أمريكا تبيع صواريخ نووية لبريطانيا

في مثل هذا اليوم من عام 1962 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالموافقة على بيع صواريخ نووية إلى بريطانيا، فقد أعلن الرئيس الأمريكي كيندي ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان تشكيل قوة الناتو النووية متعددة الأطراف بعد المحادثات التي أجريت في ناساو، في الباهاما، ونصت الاتفاقية على قيام الولايات المتحدة ببيع صواريخ نووية إلى المملكة المتحدة. قدم الرئيس الأمريكي عرضاً مشابهاً إلى فرنسا على أمل إنشاء درع نووي من ثلاثة أطراف ضد بلدان الكتلة الشرقية، وقد صممت تلك القذائف النووية للعمل مع نظام صاروخي يعمل بالوقود الصلب ومكون من مرحلتين، لتطلق تحت الماء من الغواصات، وهي تستطيع حمل رأس نووي يزن نصف ميجا طن وسرعتها 17.500 ميل في الساعة، وكان من المقرر أن تقوم الحكومة البريطانية ببناء الغواصات وتطوير الرؤوس النووية لتلك القذيفة من خلال الحصول على دعم فني من الولايات المتحدة الأمريكية.
ووصفت وسائل الإعلام الأمريكية تلك الاتفاقية بأنها علامة بارزة على طريق التطور العسكري والسياسي مع كافة الدول الغربية، كما كانت تعد المباحثات التي أجريت أكثر فعالية من تلك التي عقدت بين الرئيس كيندي والسير ماكميلان، وقد أثيرت العديد من المخاوف بشأن اعتماد بريطانيا على الولايات المتحدة في بناء ردعها النووي بالرغم من قيام بريطانيا بتوفير العنصر النووي المستخدم في نظام التسلح هذا، وفي نهاية القمة التي استغرقت ثلاثة أيام، أصدر الزعيمان بياناً مشتركاً، حيث أوضح السير ماكميلان أن هذه الصواريخ ستستخدم لأغراض دفاعية، إلا في حالة تعرض مصالح بريطانيا العليا إلى الخطر، وتشير هذه العبارة إلى أن القوة النووية البريطانية لها استقلالها السياسي عن الولايات المتحدة، كما أرسل الرئيس كيندي خطاباً إلى الرئيس الفرنسي شارل ديجول يعرض عليه تلك الصواريخ، مع إمداد الفرنسيين بالدعم الفني لها. وقد أجريت تلك المحادثات بعد شهرين فقط من أزمة الصواريخ الكوبية عندما كشف النقاب عن قيام الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف بإنشاء قواعد صواريخ نووية على الحدود الأمريكية، وبذلك أكد الرئيس الأمريكي كيندي والسير ماكميلان على الحاجة إلى بناء نظام دفاع موحد.