* الرياض - عوض مانع القحطاني:
مؤسسة الدعوة الخيرية ثمرة من ثمار الخير في هذه البلاد.. وهي عطاء من عطاءات رجال خدموا دينهم ووطنهم وأمتهم. المؤسسة الخيرية هي علامة مضيئة للتعريف بالدروس العلمية المفيدة وبثها للمسلمين في أنحاء العالم.. وهي جسر تواصل بين علماء هذه البلاد المباركة والمسلمين في الخارج من خلال إيصال الدين الإسلامي الحنيف إلى أرجاء العالم بصورته الواضحة النقية بلا ابتداع ولا تشويه.(الجزيرة) قامت بزيارة إلى موقع المؤسسة بجامع الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، والتقت بفضيلة الشيخ عبد السلام بن عبد الله السليمان المدير العام للمؤسسة وخطيب جامع الأمير فيصل بن فهد؛ حيث توجهنا في جولة شملت العديد من أقسام المؤسسة المختلفة.
وقد أثنى الشيخ عبد السلام على فكرة هذه المؤسسة والجهود التي تقوم بها هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني؛ حيث دعمهم للأعمال الخيرية في هذه البلاد وخدمة الإسلام والمسلمين، وقال: إن جامع الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وهذه المؤسسة هي عطاء سخي منه رحمه الله، وهي خطوة مباركة تابعها من بعده إخوانه وابنه؛ حيث يدعمون أعمال هذه المؤسسة التي تقدم خدمة جديدة ومميزة تختلف عن المؤسسات الأخرى. موضحاً أن ربط العلماء بالمسلمين من خلال نقل فضائي لمحاضراتهم ودروسهم وبث الدروس عن طريق الأقمار الصناعية وباستخدام التقنية الحديثة وتطويعها لخدمة الإسلام والمسلمين خطوة إلى الأمام من أجل توحيد المرجعية العلمية الشرعية، وهذا ما يسعى إليه القائمون على هذه المؤسسة.وكشف الشيخ السليمان أن من الأعمال الخيرة لهذه المؤسسة إنشاء المعهد الشرعي على الشبكة العالمية (الإنترنت) الذي سوف يبدأ في محرم القادم.
وقد تحدث الشيخ السليمان عن مركز المعلومات بالمؤسسة فقال: إنه عبارة عن برنامج يوفر المعلومات الخيرية الدعوية، يجمع المعلومات سواء كانت تتعلق بالقضاة في المملكة أو كتَّاب العدل أو مأذوني الأنكحة، فعندنا تتوفر حالياً قائمة تضم جميع قضاة المملكة وكتَّاب العدل ومأذوني الأنكحة. وهذه فائدتها بأنه يمكن لأي شخص في جميع أنحاء المملكة يريد أن يراجع أحد طلبة العلم في استفسار علمي أو فتوى ما، أو يريد أن يقوم بعقد نكاح عند مأذون الأنكحة، يستطيع أن يصل إلى أي شخص من هؤلاء عن طريق مركز المعلومات مباشرة. وكذلك تتوفر في المركز معلومات خيرية ودعوية عن المراكز الإسلامية والدعوية في الداخل والخارج، ويمكن لأي شخص يرغب في الحصول على معلومات معينة عن أي مركز إسلامي وفي أي بلد خارج المملكة يمكنه الحصول عليها عن طريق الاتصال بمركز المعلومات.
مشروع الفتوى على مدار 24 ساعة
* كم أخذ منكم من الوقت جمع هذه المعلومات؟
- نحن بدأنا في جمع تلك المعلومات منذ سنتين، وما زلنا نجمع ونجدِّد المعلومات؛ فإنها تتجدد وتتغير مع مرور الزمن.
ولدى المركز مشروع الفتوى على مدار 24 ساعة، وسوف ينطلق خلال شهرين بإذن الله، ويستطيع أي شخص أن يتصل بالمركز ويستفسر عن أي سؤال من أحد طلبة العلم. وسوف يعلن عن رقم الهاتف الخاص بالفتوى عند افتتاحه بإذن الله، أما الآن فنحن في طور تجهيز الكوادر الفنية.
