لا يمكن أبداً فصل مسببات إخفاق المنتخب المتكرر خلال السنوات الأربع الماضية عن سوء التنظيم للمسابقات المحلية وارتباك برامجها وجداولها، وأيضاً عن لوائح هذه المسابقات، بالإضافة إلى الثغرات والشقوق المليئة بها لائحة الاحتراف.
وعن هذه الأخيرة (لائحة الاحتراف) سيكون حديثي اليوم.
فهذه اللائحة تسببت بشكل مؤثر ومباشر في إخفاق المنتخب في كأس آسيا ومن ثم في كأس الخليج؛ لأنها سمحت لأي نادٍ بأن يجمع (بفلوسه) ما يستطيع جمعه من لاعبين محترفين ويكدسهم في صفوفه وكشوفه ورفوفه.
ولو أخذنا لذلك مثلا لوجدنا أن الاتحاد ضم (15) لاعباً دولياً خلال السنوات القليلة الماضية، ولن أتحدث عن غير الدوليين حتى لا يتضاعف هذا العدد مرتين أو ثلاثاً.
وماذا ترتب على هذا الضم والتكديس..!!؟
إرهاق لاعبي المنتخب في مشاركات محلية وإقليمية وعربية وقارية مع ناديهم، حتى انهم عندما ينضمون لصفوف المنتخب يقف المدرب حائراً وضارباً أخماساً بأسداس من حال اللاعبين.. فهذا يعاني من إرهاق، وذاك من إصابة، وآخر من تشبع كروي، ومثله من ترف مالي بحيث أصبح يرى المشاركة مع المنتخب تمثل عبئاً عليه.. فضلا عن إنهاء حياة لاعبين من الملاعب قبل أوانهم، حيث كانوا يمثلون آمالا للمنتخب، ولكن التكديس قذف بهم إلى الصفوف الخلفية والرفوف المنسية كالودعاني والواكد ومسفر القحطاني وحمد العيسى وهادي الدوسري. ونادي الاتحاد لا يُلام في نهجه هذا المتوافق مع الأنظمة واللوائح، ولا شك ان إدارة وجماهير أي نادٍ يتمنون أن لديهم القدرة المالية ليفعلوا ما يفعله الاتحاد وأكثر.
ولكن اللوم كله يُوجَّه للائحة التي لا تشتمل في بنودها على أي ضوابط أو محددات تقنن عمليات الانتقال وتحددها بأعداد معينة سنويا لكل نادٍ؛ حفاظاً على لاعبي المنتخب من التكدس في فريق واحد، وما يترتب على هذا التكدس من أضرار تصيب الكرة السعودية وعلى رأسها المنتخب، فضلا عن ان هذا التكديس يفقد المسابقات عدالة المنافسة وتوازنها بين الفرق، فتفقد المنافسات تشويقها وإثارتها، كما تفقد بعض فرق (الوسط) عناصر القوة فيها بانتقالها، مما يقتل طموحها ويجعلها تكتفي بلعب دور الكومبارس في المسابقات، مما يؤدي إلى ضعف هذه المسابقات وتردي مستوياتها، مما ينعكس سلبياً على المنتخب الذي هو في النهاية نتاج لمستوى المسابقات المحلية.
وذلك ما تنبهت له أنظمة مسابقات محترفة عالمية سبقتنا في التجربة والممارسة، ولم نستفد منها للأسف، عندما وضعت سقفا أعلى لعدد اللاعبين المستقطبين لكل فريق في الموسم الواحد لا يمكن تخطيه.
لذلك فإن رتق مثل هذه الشقوق والثغرات في لائحة الاحتراف إنما هو خطوات إصلاحية يجب القيام بها جنباً إلى جنب مع الخطوات والاجراءات الأخرى التي اتخذها اتحاد الكرة اعتبارا من اجتماعه بالأمس، وما هو متوقع ان يتخذه في اجتماعات قادمة لتصحيح مسار الكرة السعودية وإعادة الإشراقة لوجهها الذي علاه الشحوب مؤخراً.
|