سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - وفقه الله-..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعقيباً على كلمة فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - والمعنونة ب:(احذروا مجالس السوء) والمنشورة بجريدة (الجزيرة) يوم الثلاثاء 25-10-1425ه في العدد (11758) أقول مستعيناً بالله:
لا يشك أحد في مكانة العلماء في الإسلام، ولا ينكر عاقل ما لهم من قدر رفيع ومنزلة عظيمة، فهم كالسراج الذي يضيء الطريق للسالكين، وكالنور الذي يهتدي بضوئه الحيارى والتائهون، ولذا كان لزاما علينا ان نعرف قدرهم وان نوقر علمهم وشيبتهم، وان نغرس حبهم وحب ولاة أمرهم في قلوب الناشئة من الصغر.
وإن مما ابتلي به بعض شبابنا اليوم هو الوقيعة في أعراض علماء هذه البلاد الربانيين، وولاة أمرها المخلصين فصارت بعض المجالس اليوم - وللأسف - تعج بهذا المنكر العظيم والبهتان الكبير، وأصبح بعض الناس اليوم لا همّ له إلا البحث والتنقيب عن أخطاء العلماء والوقيعة في أعراضهم، والحكم على نياتهم ومقاصدهم، لا لشيء وإنما لأجل إثارة الفتنة، وتفريق الكلمة، وإساءة الظن بالعلماء وولاة الأمور، واسقاط مكانتهم عند الناس.
ومما لا شك فيه ان الغيبة أمر محرم وجرم عظيم إذا كانت في حق فرد من أفراد المجتمع، فكيف إذا كان المُتكلم فيه من علماء هذه البلاد الراسخين وولاة امرها المخلصين.
كما انه مما لا شك فيه ان الخوض في مثل هذه الترهات، والمشاركة في هذه الجلسات أمر منكر وإثم مبين، بل ان مجرد الجلوس مع هؤلاء القوم موجب لغضب الله تعالى وسخطه.. فكيف إذا شاركهم المسلم الحديث؟.. قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (68) سورة الأنعام.
وقال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (140) سورة النساء.
فالواجب على المسلم الحذر من هذه المجالس (مجالس السوء) والانكار على أصحابها، وعدم الجلوس معهم والخوض في ضلالهم.
نسأل الله عز وجل أن يهدينا لصراطه المستقيم، وان يوفق علماءنا وولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه.
الملازم أول محمد بن عبدالعزيز المحمود
الأمن العام - شرطة منطقة القصيم
|