* هل واجهتكم مشاكل في الحصول على أرقام ومعلومات عن طلبة العلم وكتَّاب العدل ومأذوني الأنكحة؟
- الحمد لله وجدنا تجاوباً كبيراً من وزارة العدل متمثلاً في وزير العدل.. أيضاً وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ودار الإفتاء وجهات أخرى تمت مراسلتها، فوجدنا تجاوباً كبيراً، ربما كان هناك نوع من الصعوبة في الحصول على معلومات عن المراكز الإسلامية الموجودة في خارج المملكة، وهذا الأمر يحتاج إلى بعض من الوقت حتى تكتمل الصورة.
والحمد لله بالنسبة للفتوى فالعلماء وطلبة العلم متجاوبون تجاوباً كبيراً مع المركز، وحددوا مواعيد مناسبة جداً، فالآن نحن بصدد وضع جهاز آلي يستطيع تحويل صاحب الاستفسار مباشرة إلى العلماء حسب التنسيق، ولا يحتاج إلى شخص أو مأمور سنترال إلا في بعض الأوقات القليلة. وهناك جداول، مثلاً: من السادسة إلى السابعة الشيخ فوزان، ومن السابعة إلى الثامنة سماحة المفتي العام، ومن الثامنة إلى التاسعة الشيخ اللحيدان، وهكذا. وهناك بعض الشيوخ يمكن الاتصال بهم في وقت متأخر أيضاً حسب التنسيق.أما بالنسبة للقضاة فإننا دائماً نراسلهم لتجديد البيانات، فالقضاة جزاهم الله خيراً يقدِّرون مثل هذا العمل وتجاوبوا معنا تجاوباً حسناً. ويمكننا الآن أن نزود أي شخص بالمعلومات اللازمة عن القاضي وعمله وبلده وما شابه ذلك من معلومات ضرورية مطلوبة من الناس.
المركز عالمي
* هل هذا المركز على مستوى مدينة الرياض فقط؟
- أما نطاق المركز فإنه على مستوى المملكة، وفي موضوع الجمعيات الإسلامية الخيرية فإن المركز عالمي.
نتأكد من المعلومات قبل رصدها
* كيف تتوثقون من المعلومات؟
- قبل إدخال المعلومات في الحاسب الآلي نتأكد من المعلومات من الدعاة والمبعوثين الذين لهم باع طويل في البلاد خارج المملكة، سواء عن طريق العمل هناك أو بسبب اهتمامهم بتلك البلاد أو عن طريق طلاب تلك البلاد الذين يدرسون في المملكة، وغالباً يكونون موثوقاً بهم. بالإضافة إلى أن هناك أشخاصاً لهم إلمام بتلك البلاد، بالإضافة إلى قائمة المعلومات الموجودة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
لا نتعرف إلا على المؤسسات الموثوقة
* هل عندكم قائمة بالمؤسسات المشبوهة؟
- إننا في مركزنا لا نوفر المعلومات إلا عن الجمعيات والمراكز الإسلامية الموثوقة التي تقوم بالدعوة على النهج السليم منهج السلف الصالح، أما الجمعيات المشبوهة فإننا نبتعد عنها.
تبدأ الصدور قريباً
* ماذا عن المجلة؟
- مجلة خيرية بدأنا في إعدادها، الأجهزة موجودة، والأشخاص موجودون، وتبدأ الصدور قريباً بإذن الله. والهدف من المجلة دعوي وتوفير معلومات دعوية للأسر والأطفال والبيوت، ونحاول أن نربطهم بالدعاة، ونحاول أن يتفاعلوا معهم، وكذلك نحاول نشر العقيدة الصافية للنساء والأطفال؛ العقيدة التي قامت عليها هذه البلاد الطاهرة، وإذا نجحنا في محاولتنا هذه فقد أدَّينا دوراً كبيراً في حماية المجتمع من شرور الآخرين.
