مستعجل
مستقبل الزراعة
عبد الرحمن بن سعد السماري

إلى سنوات قريبة.. كنا نستورد كل شيء في عالم الفاكهة والخضار..
** كنا لا نرى شجرة تفاح أو شجرة برتقال.. أو شجرة ليمون.. بل كنا لا نعرف شكلها ولا كيف تُثمر.. وهكذا الجوافة والموز والخوخ والمشمش وغيرها.
** إلى سنوات قريبة.. كان الطماطم والكوسة والبصل والبطاطس وما شاكلها.. تُستورد من الشام ومن تركيا ومن دول أخرى.. وكان صندوق الطماطم يصل في فصل الشتاء إلى أكثر من مائة ريال وهو مستورد أيضاً.. وقد ينقطع فلا تجد طماطماً..
** وأذكر أيضاً.. أنه قبل سنوات.. ينقطع البيض ويصل سعر الطبق إذا وجد ثلاثين ريالاً وربما أكثر..
** اليوم.. انتشرت المزارع.. وصار كل شيء يُغرس ويزرع. وصار (90%) أو أكثر من الفواكه والخضار الموجودة كلها محلية.. من إنتاج مزارعنا.
** اليوم.. لدينا مزارع ضخمة للزيتون فقط - كمثال - وهكذا تنتشر عندنا في الشتاء مثلاً.. أصناف من أنواع البرتقال من إنتاج مزارعنا.. في نجران وتبوك وحائل وغيرها..
** اليوم.. وفَّرت مزارعنا كل ما نحتاجه.. وصارت حاجتنا من هذه الفواكه والخضار في مزارعنا..
** تذهب إلى سوق الخضار وتجد كل شيء هناك.. ومن إنتاجنا.. وهي أصناف من ألذّ وأطيب الأصناف.
** وهكذا أصناف الورقيات التي كانت تستورد إلى ما قبل سنوات قريبة..
** غير أن بعض المزارعين وبعض المسوِّقين والمستهلكين لديهم اليوم تخوُّف من تراجع الإنتاج المحلي من الفواكه والخضار وسائر الإنتاج الزراعي والحيواني.. لأن سياسة وزارة الزراعة في هذا الاتجاه وهكذا سياسة وزارة الكهرباء والمياه.. مازالت غامضة وغير معروفة وغير واضحة.. ولا ندري ماذا تحمل من خطط ورؤى.
** نعم.. هناك تخوُّف من تراجع الانتاج المحلي.. ومن ترك بعض المزارع وإهمال الزراعة بسبب ارتفاع التكلفة.. نتيجة ارتفاع مستلزمات الزراعة.
** ما زلنا.. ننتظر من وزارة الزراعة.. بياناً يوضِّح الحقيقة.. ويضع النقاط على الحروف.. ويجلي الأمر ويضع الأمور في نصابها الصحيح.
** لقد تراجعت أسعار المزارع إلى أكثر من النصف.. وأهملت مزارع وماتت نخيلها وأشجارها.. لأن المزارعين وجدوا أنفسهم في طريق غامض مجهول.. ولا من يرى.. ولا من يسمع.. فالأذن (صَمْخا) والعين (حَمْصا).
** اليوم.. أسعار المنتجات زهيدة للغاية.. فكيف إذا ارتفعت التكلفة؟!
** إذا كان لوزارة الزراعة سياسة جديدة.. أو فلسفة جديدة يجب أن تُعلن مبكراً.. أو على الوزارة أن تعلن أنها لن تُغيِّر شيئاً.. حتى يرتاح ويطمئن المزارعون.
** ليس هناك أسوأ من أن يعيش المستثمر أياً كان في مرحلة اضطراب.. فلا يقدر على التخطيط لمستقبله.. ولا يقدر على تطوير استثماراته أو الدخول في مشاريع كبيرة.. وهو يجهل المستقبل القريب لنشاطه.
** صندوق الطماطم بخمسة ريالات.. ووايت الديزل بسبعة آلاف ريال.
** وخمسة صناديق الباذنجان بريال واحد.. وسعر كيس السماد أغلى من سعر كيس الهيل.. والمخجل والفشيلة أن الديزل والأسمدة تصنَّع وتنتج في بلادنا.. ** المزارع هنا.. ونقولها بكل صراحة.. (تعبان.. غلبان.. طفشان.. مديون عدد شعر رأسه).
** المزارع - يا وزارة الزراعة - يصيح بأعلى صوته ويقول: الديزل.. ذبحنا.. الديزل هو مصيبتنا فهل هذا الديزل يستورد من الصين أيها المسؤولون؟!.
** القولون مولِّع.. والمعدة تفوح.. وفي الليل.. يَتَلوى من آلام المرارة.. والضغط ألف.. والعيون (حمرا) من ارتفاع نسبة السكر.
** إنه المزارع المسكين.. يا وزارة المزارعين..
والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.