ما تقدمه المملكة العربية السعودية من عطاء ووفرة دعم للدعوات الإسلامية هو من أجل غاية نبيلة مؤداها نشر الإسلام في خطابه الحقيقي بعيداً عما يحرف مساره الصحيح، بيد ان هناك من وجد في كل هذا الدعم والرعاية وسيلة لتحقيق أوهامه على أرض الواقع، وطموحاته على صعيد المستقبل، بل وليكرس نزواته في فهم الدين والعقيدة كما يحلو له ويطيب لخواطره وهو يسرح في خلوات الأرض بعيداً عن مرارات الإنسان في واقع يومي متحرك نحو المجهول!
منهجية ثنائية
بعد ان أبدت المملكة صبراً على ما يشهده العالم من أعمال عنف سافرة، وإرهاب مروع يطول الناس الأبرياء من دون ذنب، وجدت المملكة ان رعاة العنف والدمار والإرهاب يريدون ان يجعلوا من أرض المملكة مسرحاً لمآربهم واستراتيجيتهم العدوانية، وهي أرض بمزية قدسية متفردة، وذات عمق ديني وتاريخي لا يسمحان لعبث العابثين ان يستشري على هواه من دون لجم يعصف بقواه ومسوغاته المادية والفكرية. وإذا كانت هناك مزية لتجربة المملكة الأخيرة في تقويض العنف فإنها بدت مزدوجة الفاعلية من حيث المنهج والطريقة، فالمملكة أدركت جلياً ان وضع اليد على مخابئ السلاح المهرب إلى ديارها أن يجتث العنف والإرهاب، فالأخيران ليسا مجرد بارود أو مسدس أو مواد حارقة ومبيدة، إنما خطاب راسخ في منطلقاته ومقولاته وقناعاته في خيال جماعات أسوأ ما فيهم أنهم أخذوا معطيات هذا الخطاب من دون تساؤل أو تمحيص أو دراية بما سيؤول إليه حال أمتهم وشأن ديارهم إذا ما أنزلوا هذه المعطيات أرض الواقع فعلا إرهابياً يأتي على الناس بالشر والأذى والخراب، ما يعني ان التجربة الأخيرة للمملكة في تقويض العنف أتت على خطابه الفكري بالمزامنة مع خطابه اللوجيستي حيث المسح (الجيو - أمني) الذي يلاحق مخابئ السلاح والعناصر البشرية ذات الأداء اللوجيستي التي تنفذ عمليات العنف والإرهاب في المملكة، فقد عكفت قوى الأمن والجيش في المملكة على إجراء مسوحات واسعة لعناصر وخلايا تمارس العنف، وضبطت عبرها كميات
كبيرة من الأسلحة ذات الفاعلية في التنفيذ.
|