Wednesday 22nd December,200411773العددالاربعاء 10 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

ملتقى الأدباء الشباب في رابطة الأدب الإسلامي العالمية ملتقى الأدباء الشباب في رابطة الأدب الإسلامي العالمية
توقيعات نازفة من شجى الذاكرة

* الرياض - محمد شلال الحناحنة:
أقامت رابطة الأدب الإسلامي العالمية في مكتبها الإقليمي بالرياض ملتقى الأدباء الشباب لشهر شوال 1425هـ، وقد أشرف على هذا اللقاء الناقدان د. سعد أبو الرضا، ود. وليد قصاب الأستاذان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إذ قدما قراءة نقدية للنصوص الملقاة من الأدباء الشباب.
من شجى الذاكرة
بداية قدم حميد محمد الأحمد مشاركة شعرية بعنوان: (هذا حالنا) وهي مشاركة تبحث عن هويتها إذ تبدو أنها الأولى لحميد الأحمد، وقد حافظت على الوزن الخليجي، وجاء مضمونها يقدح من شجى الذاكرة في ظل حراب الأعداء المشرعة في صدر الأمة الإسلامية في فلسطين والعراق وغيرهما، إلا أن هذا المضمون المشرق لم يشفع لفنيتها الركيكة، والتي بدت في أكثر من مقطع.
أما القاص أحمد محمد صوّان فقد كانت خاطرته (مُعلّم في الذاكرة) قادرة على شحننا بالمزيد من التفاعل مع أفكارها السامية، وأسلوبها المتميز، وتقسيماتها اللطيفة العذبة، كما أن فيها وفاء لأستاذه في الجامعة القاص السوري محمد علي حمد الله، ويصور هذا الوفاء بأسلوب سلس، وعاطفة جياشة فيقول: (فمحاضرته بستان متعدد الألوان والروائح، يطوف بنا في أرجائه متخيراً أجمل ما فيه، ويوقفنا على طريقة الاستفادة من ثماره ورحيقه، أبٌ يرشد أبناءه، مرّبٍ يقوّم مريديه، دائم الحضور والتحضير على الرغم من كبر سنّه، همّه أن يعلّم الغوص والصيد، لا أن يعطي السمك، وإن لم نقطع صفحات كثيرة من المقرر).
ولم يغادر هذا الوفاء الكاتب أيمن ذو الغنى في مقالته: (تجربتي الأوّلى) إذ يحدّثنا عن أستاذه الدكتور محمد حسّان الطيّان الذي كان له الأثر العظيم عليه، وعلى طلاّب اللغة العربية في جامعة دمشق من خلال تشجيعهم على الكتابة، ورعاية مواهبهم وصقلها، والسؤال عنهم وزيارتهم.
ومقالة الكاتب أيمن ذو الغنى مقالة أدبية استطاع بقدرته المتميزة على التصوير، وثراء لغته، ودفء عباراته الرشيقة أن ينقلنا إلى ذلك الجوّ المفعم بالحميمية والصدق إذ عاش مع أستاذه:
(وبعد برهة من التردد والحيرة تشجعت وتجاسرتُ، ودفعت إليه بالمقال على استحياء.. شرع يقرؤه باهتمام، وكنت في إبان قراءته خائفا متوجسا، ولكنه ما لبث أن أسفر وجهه عن ابتسامة رضا وإعجاب بالموقف أوّلاً وبأسلوب الكتابة ثانياً، وبدأ يثني على كتابتي، ويكيل لي من عبارات التشجيع والإطراء ما لم أكن أحلم بقليل منه، وحثني على مواصلة الكتابة، والإكثار منها، حتى تلين لي وتطيع، وتسهل عليّ، وتصير طبعا لا تكلف فيه).
وفي اعتقادي أن (أيمن ذو الغنى) من أدبائنا الشباب، الذين سيكون لهم تجارب فريدة في المقالة الأدبية التي أضحت نادرة في هذا العصر، وذلك إن أخلص لهذا الفن الأدبي.
توقيعات نازفة
أما الكاتب سعد جبر فاستطاع بروعة تصويره، ولغته الحميمة النازفة أن ينقلنا إلى مشاهد قصته: (بتوقيع الجميع) فهي تحكي قصة شاب اغترب من أجل توفير لقمة العيش لوالديه وإخوته، ولكنه فقد أباه، وهو مازال في غربته، مما شكل صدمة له، وأثقله بمزيد من الآلام والأحزان، وتميزت القصة بترابطها، وحبكتها الموفقة، وإيجازها بلغة حية معبرة ونفس قصصي، مما جعلنا نتفاعل معها، إذ تسجل تقدما واضحا لسعد جبر على تجاربه السابقة، وما قرأه من نصوص في ملتقى الشباب وجاء في قصته: (وبين غفوات الصباح التي يحاول أن ينزع فيها جسده المرهف عن الفراش المهترئ دهش لرؤية رسالة أخرى قد انزلقت كالعادة من الفراغ السفلي لباب غرفته الذي تكاد الريح تقتلعه عندما تمارس بحرية تامة جولاتها الليلية المعهودة).
(أحمد في رمضان)
والتوّجه الإسلامي
وينقلنا نصّ (أحمد في رمضان) لمنذر سليم محمود إلى نضج التوجه الإسلامي وهو نص موجه للطفل، وهو أقرب إلى المقالة، وإن لم يخل من مشاهد قصصية معبرة، ولكن زحمة الأحداث لا تتناسب مع القصة القصيرة التي يشكلها حدث محدد، فهناك أكثر من مشهد يرسمه الكاتب للطفل أحمد الذي تغيّر كثيراً في سلوكه وعبادته في رمضان، وأضحى طائعاً مؤدباً حريصاً على رضا الله، ثم رضى والديه.
وعموماً فإن لغة الكاتب جاءت رصينة، وأفكاره سامية، ومعانيه عميقة ذات دلالات إسلامية: (ولمّا أقيمت الصلاة حرص على الصلاة في الصف الأول، لكنه لم يصلّ خلف الإمام، إذ ترك هذا المكان للكبار، وبعد الصلاة استغفر الله، وأتى على الأذكار فقرأها ثم انصرف، رأى في طريق عودته إلى البيت مسكيناً، قال في نفسه: ليتني أملك بعض النقود، لكنتُ تصدقتُ على هذا المسكين، فكسبتُ أجراً، ثم دعا ربّه قائلاً: (اللهم ارزقني مالاً أنفقه في سبيلك، وارزق هذا المسكين).
أخيراً تظل هذه النصوص للأدباء الشباب خطوات واثقة في مشوار طويل ترعاه رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ سنوات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved