Tuesday 21st December,200411772العددالثلاثاء 9 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

لقاء الثلاثاء لقاء الثلاثاء
لهذا خسرنا!
عبد الكريم الجاسر

** خسر المنتخب السعودي مباراتين من ثلاث في خليجي 17، ولم يفز سوى على اليمن، ليغادر الدورة مبكراً ويترك خلفه العديد من التساؤلات التي لم تجد مَنْ يجيب عليها.. وكثر الحديث عن أسباب الخروج المُرّ من الدورة والظهور بهذا المظهر المتواضع جداً، والذي لا يليق بالكرة السعودية وللمرة الثانية على التوالي بعد الفشل في كأس آسيا الأخيرة.
وبالنظر لكل الأحاديث التي دارت بعد البطولة، نجد أن الانتقادات والنقاشات جاءت منفعلة وتفتقر للتركيز، وبالتالي الفائدة منها قليلة جداً.. فالبعض راح يناقش دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وآخرون تحدثوا عن النواحي الاقتصادية للأندية، وهناك من شمل ثقافة اللاعبين والمجتمع بأسره برعايته ونقده، والغالبية تحدثوا عن المدرب واللاعبين، كما لم يسلم الإعلام من الاتهام.
في تصوري أن الحديث يجب أن يقتصر على أسباب خروج المنتخب السعودي من البطولة وأسباب ظهوره بهذا المظهر السيئ من جميع النواحي، وذلك حتى تكون الفائدة أعمّ وأشمل، وحتى نتلافى تكرار الإخفاق في تصفيات كأس العالم - لا سمح الله -.
من هنا أقول ان الخسارة في دورة الخليج أفرزتها أمور عديدة ومتداخلة، تم التطرق لها من بعض الزملاء، وهي من وجهة نظري تتلخص في التالي:
1 - فترة إعداد قصيرة وضعيفة.
2 - مدرب جديد لم يستطع إضافة أي شيء للفريق واللاعبين خلال الفترة القصيرة له.
3 - تأخر التحاق لاعبي الاتحاد بالمنتخب بسبب كأس آسيا للأندية، والتأثير السلبي لتحقيق اللقب على اللاعبين مما جعلهم بعيدين جداً عن مستواهم المعهود.
4 - غياب الإعداد النفسي وإهمال هذا الجانب بشكل أثر على اللاعبين جميعاً، والذين اعتبروا مباريات الخليج ليست ذات أهمية، وتعاملوا معها كمباريات حبية ونتيجتها محسومة لهم سلفاً.
5 - عدم قدرة الجهاز الإداري على التعامل مع اللاعبين بالطريقة القريبة من عقلياتهم وما يجدونه من تعامل مختلف في أنديتهم، وتأثير الحسومات التي طالتهم على نفسياتهم.
هذه أبرز الأسباب التي أعتقد أنها أخرجت الأخضر خالي الوفاض من البطولة وأبعدته أيضاً عن تقديم مستواه المعتاد وفق ما يضمه من إمكانات فنية للاعبين مقارنة بالفرق المنافسة.
وهناك مَنْ تحدث عن التشكيل وغياب هذا اللاعب أو ذاك.. وأقول ان التشكيل الذي لُعب به المباريات الثلاث كان قادراً على الفوز باللقب لو كان هناك روح عالية لدى اللاعبين وتم اعدادهم بالطريقة المعتادة، ولو أيضا كان للمدرب لمسات إيجابية في هذا الجانب ما لم يستطع إضافة أمر فني لأداء الفريق. وإذا أردنا أن نبحث عن الحلول وتلافي الإخفاق مرة أخرى، فإن أولى الخطوات هي عدم تكرار أخطاء الماضي، والتي من أبرزها تفريغ اللاعبين من أنديتهم وتجميعهم في معسكر بعيد عن المباريات الرسمية على مستوى الدوري وخلافه، فيفقد اللاعبون حساسيتهم على الكرة والحضور الفني في المباريات، ويكون من الصعوبة تعويض ذلك حتى لو لعبنا مائة مباراة تجريبية.. وقد كانت نتائج كأس العالم الماضية أحد أسباب إبعاد اللاعبين عن أجواء المباريات وعن وظيفتهم التي امتهنوها.
والمطلوب أن يكون هناك اختبار دقيق للعناصر المشاركة مع المنتخب قبل كل مباراة على حدة، وترك البقية مع أنديتهم للعودة لهم عند احتياجهم.. وكذلك تفريغ اللاعبين قبل كل مباراة في التصفيات بوقت كافٍ للتفرغ لهذه المناسبة المهمة والاستعداد لها من جميع النواحي.
