قرأتُ بشيء من الدهشة والاستغراب في الصفحة رقم (33) من يوم السبت الموافق 15-10- 1425هـ في العدد 11748 من جريدة (الجزيرة) تحت عنوان يحمل في طياته الاستفهامات والتعجب، ألا وهو (فيما تشارك المملكة دول العالم مكافحته في اليوم العالمي للمرض.. الإيدز يفتك بـ 40 مليون نسمة بحلول العام المنصرم ويدق ناقوس الخطر). والرقم السابق رقم مخيف جداً يساوي سكان مجموعة دول. كيف نتصور أن الإيدز أهلك هذا العدد من البشر؟! إذن أصبح الإيدز أخطر من الحروب، بل أخطر من الزلازل والبراكين على الإنسانية، وأن مكافحة انتشار المرض تكلف 35% من الناتج المحلي لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فالأمر ليس هيناً، بل هو خطير للغاية، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما تحركاتنا كأفراد ومجتمع تجاه هذا المرض (العذاب على الناس)؟! وقلت: العذاب؛ لأنه مخالفة للتوجيهات الربانية التي سنَّها للبشر في حماية أنفسهم من الزنا، وهي التي أحدثت جميع الأمراض الأخرى المتعلقة بالاتصال الجنسي المحرم.
وعلى ضوء ذلك يجب أن نحد من انتشار المرض في مجتمعنا المسلم، وذلك من خلال ما يلي:
أولاً: التشجيع على الزواج وتيسيره، وتضافر المجتمع في تخفيض المهور، وإعانة الشباب ذوي الظروف المحدودة ومساعدتهم مادياً ومعنوياً من خلال فتح فروع أكثر لصناديق مساعدة الشباب الراغبين في الزواج، ويا حبذا أن تقوم تلك الصناديق بفتح مجمعات نجارة وحدادة وألمنيوم تصنع الغرف والمطابخ وتعين الراغبين في الزواج من خلالها، وكذلك فتح صالات أجهزة تدوَّر أموالها وتعين المتزوجين في آنٍ واحد؛ حتى تصبح التكاليف على الشباب أقل. وآمل من وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل أن تشجعا المتزوج بتوظيفه قبل غيره. وكذلك أن تكون هناك حملات إعلامية عبر وسائل الإعلام هدفها التشجيع على الزواج، وتهوين العقبات التي تواجه المقبل على الزواج لكي يتخطاها. وكذلك أتمنى من صندوق التنمية العقاري أن يمنح شققاً وأدواراً وفللاً جاهزة مبنية تناسب أذواق الساكنين وتطلعاتهم، ونمنحها للمقبلين على الزواج بنفس النظام الحالي.
ثانياً: توظيف الشباب عبر القنوات المتاحة، وتشجيع القطاع الخاص والحكومي على ذلك. وإن كان هناك تضخم أو انتظار أرجو إذن فتح المجال للشباب في فتح المشاريع الصغيرة وتسهيل إجراءاتها.
ثالثاً: التشجيع على الستر والعفاف والحشمة من خلال نشر الفضيلة عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومنع كل ما ينشر الرذيلة من صور عارية وفاتنة؛ لأنها تجر إلى الاتصال الجنسي المحرم، وتساعد على السفر للخارج ونقل المرض إلى الداخل، ثم انتشاره والعياذ بالله.. وكم من القصص المحزنة التي سمعنا عنها في إصابة الزوجة بالإيدز وهي بريئة منه.
رابعاً: قامت وزارة الصحة مشكورة مؤخراً بالفحص قبل الزواج؛ للتأكد من عدم وجود أمراض وراثية بين الزوجين، والذي أتمناه من الوزارة أن يكون الفحص شاملاً حتى ولو كانت فيه تكلفة على الزوج؛ للتأكد من جميع الأمراض، وعلى رأسها فيروس الإيدز.
وأخيراً: التحرك للحد من انتشار فيروس الإيدز يحتاج إلى تضافر أفراد بلادنا كافة، ونأمل أن يكون هناك مساعٍ جادة من وزارة الصحة بحكم أنها المعنية بالدرجة الأولى عن صحة الناس، فيا ليتها تطلق حملة توعوية مدروسة، يصاحبها برامج وندوات معدَّة وأشرطة مسموعة ومرئية مسجلة؛ ليعي الجميع خطر العدو الخفي (فيروس الإيدز) الذي وفد إلى بلادنا دون تأشيرة دخول ومخالفاً لأنظمة الشرع والإقامة والسكن.
إبراهيم بن عبد الكريم الشايع
محافظة المذنب - ص.ب 1005
فاكس 063430080 |