هذه هي الحياة وهؤلاء هم الناس.. ليسوا شريرين كما يعتقد البعض فجميعهم يملكون مساحات كبيرة وشاسعة من الحب والصفاء والشهامة إذا عرفنا كيف نتعامل معهم!
إنها مشكلة الدقيقة الواحدة، هذه الدقيقة التي قد تغير رأي إنسان في إنسان آخر وتصرف انتباهه عنه و(تفرزن) تلك الاهتمامات لتتولد في ذلك المناخ البارد جداً فيروسات القطيعة المرفوضة!
هذا الإنسان بطبعه سواء في محيط العمل أو في حياته الخاصة أو العامة يحاول تلمس ما فيه مصلحة نفسه فلا تكن يوماً ضد هذه المصلحة لتكون دائماً بجانبه وفي محيط اهتمامه.
إن مصلحة العمل دائماً يجب أن تكون فوق كل اعتبار.. فتختفي الأسماء والإدارات ليظهر عمل جماعي يمثل الجهاز بأكمله!
فالكثير من الناس لا يحبون أن يتدخل الآخرون في اختصاصهم وأمورهم الشخصية.
أما العمل فلا يوجد إدارتي وإدارتك بل عملي وعملك وإنجازي وإنجازك الذي يجب ألا يمثلني بقدر ما يمثل الجهاز بأكمله!
إن مشكلة بعض الموظفين أنه يحاول دوماً إيجاد مزيد من الفتور في العلاقة بين أطراف العملية الإدارية، فينتقل بين المكاتب فيسمع له الآخرون، ولكنهم لن يعطوه الاحترام اللازم حتماً لأنهم يعرفون بأن من سينقل لهم سينقل عنهم إلى غيرهم!
إن تداخل الاختصاصات في العمل ومحاولة كل إدارة الظفر بمهام إدارة أخرى دليل على عدم وجود التنظيم الجيد، وعدم توفر أدلة إجراءات للعمل توضح الاختصاصات والمهام لكل إدارة وخطوات العمل لكل موظف، فالإدارات التي تعاني من ذلك تجد أن ما تقوم به الاتصالات الإدارية هذا اليوم قد يقوم به قسم حركة السيارات غداً، وما تقوم به العلاقات العامة قد يقوم به مكتب الوكيل أو حتى الوزير أو حتى قسم حركة السيارات أو أي إدارة أخرى يتشابه عملها بعمل العلاقات العامة أو يرتبط به، فقسم الحركة مثلاً يتوفر به السيارات لنقل الضيوف ولكن لا يجب أن يقوم الموظفون فيه باستقبال الضيوف، بل بإيصالهم لوجود متخصصين في هذا المجال في العلاقات العامة لهم دراية بالعديد من الأمور (البروتوكولية) التي قد تغيب عنهم.
إن تجاذب الاختصاصات بين مختلف الإدارات يربك العمل ويحوله إلى ساحة للمنافسة (غير الشريفة) فلا تدري من يقوم بهذا العمل ومن المفترض أن يقوم بذاك وتعزز العديد من الحساسيات بين الإدارات والموظفين فيقل التعاون وتزداد فرص الخلاف، وتنتشر الغيبة والنميمة فتتعطل الأعمال والإنجازات لكون كل إدارة تبحث عن نصيب الأسد من الإنجاز!
ويترك الجميع أعمالهم ومسؤولياتهم فيفرغون (للقيل والقال).
إن العمل أي عمل لا بد أن يعكس نشاط الجهاز بشكل عام ولا يجب أبداً أن يرتبط بأسماء أو إدارات أو أشخاص بعينهم.
إن بعض الموظفين أو حتى المسؤولين يحبون الظهور في الصورة دائماً ليقولوا للجميع: إننا نحن الذين أنجزنا هذا العمل أو إنه من إنجاز الإدارة التي يشرفون عليها، فيستغلون كل فرصة للتحدث عن أعمالهم وإنجازاتهم أمام المسؤولين، هذا النوع من الموظفين والمشرفين قد يشكلون مشكلة لزملائهم وللإدارات الأخرى قد يصعب حلها من قبلهم.
إن القضاء على هذه الظاهرة لا يكون إلا من خلال الوزير أو رئيس الجهاز فتجاهل مثل هؤلاء وتهميشهم وعدم السماع لهم كفيل بالقضاء على هذه الظاهرة.
|