أما الحديث عن أمور أخرى فليس هذا وقتها أو مجالها، فالدوري والمسابقات والأندية والموارد المالية والاهتمام بالقاعدة واعداد منتخبات الشباب والناشئين والأولمبي وفق خطة طويلة الأجل وتنظيم مسابقات الناشئين والشباب في الأندية وتطويرها وتحديث أنظمتها.. هذه كلها مطالب كبيرة تحتاج ثورة تنظيمية كبرى في الرئاسة العامة ومكاتبها واتحاد الكرة، وقبل ذلك إعداد الرئاسة نفسها لتحمل هذه المسؤولية عبر تحديث وغربلة موظفيها ولوائحها ومواردها وإعادة جدولة أولوياتها والأحق بالصرف في ميزانيتها القادمة والمفاضلة بين أهمية الصرف على الاندية أو الصرف على منشآتها.. فالشباب حالياً أهم من المنشآت التي توجه لها غالبية الميزانية.. لكن هذه كلها أمور لا علاقة لها بكأس العالم وتصفياتها القادمة التي يجب أن نستغل خلالها كل ما لدينا من إمكانات فنية ولاعبين، والسعي على استغلالها الاستغلال الامثل للتأهل، وأن يضع اتحاد الكرة كل إمكاناته المادية والفنية تحت تصرف المنتخب ليحقق - بإذن الله - آمال وطموحات جماهيره بعد الإخفاق المرير في خليجي 17، ورب ضارة نافعة.
الجوهر وكالديرون
الحديث عن عدم تكليف المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر بتدريب المنتخب في دورة الخليج وإسناد المهمة للارجنتيني كالديرون قبل فترة قصيرة من الدورة طال اتحاد الكرة وشكك في صحة اتخاذ هذا القرار، واتهم اتحاد الكرة بأنه بهذا التصرف السبب المباشر في خسارة خليجي (17).. وفي رأيي أن ما اتخذه الاتحاد هو الصحيح، فطالما تم التعاقد مع المدرب فيجب أن يبدأ مهمته فوراً، ولو ان كالديرون تابع كأس الخليج متفرجاً وتولى المهمة ناصر الجوهر وخرج المنتخب خاسراً ماذا كان سيقول الغاضبون؟ بالتأكيد ستعود الاسطوانة ولكن بشكل معكوس.. فسيقال لماذا كلف الجوهر وهو المقال من كأس العالم ولماذا تم التعاقد مع المدرب الجديد وإبقاؤه متفرجا؟ وهل مصلحة المدرب الجديد وسمعته أهم من فائدته للمنتخب السعودي وأهمية توليه المهمة؟.. وهكذا فالخسارة دائماً ما تقلب الحقائق وتعمي الابصار وتسمح لبعض اصحاب المصالح الشخصية والاهواء من ارتداء عباءة المصلحة العامة والهجوم على اتحاد الكرة.. لكن الثقة لدينا كبيرة جداً في قدرة اتحاد الكرة على تجاوز هذه المرحلة وابعاد المنتخب السعودي عن التأثيرات السلبية لهذه الخسارة وبما يسمح له بتعويض جماهيره من خلال التأهل لكأس العالم - بإذن الله - وهو ما لن يكون بعيداً، لكن بحاجة لعمل مكثف ومتميز وخبير يقود الأخضر نحو المونديال الرابع إن شاء الله.
لمسات
** طرد محمد نور في مباراتين متتاليتين كان سبباً في خسارة المنتخب في اللقاءين.. لكن مثل هذا اللاعب الموهوب كان بحاجة لمن يجيد التعامل معه وتهيئته بما يحقق الاستفادة منه، ويجب ألا نخسره في تصفيات كأس العالم؛ فهو أحد أفضل لاعبينا.
***
** 17 بطاقة نالها لاعبو منتخبنا في ثلاث مباريات.. اعتقد انها كافية لايضاح التوتر النفسي المصاحب للاعبين، والذي يجب ان يبحث أسبابه ومسبباته جيداً.
***
** ليس كل المنتخبات أو الفرق التي تحقق الفوز أو البطولات يقودها افضل المدربين، وإنما هناك عمل إداري كبير يكون مصاحباً للعمل الفني ومساعداً له.. هذا أبرز ما افتقده كالديرون مع الأخضر.. ولننظر ماذا فعلت إدارة نادي الاتحاد بعد خسارة الذهاب في نهائي آسيا، وما يفعله حالياً سمو رئيس نادي الهلال وإدارته ودوره في اعادة توهج الفريق الهلالي وعودة الروح للاعبيه ومنسوبيه.
***
** نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد هذا الموسم نسخة مكررة لنهائي الموسم الماضي بين الهلال والاتفاق .. فهل تتكرر نفس النتيجة أم يؤكد الهلاليون ان كل شيء في الهلال اختلف هذا العام وأن الكأس لن تفلت منهم مرة أخرى؟!
** تصريحات إدارة ومدرب فريق الرياض بعد الخسارة من الهلال غريبة عجيبة.. فكيف بفريق لم يصل لمرمى خصمه سوى مرات لا تتجاوز أصابع اليد الواحد أن يكون هو الأفضل والأحق بالفوز وهو لم يغادر منطقة جزائه لمدة تسعين دقيقة؟! هل يُعقل ذلك؟!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved