* الدمام - سامي اليوسف:
لم يكن الحضور التحكيمي في مباراتي الدمام وجدة بين فرق القادسية والأهلي (0-2) ثم الاتحاد والنصر (4-4) لبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد.. كما ينبغي أو كما يتطلع إليه مسؤولو اللجنة الرئيسية للحكام بقيادة عمر الشقير الذي صرح غير مرة بأن مباريات كأس فيصل هي فرصة سانحة لتجريب الحكام ومنح الفرصة للحكام الواعدين ليكونوا سنداً تدعم وتوسع القاعدة التحكيمية.. وحقيقة فوجئت بمستوى الحكمين سعد الكثيري أولاً ثم عبدالرحمن التويجري الذي نال حظاً أوفر حد المبالغة في الفرص الممنوحة له من لجنة الحكام.
ففي لقاء الدمام.. أخطأ الكثيري ومعه مساعده الثاني في تقدير حالات كثيرة للأخطاء والتسللات والحد من الخشونة وتوزيع البطاقات الصفراء وكذلك ضربات الجزاء.. فقد احتسب للأهلي ضربة جزاء مشكوك فيها وأغفل احتساب ضربة جزاء صريحة للمهاجم الجيزاني واضحة كالشمس.
الأكيد أن الكثيري لم يحقق درجة النجاح المطلوبة وظهر على عكس المتوقع.
أما في المباراة الأخرى في جدة.. فقد واصل الحكم التويجري مسلسل ارتكاب الأخطاء (الغريبة) بسبب سوء تقديره واستعجاله وكأنه يكرر أخطاءه السابقة بشكل يوحي بأنه حكم لا يستفيد من الفرص الوفيرة التي تمنحها إياه لجنة الحكام يكاد جلها يتم بشكل استثنائي (!!).
فلقد شهد اللقاء احتساب ثلاث ضربات جزاء منها اثنتان للنصر وواحدة للاتحاد.. جاءت أولاها في الشوط الأول للنصر في لعبة انطلت على الحكم حيث تعمد المهاجم عبدالرحمن البيشي (التحايل) دون أن يعترضه أو يعيقه المدافع الاتحادي ليسقط أرضاً ويحتسب ضربة جزاء جاء منها الهدف النصراوي الأول.. وأعتقد أننا نعاني تحكيمياً في حال وجود حكم في ظروف طبيعية للمباراة وزاوية رؤية واضحة وقرب من الكرة أن لا يعرف يفرق بين ضربة الجزاء الصحيحة والتحايل أو التمثيل ..!
بخلاف ذلك.. فإن الحكم لم يضع حداً أو يتعامل بحزم ويتدخل كما ينبغي للمخاشنات المتكررة رغم استخدامه المفرط في البطاقات الصفراء.
لكن (أمر الأخطاء) جاء مع قرب نهاية المباراة.. عندما أشهر البطاقة الحمراء لمدافع اتحادي لتعطيله اللعب بعد أن رفع له البطاقة الصفراء.. ظناً منه أن لديه بطاقة صفراء أولى رغم انه - أي المدافع - شارك للتو في اللقاء ..!
وهنا يبرز السؤال الأهم.. لماذا استعجل الحكم في إشهار البطاقة الحمراء ولم يتريث وينظر في بطاقته الخاصة بتسجيل أرقام اللاعبين الذين حصلوا على إنذارات؟ أو يبادر بالاتجاه لمساعده الأول الدولي يوسف ميرزا ويستفسر منه طالما أن لديه شكاً؟!.. فهل من الأفضل والأنسب لشكل الحكم - أياً كانت درجته وخبرته - داخل الملعب أن يستعجل بطرد لاعب ثم يعيده أو أن يتأخر لثوانٍ معدودة في مطالعة بطاقة الإنذارات ثم يشهر البطاقة الحمراء بعد أن يتأكد..؟!
فالتويجري هداه الله استعجل بإبراز البطاقة الحمراء دونما تريث أو رجوع لبطاقة الإنذارات التي في جيب قميصه.. ليصبح محل تندر وسخرية اللاعبين وانتقادات المتابعين في الملعب وخلف الشاشة الفضية.. والسؤال الأهم الذي نوجهه مباشرة إلى لجنة الحكام وهو أهم من الأسئلة التي ذكرتها آنفاً.. إلى متى تستمر مجاملة التويجري رغم أخطائه المتكررة.. والمتطابقة في أصلها النابع من الاستعجال ..؟!!
فالمباراة لم تكن بذلك المستوى في درجة صعوبتها سواء قبل البدء أو أثناء لعبها.. واللاعبون أظهروا تعاوناً كبيراً مع الحكم حتى المساعدان أسهما في تخفيف الحمل على الحكم بحكم خبرتهما ودوليتهما ومهاراتيهما.. ومما يؤكد تعاون اللاعبين مع الحكم انهم بادروا إلى إفهامه بأنه أخطأ في طرد اللاعب الاتحادي.. بخطأ قانوني فادح.. فإذا كانت حالة الحكم النفسية والعصبية بهذا المستوى في مباراة عادية فماذا نتوقع منه مستقبلاً في مباراة مهمة ومصيرية سواء محلية أو خارجية في حال نيله الشارة الدولية وهذا أمر متوقع للمتتبع لتكاليف اللجنة الوفيرة له..!
|