من منا لا يحب أن يرى طفله يحمل حقيبته ذاهباً للمدرسة، ومن منا لا يتمنى أن يحظى طفله بأعلى الدرجات، لكن الكثير من الآباء يجهلون الطريقة التي يتعلم بها الأبناء في مرحلة التأسيس ويصلون إلى مرحلة عليا من التفوق.
فكثيرا ما نلاحظ أن مرحلة التعلم في المراحل الابتدائية الدنيا تتم بطريقة تقليدية تلقينية على الأغلب، فعلى سبيل المثال: نرى أن الطفل يحفظ سورة قصيرة من القرآن الكريم دون فهم لمعناها ومحتواها المهم أن يحفظ فقط، ناهيك عن الأخطاء اللغوية والتجويدية والنحوية التي قد تتسرب مع الحفظ.
بعض الأطفال الصغار نتيجة لهذه الطريقة الناقصة في التعلم يجهل دلالات سور القرآن الكريم التي حفظها بالصورة الصحيحة ويخطىء في فهم معانيها إلا بعد أن يكبر ويمضي على حفظه لها سنوات قد تطول.إن الطفل الصغير الذي يفهم ما حفظه مما تيسر له من القرآن الكريم يستطيع أن يربطه بالواقع من تلقاء نفسه وترسخ المعاني في عقله ويسهل عليه حفظها ويستطيع أن يتساءل عن مدلولاتها. أحد الأطفال كان يحفظ سورة الجن وعندما يأتي إلى قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} يسأل هل لله جد - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً - الطفل يسأل بصورة عفوية لأن الذي (حفظه) لم يبين له دلالات الآيات ومعاني الكلمات بالطريقة التربوية الصحيحة ولم يزل من ذهنه إشارات الاستفهام الكثيرة سواء سأل الطفل أم لم يسأل، بقدر ما يهتم بأن الطفل يحفظ ليس إلا.إننا في انتقادنا لمثل هذا النوع من المواقف التربوية غير المكتملة نأمل أن ينتبه لها المعنيون بالأمر من التربويين حتى نصل إلى طريقة أكثر فعالية تبني عقل الطفل فهماً وتحليلاً وتقويماً وتجعل القرآن الكريم حيّاً في قلوب الصغار.
|