Tuesday 21st December,200411772العددالثلاثاء 9 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
فن التعامل النبوي
عبدالرحمن صالح العشماوي

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس في المسجد، إذ دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد وعقله، ثم قال: أيكم محمد؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا له:
هذا الأبيض المتكئ.
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغيِّر الاسم القبيح إلى الاسم الحسن.
* قال أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعجبني الفأل الصالح، والفأل الصالح: الكلمة الحسنة.
* عن جابر بن عبدالله -رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: قوموا فقد صنع لكم جابر سورا. والسِّوْرُ هو الطعام يُدعى إليه الناس، كلمة فارسية معرَّبة.
* عن جابر بن عبدالله قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جائعاً فلم يجد في أهله شيئاً يأكله، وأصبح أبو بكر جائعاً، فقال لأهله: عندكم شيء؟، قالوا: لا، فقال: آتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم لعلي أجد عنده شيئاً آكله، فأتاه، فسلَّم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، أصبحت جائعاً، فلم تجد شيئاً تأكله؟، قال: نعم، قال: اقعد، قال: وأصبح عمر مثل ذلك فلم يجد شيئاً يأكله، فأتى النبيَّ عليه الصلاة والسلام، فقال له: يا عمر أصبحت جائعاً، فلم تجد عند أهلك شيئاً تأكله؟ قال: نعم، قال: اقعد حتى وافوا عشرة، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: انطلقوا بنا إلى دار فلان رجل من الأنصار فأتوه فوجدوه في حائط، فسلموا، وقعدوا وانطلق الرجل إلى نخلة له فصعدها، فقطع منها عِذْقاً فيه رطب، وتَذْنُوب وبُسْر، فجاء به حتى وضعه بين يدي رسول الله، فقال له: يا فلان، فهلا كان من نوع واحد، فقال: أحببت يا رسول الله أن آتيك به بُسْراً، وتَذْنُوباً ورُطَباً، فتضع يدك حيث أحببت. قال: فنعم إذاً، قال: ثم أتى الرجل أهله فقال لها: إن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأصحابه قد جاءوا جياعاً، فانظري ما عندك، فأصلحي، فقالت: أما ما عندي فأنا أُصْلِحُه، فانظر ما عندك فاكفني، فقامت إلى دقيق لها فعجنت، وعَمد الرجل إلى عَنَاقٍ كانت عنده فذبحها، وأصلحها وشواها، فلما أدرك طعامها، أتى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فوضعه بين يديه، قال: فأكل النبي عليه الصلاة والسلام، وأصحابه حتى شبعوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه الأَكْلَةُ من النعيم، لتُسْأَلُنَّ عنها يوم القيامة، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقاموا معه، فقالت المرأة للرجل: ما أعلم أحدا أَجْبَنَ منك، قال: لِمَ؟ قالت: دخل عليك رسول الله منزلك، ثم خرج، لم يَدْعُ لك بخير؟ فتبعه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما شأنك؟ قال: قالت لي المرأة: كذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أراها أَكْيَسَ منك؟ قال: فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لهم بخير.
نقول: ما من حديث يروي لنا حياة للرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله وأصحابه ومن يلتقي به من الوفود إلا رأينا فيه مثالاً عظيماً لحسن التعامل، وطيب المعشر، وصفاء القلب، وحب الخير، فما أجدر هذا المثال النبويَّ بالاقتداء ولو لم يكن في مواقفه إلا موقفه من الأنصاري الذي أطعمهم، حين عاد إلى داره بعد أن خرج منها تلبية لرغبة زوجته حتى يدعو لهم بالبركة والخير لكفى.
إشارة


نبي يرى ما لا يرون وذكره
أغار لعمري في البلاد وأنجدا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved