئات التي تختلف مهامها ونشاطها عن مكتبة الملك فهد الوطنية.
ونتفق مع الكاتب بأهمية الثقافة في تحصين أفراد المجتمع فكرياً؛ فالمؤسسات الثقافية هي أحد أهم أعمدة التحصين الفكري والبناء المعرفي لأي مجتمع - كما يقول الكاتب - وفي هذا الاطار؛ فالمكتبة قامت وتقوم بواجباتها خير قيام عبر جمع أكبر مجموعة من الانتاج الفكري السعودي الذي يعكس الهوية الوطنية والثقافة السعودية.. وهي ميسَّرة لخدمة المثقفين، وما يكتب عن السعودية في كل اللغات ووجهات النظر، مما يتيح للباحثين والخبراء أغنى مصادر المعلومات القديمة والحديثة عن المملكة العربية السعودية.. ولعل الكاتب يشاطرني الرأي بأن مكافحة الارهاب وصيانة المجتمع يحتاجان الى عمل منظم وجهود الخبراء والمؤسسات المتخصصة أكثر من حاجتها للأنشطة التوجيهية العفوية، مما قد ينعكس سلباً على المجتمع والمتلقين، خصوصا ونحن نعايش عصر المعلومات المفتوح على آفاق واسعة من القنوات ومصادر المعلومات الالكترونية؛ علماً بأن المكتبة استعانت بالمحاضرين الأجانب للمحاضرة عن العولمة والثقافة قبل أكثر من عام.
ويحمد للكاتب طرحه الأسئلة اللمَّاحة حول دور المكتبة الثقافي وتفاعلها مع أزمة الارهاب، مع مقارنتها بغيرها من المكتبات والمؤسسات؛ إلا أن السؤال المحوري الذي ينبغي طرحه، هل أن المكتبة حققت أو تحقق أهدافها الأساسية، أم أنها نجحت في تحقيق أهدافها بصمت؟.
وبمقارنة الأنشطة الثقافية التي تقوم بها الجهات الأخرى، على الكاتب ألا يغفل دور المكتبة ومهامها الأساسية في مجال التوثيق والببليوجرافيا والخدمات المعلوماتية والاستشارية والتعاونية التي تدعم البنية الأساسية للثقافة الوطنية، وهذا هو الأساس المعوَّل عليه في كل الأنشطة الثقافية، سواء في مجالات البحوث والنشر أوالإعلام والمعلومات التي تعتمد على مصادر المكتبة الغنية.
أما مسألة كون جمع الانتاج الفكري السعودي حكراً على المكتبة وتختص به؛ فهذه مسألة مهنية ومحسومة في جميع دول العالم، إذ لابد من وجود مكتبة وطنية تكون من أولوياتها جمع كل ما يُنشر في البلد أو ينشر عنه بأية لغة مع تسجيل الإنتاج الفكري وتوثيقه بشكل مركزي حتى لا تضيع ثقافة الوطن وتاريخه.
أما كون مكتبة الملك فهد الوطنية ساكنة؛ فهذا يخالف الواقع والمنطق، بل هي ورشة عمل ثقافي تعج بالباحثين من الرجال والنساء الذين يمارسون الفعل الثقافي بحُرية كما ينبغي لصيانة الوطن وتطويره، فالثقافة المنفتحة هي التي تكافح الإرهاب وتصون الوطن من التطرف والأفكار الضالة.
وحققت المكتبة في وقت قياسي كل أهدافها الكثيرة، مقارنة بالمكتبات الوطنية، وتفوقت على نظيراتها في الدول النامية والمتطورة، ونالت المكتبة تقديرات مهنية ورسمية على المستويين العربي والدولي.. ولعل الكاتب العزيز يتفق معي بأنه ينبغي التعامل مع الثقافة والمعلومات بمهارة وحنكة بمنأى عن الوهج الاعلامي المباشر أو تنميطها بنسخ ما يفعله الآخرون؛ فالمكتبة تتعامل سنويا مع عشرات الألوف من الباحثين والخبراء من داخل المملكة وخارجها، ويكفيها رضا بما يعبر عنه هؤلاء المثقفون من تقدير وفخر بوجود المكتبة الوطنية التي تُهيئ مصادر المعلومات المتنوعة وكثير منها يصعب العثور عليه في المكتبات المحلية، وهي تعكس الهوية الوطنية والثقافية السعودية بشكل مشرف، يعكس الثوابت والمتغيرات التي تهم المثقفين.
ولا أظن الكاتب لامس الحقيقة بحال عندما وصف المكتبة بأنها ساكنة، وهي الهيئة التي يهرع اليها من يحتاج الى معلومات حديثة وحيوية في القضايا السياسية والاجتماعية الماسة مثل الارهاب وغيره؛ إذ إن تفاعل المكتبة مع المشكلات الاجتماعية والقضايا الثقافية يستبق احتياجات الخبراء والباحثين؛ بل يمكن الجزم بأن مقتنيات المكتبة من المصادر العربية والأجنبية حول القضايا التي تتعلق بالمجتمع تفوق كماً ونوعاً ما لدى غيرها من المكتبات والمؤسسات الثقافية الأخرى.. ويكفي لتأكيد ذلك الدخول الى فهارس المكتبة عن طريق موقعها على شبكة الانترنت، ومراجعة قواعد البيانات الالكترونية والداخلية.. ويستفيد من مقتنيات المكتبة الباحثون والخبراء والهيئات الأمنية والثقافية والاجتماعية بما يصدر من بحوث وتقارير وكُتب منشورة حديثاً.
وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.

علي بن سليمان الصوينع
أمين مكتبة الملك فهد الوطنية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved