أشرع معالي الأستاذ محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم أبواب الأمل في وجوه المتوجسين في نفوسهم خيفة من إدارة مدرسية ومعلمين وطلاب وأولياء أمورهم لقاء كثرة ما يصدر عن الوزارة من تعاميم وتعليمات؛ حيث قال في معرض تعقيبه على مقالة الأستاذ الأديب عبد الله بن إدريس: (إن المسلم الذي خالطت بشاشة الإسلام قلبه يحسن الظن بالناس، ويعلم أن إيمانه لا يكتمل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وينظر إلى الخلق على أنهم عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، وإذا كان هذا شأن المسلم العادي فأحرى بالمربِّين ومَن ينتمون إلى مؤسسات التربية أن يكونوا كذلك فيما بينهم ومع الناس؛ حتى يُصدِّق حالهم مقالهم، وحتى يقدموا لأبنائهم وبناتهم الأنموذج الصالح والمثال الحي؛ لأن التربية بالقدوة أعمق أثراً في النفوس من القول المجرد الذي لا يسانده واقع محسوس...) إلخ ما أورده معاليه في حديثه الشيق المنشور في عدد (الجزيرة) 11752
جميل جداً أن نسمع أو نقرأ مثل تلك الكلمات الهادفة وهي تصدر من فئات أو أفراد المجتمع المسلم، وأعظم بها حين يخاطب بها وينادي لها إخوانه المسلمين ليتمثلوها المسؤول الأول عن تربية وتعليم النشء المسلم، فلك اللهم الحمد أولاً وآخراً.
الكلمات الوضاءة تلك حرية بأن تصدق حال الرئيس قبل المرؤوس، وأن توطد العلاقة بين مسؤولي قطاع التعليم مع بعضهم قبل المراجع وولي أمر الطالب، وأن تجسر ما اعترى الطريق من فتق بسبب صقيع الفتور الذي ساد جو هذا المرفق الحيوي المهم؛ ليحل محله الثقة المتبادلة بين الأسرة التعليمية باعتبارها أسرة واحدة، بحيث يطرح الشك بعيداً، سواء عن الإدارة المدرسية أو المعلمين. وكذا المناهج التعليمية التي أرسى قواعدها الأولى وارتضاها قاعدة صلبة لتعليم هذه البلاد المباركة رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين أجزل الله له الأجر والمثوبة؛ لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها منشئاً صالحاً تسنَّم أعلى المناصب في مختلف الأجهزة الحكومية فكان خير سند وعضد لولي أمره، حتى بلغت المملكة أوجه تقدمها في عهده الميمون. ولم يكن ذلك ليتحقق لولا توفيق الله تعالى لرائد التعليم الأول بإحسانه الظن في الأسرة التعليمية التي كان يحوطها بعنايته ورعايته، وإدراكاً من معالي وزير التربية والتعليم لمبلغ أهمية هذا الأمر والأخذ بهذا التوجه حثَّ على حسن الظن ودعا إليه ورغب فيه، فأبشروا إخواني المعلمين وأملوا خيراً؛ فأنتم أهل لكل مكرمة، وجهودكم مقدَّرة، ولا يضيع العرف بين الله والناس، ولا يضيركم كيد المرجفين ونعيق المستغربين؛ فسياسة تعليمنا بأيدٍ أمينة بحمد الله، كيف وهي ثوابت راسخة تنطلق من منطلق عقدي سليم؟!
علي بن محمد اليحيى /بريدة |