نحصل على ميزانية خاصة
* هل المركز له ميزانية معينة؟
- نعم للمركز ميزانية خاصة به وبأقسامه متوفرة حالياً، وتقوم الأقسام بأعمالها على أكمل وجه. ويرأس هذه المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز، ويشرف عليها صاحب المعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
نهتم بترجمة اللغة الإسبانية
* وماذا عن قسم الترجمة لديكم؟
- قسم التأليف والترجمة يقوم بالبحث عن حاجة الأمة الإسلامية وحاجة الناس كافة في العالم إلى اللغات التي لم تتوفر فيها معلومات دعوية أو نشر الإسلام. ومن اللغات التي نهتم بها أكثر من غيرها اللغة الإسبانية والإنجليزية، وعندنا مشاريع متعددة بدأنا في ترجمة بعض الكتب للمسلمين وغير المسلمين ولترغيب الناس في الدخول في الإسلام. وهذا البرنامج متكامل؛ يبدأ من غير المسلم ثم يأخذ بيده بعد إسلامه فيوفر معلومات عن العقيدة ثم الطهارة والصلاة بل الأركان الخمسة ثم سماحة الإسلام وهكذا، ثم نقوم بربطه بالدعاة والعلماء وطلبة العلم؛ حتى يستطيع السير على بصيرة ونور الإسلام.
* هل هذا المركز الأول في مجاله في المملكة؟
- هذا المركز ليس وحيداً، وإنما هناك جهود مبذولة من عدة جهات، خصوصاً من وزارة الشؤون الإسلامية، إلا أنها لم تتعرض إلى بعض اللغات الحية، ونحن في هذا المركز نقوم بالترجمة إلى عدة لغات خاصة اللغة الإسبانية.
ترجمنا حتى الآن 30 كتاباً
* كم عدد الكتب المترجمة حالياً؟
- هناك أكثر من ثلاثين كتاباً، نحن نقوم بخدمة تلك الكتب في مراحلها المختلفة من مراجعة وتدقيق وترجمة وطباعة باللغات الحية.
أما المكتبة العامة فتحتوي على كتب نادرة في حقولها تتجاوز 20.000 كتاب خاصة بأهل العلم.
الإنترنت والمراكز الإسلامية
* كيف يتم توزيع تلك الكتب وتوصيلها بعد الترجمة؟
- هناك عدة طرق، مثلاً نحن نحاول إنشاء موقع على الإنترنت توضع فيه جميع الكتب المترجمة، وقد بدأنا باللغة الإنجليزية، وكذلك توزَّع على المراكز الإسلامية التي تتوفر معلومات عنها لدى المركز في الداخل والخارج.
* كم مساحة المشروع وعدد العاملين فيه؟
- المشروع كبير جداً، ويقع على أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع. ويعتمد المشروع على الخارج، فهناك شركات تعمل في المجال نفسه، فمثلاً شركة تعمل في مجال النقل النهائي، وهناك شركة أمريكية متخصصة في التعليم عن بُعد، وهناك شركة وطنية تقوم بتوفير المادة العلمية ووضعها في قالب تعليمي مناسب.
* كم مدة الدورات التي تعقدونها في هذا المركز؟
- عادة تكون مدة الدورات عشرة أيام تقريباً، ويشارك فيها العلماء، وتكون بشكل مكثف جداً، وهناك دورة أُقيمت قبل شهر رمضان وشارك فيها كثير من الناس، ولا تقتصر المشاركة على منطقة معينة، وإنما هناك مجموعات كثيرة تتوافر من شتى مناطق المملكة؛ مثل الجوف وعرعر وجدة وغيرها من مناطق المملكة.
إيجاد قناة فضائية
* كيف يتم البث الفضائي؟
- نقوم باستئجار القمر الصناعي ثم نقل البرنامج عن طريق القمر الصناعي، وندرس حالياً إيجاد قناة فضائية خاصة لغرض الدعوة، وقريباً ستنطلق بإذن الله.
المرأة تستفيد من خدماتنا
* ما مدى استفادة المرأة من هذا المشروع؟
- المرأة تستفيد مثل الرجل؛ فقد خُصِّص لها مكان خاص بها، كما تستطيع الاستفادة عن طريق الإنترنت أو الاستفادة من موقع المؤسسة.
