Wednesday 22nd December,200411773العددالاربعاء 10 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

حقوق المرأة في تاء التأنيث حقوق المرأة في تاء التأنيث
محمد المنصور الشقحاء

لم أفكر بالكتابة أو التعليق على اتفاقية إنشاء (منظمة المرأة العربية)، غير أن شر البلية ما يضحك، والبلية تأتي من ترف فكري يمارس التنظير في لحظة غياب ذهني، والمضحك صياغة مواثيق تضاف لواقع تجاوزها ولكن هي في رقصة جلد الذات حالة نبحث فيها عن تلويح إعجاب من الآخر حتى استعرضت مواد الاتفاقية وقارنتها بواقع المرأة العربية والميثاق العربي لحقوق الإنسان (الرجل والمرأة متساويان في الكرامة الإنسانية والحقوق والواجبات في ظل التميز الإيجابي الذي أقرته الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية الأخرى والمواثيق النافذة لصالح المرأة) والتشريعات الدولية لحفظ حقوق الإنسان وحمايته من الاستغلال والأسر.
تقول المادة الثامنة (يتشكل المجلس الأعلى للمنظمة من جميع السيدات العربيات الأول من ينوب عنهن، ويختص باعتماد السياسات العامة لعمل المنظمة ومتابعة ومراقبة تنفيذها).
الصياغة جميلة ومرتبطة بشكل عام بمشروع عربي ساذج يكرس التجزئة الاجتماعية في مجتمع يقول إنه يسعى إلى التنمية العامة وفق مشروع مقدس، يعيش فيه الإنسان كريماً وفق أعراف مواثيق أممية.
وهنا تظل منظمة السيدات العربيات لتكون مراقباً لدور رجال الجامعة العربية التي تحتاج إلى صياغة تتوافق مع مستجدات الواقع العربي المتشرذم والمنشغل بحواريات ثنائية تكرس الخوف من زوار الأبواب الخلفية.
ونجد المادة الخامسة تشير إلى ذلك (تهدف المنظمة إلى المساهمة في تعزيز التعاون والتنسيق العربي المشترك في مجال تطوير وضع المرأة وتدعيم دورها في المجتمع) والشأن العربي العام مسؤولية كل الأطراف ذكوراً وإناثاً (شيوخاً - فتياناً - أطفالاً) وبالتالي لن تقدم المنظمة العربية للسيدات أي قرار موضوعي خالص الأنوثة يتعارض مع الشأن العام حتى لو كان من باب الترف وما أكثر ترفيات المجتمع المثقف في الوطن العربي وخصوصية المرأة.
المضحك المبكي تدخل جامعة الدول العربية في الشأن النسوي بذكورة عرجاء حيث تقول المادة السادسة عشرة (تلتزم المنظمة بالقواعد الخاصة بالتنسيق بين مؤسسات العمل العربي المشترك وبالتعاون في تنفيذ برامجها وأنشطتها مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الجامعة ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب)، تشكل هذه المادة خلطة غير صحية مضرة بالشأن العام ولا تجد فيها السيدات المهتمات بالمنظمة ما يشبع لحظة الفرغ الإنساني المتهمة به السيدة العربية وهي تكافح لثبات قوائم بيتها في زمن لم يعد للإنسان حقوق خلاص من قول (ظل رجل خير من ظل جدار).
وبعد (منظمة المرأة العربية) بصياغة هذه الاتفاقية إلى ماذا تجرنا كمجتمع إنساني، وقد تشكلت الاتفاقية من اثنتين وعشرين مادة (22) توزعت على ثمانية أبواب أكبرها حجماً الباب الخامس الذي يشمل الوسائل والتدابير والتي من أهمها (متابعة مختلف التطورات بالمحافل الدولية في مجال اختصاصها)، وهذا يذكرنا بطيبة السمعة جامعة الدول العربية ومجالسها التي حتى اليوم لم تصغ قانوناً لدولها يواكب التطورات الدولية ويساهم في بناء الثقة بين أبناء الأقطار العربية (ذكوراً - إناثاً)، فهل منظمة السيدات العربيات سوف تأتي بالعجب العجاب (تحقيق التضامن العربي باعتبارها ركناً أساساً).
إشكالية هذه المنظمة أنها شرفية أكثر منها صاحبة قيّم واقعية وفي المجتمعات العربية مؤسسات خاصة بالمرأة تقوم واجبها الاجتماعي حسب خصوصية كل مجتمع وتلتقي مندوبات هذه المؤسسات في المحافل الخاصة والعامة لمناقشة الهموم وإستراتيجية العمل بجدية وفاعلية تجاوزت التنظير الثقافي إلى مستوى الفعل الاجتماعي المنجز.
وبعد وحسب منطوق المادة العشرين من اتفاقية إنشاء منظمة المرأة العربية (يجوز تعديل اتفاقية إنشاء المنظمة بناء على طلب موقع من خمس دول أعضاء على الأقل، وبعد التوصية من المجلس التنفيذي واعتماده من المجلس الأعلى بأغلبية ثلثي الأعضاء في كل منهما، ولا يبت في التعديل إلا في دور الانعقاد التالي للمجلس التنفيذي ولا يكون التعديل إلا بعد التصديق عليه من ثلثي الأعضاء على الأقل وفقاً للإجراء الدستوري لكل دولة) مع أني أضيف هذه المادة إلى المستحيلات الثلاثة (الخل الوفي - الغول - العنقاء)، وتداخل أحد المثقفين وهو يتابع تنامي هذا المقال فقال إن هذه المادة تضاف إلى عجائب الدنيا السبع، ونحن في زمن اجتياز الحواجز، ولكن صاغتها الإدارة القانونية في الجامعة العربية لتجلد بها السيدات العربيات خاصة إن الدول العربية تجلد في كل مناسبة جامعة الدول العربية حتى تحقق كل دولة أهدافها في الإطار العالمي لتحقيق تنميتها الخاصة (بسرية تامة) التي لم يتفق العرب عليها منذ تكونت هذه الجامعة.
خلاصة الكلام نحن بحاجة إلى مجلس شؤون المرأة (لجنة خاصة بقضايا المرأة) ضمن المجالس المتعددة في إطار جامعة الدول العربية لرفد مطالب النسوة (ضمن إطار الأسرة والمجمتع) يشرع الأبواب المغلقة وهو فاعل إذا كان الهدف تنموياً حقيقياً ومن هنا علينا إلغاء هذه المنظمة الخداج (المنظمة دائماً تتكون مستقلة)، وتحفظ وثائقها في الإدارة القانونية بالجامعة العربية وتسلم لمسؤولة المجلس التي تحرص على تمثيله من خلالها أو عبر مندوبات عنها في المجالس الأخرى المنبثقة عن جامعة الدول العربية والاجتماعات الوزارية الخاصة حتى تطلع وتذكر المجتمعين بخصوصية المطلب النسوي بما يناسب فطرتها وكسب المعارف والمهارات المختلفة البناء بما يثري حياتها العملية والفكرية بمسايرة روح العصر الذي اختلطت ألوانه في المشهد العربي الذي غفل عن دور الأسرة، (الأسرة هي الوحدة الطبيعية للمجتمع وعلى الدولة اتخاذ التدابير الضمانية لحمايتها)، والأسرة تتكون من الجنسين (ذكور وإناث - شيوخ وشباب وأطفال - أصحاء ومرضى - سويين ومعاقين)، وفق قوانين سماوية عادلة يحمل الإنسان أمانتها، ونحن نحرص على الالتزام بالتربية القويمة التي تستشعر خلق المواطن الصالح القادر على التفكير والابتكار والإرادة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved