* الخرطوم - أبوجا - الوكالات:
زعمت جماعة تمرد غير معروفة من قبل مسؤوليتها عن هجوم استهدف حقلاً نفطياً في منطقة دارفور بغرب السودان وقالت ان الهجوم هو أول عملياتها العسكرية.
ونفت جماعتا التمرد الرئيسيتان في دارفور اللتان تجريان مباحثات للسلام مع الحكومة في العاصمة النيجيرية أبوجا مهاجمة حقل شارف لضخ النفط يوم السبت.وقالت الحكومة ان المتمردين قتلوا 15 شخصاً في الهجوم غير انه لم يؤثر على الطاقة الإنتاجية للحقل والبالغة ثلاثة آلاف برميل يومياً.وقالت الجماعتان ان ما تسمى الحركة الوطنية السودانية للقضاء على التهميش هاجمت الحقل النفطي الصغير.
وتقول الحركة انها تتمركز في المناطق الوسطى من السودان وفي كردفان الواقعة الى الشرق مباشرة من دارفور.
وقال زعيم الجماعة علي عبد الرحيم الشندي لرويترز عبر الهاتف من مكان ما في وسط السودان ان الهجوم هو اول عملية عسكرية للحركة وانها اختارت مهاجمة حقول النفط لانه ثروة السودان التي لا تتقاسمها الحكومة مع جميع مواطنيه،على حد زعمها.وقال ان الحركة تؤيد عمليتي السلام لانهاء الصراع في دارفور والحرب الاهلية الدائرة منذ اكثر من عقدين في جنوب السودان لكنها ترى ان مناطق أخرى مثل شرق ووسط السودان مستبعدة من تلك المباحثات التي ستقرر سبل اقتسام السلطة والثروة في البلاد.
ومن جانب آخر جاء حصاد الجولة الثالثه لمباحثات أبوجا لتسوية الأزمة في إقليم دارفور السوداني مخيباً لكل الآمال ومقوضاً للنجاحات التي حققتها الجولة الثانية من المباحثات التي جرت بين وفد الحكومة السودانية ووفد حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة في شهر نوفمبر الماضي لتعود المباحثات الى المربع الاول وهو مربع الترتيبات الأمنية وزيد عليه الخروقات الأمنية السافرة التي يتهم بها كل جانب الجانب الآخر0 وقد تقرر عقد جلسة للجنة المشتركة صباح امس الثلاثاء تضم كافة الوفود والوسطاء والشركاء للاعلان عن فشل هذه الجوله من المباحثات ولكن بصياغات اكثر دبلوماسية بعد أن أعلنت حركتا التمرد الليلة قبل الماضية رفضهما لاية مبادرة تخرج هذه المباحثات من عباءة الاتحاد الافريقي في اشارة الى المبادرة الليبية وهي المبادرة التي وصفها المتمردون بانها مبادرة تلبي وتحقق مطالب الحكومة السودانيه بالكامل.
وتركزت نقطة الخلاف الرئيسية في هذه المباحثات التي استمرت عشره أيام حول انسحاب قوات الجانبين الى مواقع الثامن من ابريل ، غير ان المتمردين يرون ان العودة الى خطوط 8 ابريل يفقدهم الكثير من الاراضي التي يسيطرون عليها حالياً مما يعطي تفوقاً ملحوظا للقوات السودانيه في دارفور، غير ان الحكومة أعربت عن التزامها بالتراجع الى خطوط 8 ابريل.
ويرى المراقبون ان خطوط 8 ابريل مجهولة وغير محددة حتى في اتفاقية نجامينا وان الحديث عن العودة الى مواقع 8 ابريل يحتاج الى لجنة خاصة لتحديد هذه المواقع بالنسبة للجانبين مما يشكل اثارة مشكلة اخرى للمشاكل التي تواجه مباحثات تسوية ازمة دارفور وتزيدها تعقيداً بدلا من ان تدفعها للأمام.
وقد أبدى وفد الحكومة السودانية برئاسة الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة السوداني الكثير من المرونة لتسوية هذه الازمة واعلن موافقته غير المشروطة للمبادرة الليبية كما اعلن وقفه لاطلاق النار في الحال في دارفور واستعداده للانتقال الى الملف السياسي الذي يعد جوهر النزاع بين المتمردين والحكومة السودانية.
واقترح السفير الفرنسي لدى نيجيريا الذي شارك في جولة الأمس من مباحثات أبوجا ان يتم الانتقال الى الملف السياسي طالما ان الترتيبات الامنية قد خرجت عن نطاق امكانية حلها في هذه الجولة مشيرا الى أن التسوية السياسية ستتضمن تسوية للانتهاكات الامنية وستحقق مصالح المتمردين التي طالما نادى بتحقيقها وهي المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروات.
إلا ان اقتراحه خلال مباحثات يوم لم يحظ بقبول المتمردين الذين اصروا على ان تتم تسوية الخروقات الأمنية اولا قبل الانتقال الى التسوية السياسية وهو نفس موقفهم في الجولة الثانية السابقة التي عقدت في أبوجا في نوفمبر الماضي.
وبهذا تعود المباحثات الى المربع الأول حيث تقرر ان يتم الاعلان عن انتهاء هذه الجولة من المباحثات وان تعقد الجولة الرابعة من مباحثات أبوجا - والتي تعد الخامسة من مباحثات أزمة دارفور اذا اضفنا إليها جولة مباحثات نجامينا - في العاصمة التشادية نجامينا يوم 26 ديسمبر الجاري بعد انتهاء احتفالات ذكرى الميلاد على ان يتم خلال هذه الجولة تحديد الموعد الجديد لجولة جديدة من مباحثات أبوجا لاستكمال تقريب وجهات النظر بين الجانبين.
|