خدماتنا للجميع
* هل يمكن إيصال المعلومة إلى الشباب بطريقة سلسة ميسَّرة؟
- الآن يمكن للجميع أن يستفيد من خدمات المؤسسة، سواء عن طريق حضور المحاضرات أو الاستفادة من الأشرطة أو عن طريق الإنترنت على موقع المؤسسة. الآن يبقى الدور على الشباب أن يُبدوا الرغبة في الاستفادة من العلماء وطلبة العلم والدعاة. ونريد أن نقول للجميع: إن مؤسسة الدعوة الخيرية تمشي على منهج السلف الصالح، فإننا نستشير العلماء في جميع الخطوات التي نخطوها، وبتزكية من العلماء نقوم بأعمالنا ومشاريعنا، والعلماء جزاهم الله خيراً يتجاوبون مع المؤسسة بشكل ممتاز، فنشكرهم على ذلك.
* هل هناك خبرات وافدة تعمل معكم؟
- جميع العاملين في المؤسسة سعوديون، إلا أننا نستعين من الخبرات الوافدة في حال الضرورة؛ مثل التقنيات الحديثة التي لا تتوفر في العاملين لدينا.
المعهد العلمي الشرعي على الشبكة العالمية
وتحدَّث الشيخ السليمان عن المعهد الشرعي، وذلك على موقع الشبكة العالمية (الإنترنت)، فقال: إنه يقدم المادة العلمية الشرعية التي وفَّرها علماء هذه البلاد من دروس ومحاضرات ومؤلفات ورسائل، بالإضافة إلى اشتماله على جميع الدروس والمحاضرات التي تم بثَّها عن طريق الاتصال الفضائي.
وترتكز فكرة هذا المعهد على إنشاء قاعدة من المتون الشرعية وشروحها لدى طلاب العلم؛ حتى يخرجوا بحصيلة علمية قوية مؤصلة على منهج السلف الصالح؛ ليقوموا بعد ذلك بنشر ما تعلموه والذب عن دين الله ودفع الشبهات والدعاوى الباطلة عنه، وتأهيلهم إلى المستوى الذي يمكنهم من الالتحاق بالجامعات الإسلامية؛ حيث يمنح الطالب شهادة بعد إكماله المناهج المقررة واجتيازه الاختبارات المعدة لها. وستتم جدولة المواد العلمية على دروس ومسارات ومستويات مماثلة للمنهجية المتبعة في الجامعات والمعاهد الإسلامية، وكذلك في آليات التسجيل والمتابعة والامتحانات والتقييم والشهادات؛ ليكون المعهد مكاناً مناسباً للدراسة الفعلية.
نقبل 2000 طالب والدراسة بمحرم القادم
وقال الشيخ عبد السلام: إن المعهد عبارة عن تعليم عن بُعد، ومدة الدراسة في هذا المعهد سنتان، يحصل الطالب بعدها على دبلوم يؤهله للعلوم الشرعية، ومنهج المعهد قريب من منهج المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام، وكذلك معهد الحرم؛ حيث يدرس المعهد شروحاً للشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ صالح الفوزان، وسوف يقبل المعهد في البداية 2000 طالب على مستوى العالم موزعين على الدول. هذا المعهد مخصص لغير السعوديين؛ حيث تحرص المؤسسة على أن تعلم هؤلاء الطلاب العلوم الشرعية الصحيحة والدروس النافعة التي تبين الدين الإسلامي على حقيقته بعيداً عن الشبهات.
ويبقى أن المعهد سوف يمنح شهادة دبلوم، ومن ثَمَّ يحق بعد ذلك للطالب إكمال دراسته الجامعية، كما سوف يحصل العشرة الأوائل على منح دراسية في جامعات المملكة، وفي نهاية الدراسة يصرف المعهد مكافآت للطلاب.
وأكد السليمان أن الدراسة في هذ المعهد سوف تبدأ مع بداية محرم القادم بإذن الله.
| 
"لقاءات"