Tuesday 21st December,200411772العددالثلاثاء 9 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

نوافذ نوافذ
الملف
أميمة الخميس

السرعة والتكنيك اللذان أنهت بهما أجهزة الأمن السعودية الهجوم الإرهابي الأخير على القنصلية الأمريكية، يجعلانا نقرأ المشهد من عدة زوايا وقد يكون من أهمها وأبرزها الحرفية والمهارة اللتان تمتع بهما رجال الأمن السعوديون الذين طوقوا الموضوع في وقت قياسي و(بصفر) من الخسائر البشرية في أفرادهم، مما جعل وكالات الأنباء تتوقف بكثير من التقدير أمام المشهد، ومما أشعل الخط الساخن بين الولايات المتحدة والمملكة عندما اتصل الرئيس الأمريكي في لحظتها ليهنىء الدولة على جهازها الأمني المتماسك، إنجازنا المتفوق جعلهم يقفون مرغمين فقط يتأملون المشهد عن بعد بدون نصائح وإرشادات وتدخلات، الجهاز الأمني أغلق ملف القضية وسلمه نظيفاً متكاملاً لبقية الأجهزة في الدولة..!!
بعد أن بدأت قضية صبية الإرهاب تتحول إلى أحد المشاهد المسلية التي يستمتع بها المواطن بمشهد درامي يقضي فيه الأخيار على الأشرار بل قد يشاركون أحياناً في القضاء عليهم كما شاهدنا في لقطة نشرتها جريدة الوطن على غلافها الأول.
يذكرني هذا المشهد بحرب الخليج عندما أصبح الشباب يتتبعون صواريخ سكود بالكاميرات وعلى الأسطح كمشهد مثير للألعاب النارية.
الملف الآن بين يدي بقية مؤسسات الدولة.. وجميع أولئك الذين يصنعون البنية التحتية لذلك الفكر، وجميع الحواضن التي تربي الفكر المتزمت الإقصائي والذي يعتبر قتل المختلف والنيل منه هو نوع من البطولة المقدسة والولاء والبراء، وجميع الذين يمتلكون ذاتا متورمة يرون في العالم الذي يمر سريعا من حولنا مصدر الدمار والفساد، على اعتبار أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، والصحيح الذي يصنع الحلول جميعها، المفارقة الآن أن جميع تلك الأصوات التي كانت تنظر لتلك الفئة وتهيئها فكريا وأيدلوجيا طوال عقدين من الزمن، فرت من المشهد بحذاقة ومكر،واختفت خلف عباءة الوسيطة بعد أن نفضت يديها من الدماء، ووجدت تحت عباءة الوسطية الدفء الذي من الممكن أن يؤمن لها الأمان المؤقت، لتبدأ لاحقاً(وفق تكتيك معين من الكر والفر) في عزف مواويلها السابقة على وتر العواطف والمصائب والزعيق والتكفير ورايات الجهاد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved