وزارة التربية والتعليم ودبلوم اللغة الإنجليزية
د. محمد بن ناصر الحقباني (*)

لقد أحسنت وزارة التربية والتعليم في رفضها قبول طلبات حاملي دبلوم اللغة الإنجليزية للتدريس في مدارسها الابتدائية. الحصول على الدبلوم بغض النظر عن الجهة المانحة للدبلوم لا يؤهل الشخص للتدريس فالدبلوم الذي يمنح بعد شهادة الثانوية يعتبر تأهيلياً لمرحلة دراسية أعلى وهي عادة ما تكون الجامعة. وينبغي لوزارة التربية والتعليم ألا تتراجع عن قرارها. ولكن السؤال الذي مازال يفرض نفسه وهو: ماهو المصير الوظفي للذين حصلوا على هذا الدبلوم بقصد التدريس؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب علينا معرفة المصادر التي منحت هذا الدبلوم ومن ثم تحديد فرصهم الوظيفية من عدمها. الحاصلون على الدبلوم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام منها:
القسم الأول يشتمل على طلاب حصلوا على الدبلوم بعد المرحلة الثانوية من معاهد محلية بعد أن أمضوا سنة دراسية كاملة. السواد الأعظم من هذه الفئة يعاني ليس فقط من ضعف في التأهيل التربوي الضروري وللتعامل مع الطلاب وإنما من ضعف كبير في تخصص اللغة الإنجليزية نفسه سواء في القدرة على استخدام اللغة الإنجليزية أو في طرق تدريسها، فالمعاهد المحلية التي تمنح مثل هذا الدبلوم هي تجارية بحتة تعاني مناهجها من نقص شديد في المادة التعليمية وكذلك يشرف على هذه المواد مجموعة من الإخوة العرب الذين يحملون درجة البكالوريس في اللغة الإنجليزية وهي درجة ليست كافية في إعداد جيل من المدرسين الأكفاء الذين يمكن الاعتماد عليهم في مدارسنا الحكومية، لذلك أرى أن هذه الفئة ليس لها مكان في مدارسنا وأنه يجب عليهم مواصلة دراستهم والحصول على البكالوريس إذا رغبوا في التوظيف.
القسم الثاني يتكون من طلاب حصلوا على الدبلوم من كليات المجتمع سواء من داخل المملكة أو من خارجها، هذه الفئة قد تكون مؤهلة للتدريس لذلك أرى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتحديد من يصلح من هذه الفئة للتدريس وضمه للوزارة ومن ثم الطلب منه مواصلة دراسته في إحدى الجامعات المحلية أو الخارجية للحصول على درجة البكالوريس ليصبح بعد ذلك مؤهلاً للتدريس. يحتاج هؤلاء إلى سنتين دراسيتين للحصول على درجة البكالوريس مما يقلل من التكاليف المادية التي قد تصرفها عليه وزارة التربية والتعليم وأقترح بأن تقوم كليات المعلمين باستقبال هذه الفئة وإعدادها لتصبح قادرة على تحقيق الفائدة المرجوة من تدريس اللغة الإنجليزية في المراحل الابتدائية. هذا سيساهم في إعداد قوى بشرية سعودية ذات كفاءة عالية وبالتالي تقلل من الاعتماد على العناصر غير الوطنية.