Tuesday 21st December,200411772العددالثلاثاء 9 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

خطورة الاختبارات.. وهل من بديل؟! خطورة الاختبارات.. وهل من بديل؟!
ندى خالد غراب

لقد كانت التربية في الماضي أنسب شيء لزمانها أما اليوم فلقد تغيرت نظرة الناس إلى الحياة وساعدت التطورات العلمية الجديدة على تكوين رجل أكثر صلاحية واستعداداً لعصره.
إن التعليم الذي ننشده اليوم ذلك الذي يمكن الناشئ من أن يحيا حياة سعيدة يشعر فيها بدوره ويقوم به في إيمان وإخلاص وهذا لا يأتي إلا إذا وقفنا على أساليب التربية الحديثة واخترنا منها ما يلائم بيئتنا ويتفق مع نهضتنا.
من هنا كانت الحاجة ماسة إلى معرفة وسائل التربية السليمة مركزين في مقالنا هذا على موضوع الاختبارات.
أولاً: الاختبارات بين القديم والحديث
لكل شيء في الحياة مقياس، ولابد من وجود مقياس تقاس به معلومات الإنسان ومعارفه وما يحصّله الطلاب في المدارس لذلك لجأت التربية إلى وضع نظام الاختبارات.
لقد كانت الاختبارات في العصور الوسطى شفوية تقتصر على التعريف بالعبارات وشرحها والدفاع عن رسائل الجامعات.
أما الامتحانات التحريرية فيرجع تاريخها في جامعة (كمبردج) في انجلترا إلى سنة 1800م ثم انتقلت إلى جامعة اكسفورد ومنها إلى جامعات العالم.
لقد كانت الاختبارات لا تتحكم في المناهج وذلك لأن لكل مدرسة من المدارس ظروفها الخاصة وأهدافها ولذلك يجب أن يترك للمدرسة حرية اختيار مناهجها التي عن طريقها تحقق الأهداف المنشودة. كما كانت التربية القديمة لا تتخذ الامتحانات مقياساً وحيداً لقياس نجاح المدرسة أو نجاح التدريس والمدرسين وهذا مما جعل الاختبارات الحديثة تقتحم طريقها إلى الظهور.
ولقد عملت على حل بعض المشاكل التي شغلت أذهان المشرفين على المدارس في مدارسهم وشغلت المدرسين في فصولهم، وحاولت التربية الحديثة كذلك دراسة ما يجب أن يدرس ومتى وكيف يدرس وكيف يختبر الطالب؟
إن أهم ما يميز الاختبارات الحديثة أنها مقاييس حقيقية فإذا كانت الاختبارات القديمة تمنح الدرجات كما لو كانت هبات أو جوائز تقوم على كرم الممتحن فإن الاختبارات الحديثة تريد الوصول إلى منتهى الدقة في المقاييس.
وإذا كان الممتحن القديم قد اعتاد أن يضع عدداً قليلاً من الأسئلة لمشاكل كبرى فإن الممتحن الحديث يضع عدداً كثيراً من الأسئلة القصيرة.
وأما من ناحية تصحيح الاختبارات فالممتحن الحديث يهدف إلى أن يكون التصحيح موضوعياً كما يضع مقياساً للتصحيح لا تتغير نتائجه مهما تغيرت شخصيات المصححين.
إن الممتحن القديم يصدر أحكامه على الطالب بعد امتحان واحد يجريه عليه أما الممتحن الجديد فلا يقنع بأقل من قياسين الأول يقيس به ذكاء الطالب أما الثاني فيهدف من ورائه إلى قياس معلوماته وهناك ميزة أخرى للاختبارات الحديثة وهي ذلك القدر الضئيل الذي يتطلبه الامتحان من المجهود الكتابي فهي تتطلب من الطالب أن يفكر ويفكر أحياناً بعمق لا أن يطيل الكتابة في حين ان الامتحان القديم يتطلب من التلميذ انطلاقاً في الكتابة.
وأخيراً يعمد الممتحن الحديث إلى تقنين أسئلة قبل أن يطبقها تطبيقاً جدياً فيضع أسئلة جديدة يحافظ على سريتها وأن تكون صياغتها بلغة فصيحة تخلو من الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية والأسلوبية وأن تشمل على مستويات المعرفة الخمس التذكر والفهم والتركيب والتحليل والتقويم وان تكون متنوعة موزعة على المنهج، وألا يكون فيها إحالة على مجهول وأن يراعي فيها التنظيم والترتيب الجيد مع وضوح الخط.
ثانياً: مشكلة الاختبارا
يرى بعض علماء النفس التجريبي في الوقت الحاضر أن الاختبارات المدرسية بصورتها الراهنة كثيرة المساوئ ويذكرون من هذه المساوئ مايلي:
1 - إن عامل المصادفة وعامل الحظ يلعبان دوراً كبيراً جداً فيها ويتحكمان في تقرير مصير الطالب فقد يتعرض الطالب للخروج عن موضوع السؤال كما أن بعض الأسئلة يشوبها بعض الغموض.
2 - إن هذه الامتحانات أصبحت هدفاً في حد ذاتها بدلاً من أن تكون وسيلة لخدمة أهداف التربية.
3 - إن الامتحانات بشكلها الحالي لا تساعدنا في الحكم على الطالب حكماً حقيقياً فهي لا تمثل إلا ناحية من نواحي التربية وهي المستوى الدراسي، أما الحكم على عبقريته ونشاطه ومكانة خلقه وصلاحيته للحياة الاجتماعية فهي بعيدة عن اهتمام الامتحانات الحديثة.
4 - إنها بشكلها المألوف تشجع على الاستظهار والحفظ وتقتل عمليات عقلية أرقى كالتفكير. فلا غرابة أن ينسى الطالب كل شيء عقب انتهائه من الاختبار.
5 - لقد أدى نظام الاختبارات إلى خطر صحي يهدد الطالب في جسده قُبيل الاختبار.
من أجل ذلك اتجه رجال علم النفس التجريبي إلى البحث عن مقياس موضوعي لتقدير الطلاب بدلاً من الاختبارات التقليدية فبدلاً من أن نضع في ورقة الامتحان خمسة أسئلة يحتاج كل منها إلى مقال في الاجابة عنه فكروا في وضع عدد كبير من الأسئلة وكل سؤال لا يحتاج في الاجابة إلى أكثر من بضع كلمات ويجب أن تشبع حاجات الطلاب وتجاربهم المختلفة وأن تتفق ومستوى الطلاب من حيث الطول والاتزان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved