مع الأخذ بعين الاعتبار والتقدير الجهود الملموسة التي يقوم بها مسؤولو وزارة الصحة وفي مقدمتهم معالي الوزير لتطوير الخدمات الصحية والسير بها من حسن الى أحسن، إلاّ أن المسؤولين في تقديري ليسوا في غنى عن التعرف من المواطنين على ما لديهم من مقترحات وأفكار وملاحظات تتعلق بالشأن الصحي حتى تأتي البرامج والخطط والاعتمادات المستقبلية محققة ومتناغمة مع كافة المطالب والاحتياجات اللازمة لكافة المرافق الصحية التي تقدم خدماتها طوال الليل والنهار لعموم المواطنين في مختلف جهاتهم .. ومن هذا المنطلق أذكر المقترحات المتواضعة التالية:1- هناك أطباء غير سعوديين خدموا في مرافق الوزارة منذ سنوات طويلة وأحبوا العمل في هذه البلاد وأحبهم الناس .. ومن المصلحة العامة النظر في امكانية تجنيسهم بدلا من إلغاء عقودهم بعد هذه الخبرة والتجربة الطويلة خاصة وان الوزارة بحاجة الى أصحاب الخبرة والتجربة أكثر من حاجتها الى أصحاب الشهادات الجديدة .. والتجنيس للأطباء على وجه الخصوص هو مما تهتم به حتى الدول المتقدمة التي لا تعاني ما نعانيه من قلة الأيدي العاملة في قطاع الصحة. وقد علمنا أن الكثير من الأطباء الذين يتم تنسيقهم من العمل في بلادنا بسبب تقدمهم في السن لا يتم التعاقد معهم فحسب في بعض الدول المجاورة بل يتم تجنيسهم مباشرة باعتبارهم عملة نادرة.2- توسعت المناطق الادارية وتضاعف عدد سكانها أضعافا كثيرة وتضاعف تبعاً لذلك عدد المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز للرعاية الصحية ومعاهد وكليات للتعليم والتدريب الصحي في حين ظل الاعتماد في كثير من المناطق الادارية على ادارة صحية واحدة كما هي الحال في منطقة القصيم، والواجب أن يكون لهذه الادارة عدة فروع في المحافظات المحتاجة لخدمة المرافق الصحية القريبة منها وخدمة العاملين بها وكذا الاشراف على المرافق الصحية الأهلية والعيادات الخاصة والصيدليات المنتشرة في كثير من مدن المنطقة ولتخفيف الضغط على الادارة العامة الوحيدة التي زادت عليها المسئوليات وتشعبت جهودها، والمتضرر هو المرافق الصحية والعاملون بها والمراجعون لها.3- من المفيد أن يكون هناك نظام لتبديل مديري المستشفيات بحيث تكون مدة بقاء أحدهم في المنصب في حدود 4 سنوات على غرار ما هو متبع في أهم المناصب وهم الوزراء وما هو متبع في المناصب العادية كمديري المدارس. حيث ان الاستمرار في المنصب سنوات طويلة يقلل حماس المسئول ولا يتيح الفرصة لغيره من أصحاب الكفاءات الأفضل. ثم ان تغيير المديرين في وزارة الصحة بعد فترة عمل معينة من شأنه أن يقلل من حاجة المسؤولين وعلى رأسهم معالي الوزير الى القيام بالزيارات المباغتة أو غير المباغتة ويعالج بعض أو كل أوجه القصور التي لا تعالج في الوقت الحاضر إلا بعد كشفها من خلال الزيارات الموفقة لمعاليه. ومن أقرب الأمثلة ما لاحظه معاليه في زيارته الأخيرة لاثنين من مستشفيات القصيم من وجود قصور حتى في أعمال الصيانة والنظافة.4- الرد على ما ينشر في الصحافة من ملاحظات وأفكار تتعلق بالشأن الصحي من الأفضل في تقديري أن يكون ذلك من اختصاص ادارة العلاقات العامة في مقام الوزارة لأنها أقدر من غيرها على الرد بطريقة مهذبة وموضوعية وخالية مما يستفز الكاتب أو يجرح مشاعره.
محمد حزاب الغفيلي/ الرس |