الطفرة العقارية التي تشهدها بلادنا.. هي جزء من الطفرة الاقتصادية الكبرى.. أو هي إحدى النقلات التي يشهدها اقتصاد قوي متماسك يشهد نمواً متزايداً.. وإن كان قوياً في الأساس.
** الصحف والمجلات.. تمتلئ اليوم بالإعلانات من المؤسسات والشركات العقارية الكبرى.. وقد دخل عالم الاستثمار في العقار منافسون جدد.. وتقدر الثروة العقارية في بلادنا.. بمئات المليارات من الريالات.. وهي ثروة كبرى لا يستهان بها ولا يمكن التقليل منها.
** اليوم.. صحفنا تمتلئ بالإعلانات العقارية للبحث عن مستثمرين ومساهمين ومشترين.. وهناك نشاطات عقارية تدور بعيداً عن الصحف والإعلان.. حيث تعلن بعض المكاتب عن مساهمات جديدة.. وهي إعلانات تُنشر برسائل الجوال.. أو من خلال فلان وعلان وبعض الوسطاء على طريقة (عصابة سوا) ولا تهون عصابة بيع التذاكر و(ياكثر العصابات)..
وقد يكون لهذه المساهمات أوراق رسمية (مطبوعة فقط) أو قد تدخل من جانب الثقة (فلان مؤتمن.. وفلان فيه خير..وفلان معروف.. وفلان صدوق) ثم تبحث عن فلان (الصدوق؟!!) وفلان (المعروف) وفلان (اللِّي فيه خير) فلا تجد إلا (كِذْبان سِرْقان) وتطير تحويشة العمر.. وتطير الفلوس.. ويطير (حلال المساكين).. ثم يتلفت يميناً ويساراً.. ويبحث عن هذا (الصدوق) وذاك (الخيِّر؟!!)..
ويستنجد بهذا وذاك.. ويذهب للشرطة.. ويبحثون معه ويسألون ويتحرون.. ليصل إلى النتيجة المعروفة.. وهي: (مَنْ قال لك.. ساهم؟!!) (مِنْ حاطٍّ في رقبتك حبل)؟!! و... و... و (اللِّي بلع فلوس الناس.. يتندَّح.. ويخابِطْ ويْلابط بحَلال الناس).
** اليوم (يقولون) المساهمات العقارية مضبوطة.. وهناك جهات مسؤولة في وزارة التجارة.. تمنح التراخيص.. وبوسع أي مستثمر أو صاحب شركة أو مؤسسة عقارية.. الحصول على هذا الترخيص.. وقد حُدِّدت وضُبطت الأمور بلوائح وأنظمة.. ليبقى جانب (اللعب) و(اللف والدوران) بسيطاً.. ولتصبح المسألة (مضبوطة) ومحددة.. فلا عذر لشخص يقول: (ضحكوا عليَّ) أو (غشوني).. لكن.. لا تنسَ.. متى طار (حليِّلْك) أنه سيقال لك (مَنْ قال لك.. ساهم)؟! (مَنْ غاصِبْك؟! أحد حاطٍّ في رقِبْتِكْ حبل؟!).
** اليوم (يقولون) المساهمات قُيِّدت بأنظمة وتصاريح.. ووزارة التجارة (جعلها تسلم) تساعدك.. وتنير لك الطريق ومع هذا.. هناك من يسوِّق اليوم لمساهمات (وهمية) ويجمع أموالاً بحجة أن له صديقاً ثقةً ومعروفاً.. ولديه عقار قيمته مليار (؟!!) مثلاً.. ويبحث عن مساهمين ومستثمرين.. ولو سألته: ما اسم صاحبك وأين العقار.. لما أجابك بأكثر من أنه ثقة ومعروف وناصح وصادق وراعي خير.. و(هجِّينا من شريطية اللِّي ما يفكُّون الحرف.. وطِحْنا في أصحاب الأشرطة اللِّي ضيعوا شبابنا وورطوهم.. وجاءوا.. ليلهطوا ويبلعوا حلال عباد الله.. والبشت يسحب.. والمرازيم آخر سكبهْ).
** الأمور بالفعل.. تحتاج إلى يقظة وانتباه وحذر.. والمشكلة.. ليست مشكلة ضياع فلوسك فقط.. بل المشكلة الأكبر.. عندما تذهب فلوسك إلى طريق مخيف.. طريق إرهاب وفساد وإفس اد.. عندما تموِّل عمليات إرهاب وأنت (غافل) أو لعلك (غبي) أو (طيِّب وصْحَيِّح) تبحث عن الاستثمار والمكاسب.. وتثق في هذا وذاك ويقودك إلى مجاهل ومصائب.
** إن علينا أن نتعظ ونسأل.. ونحتاط ونتأكد من وجود مساهمة فعلية.. وأرض فعلية.. وتصريح من الجهات المسؤولة وعندها.. نتوكل على الله وحده..
** أخيراً.. أُنبِّهُ.. وأحذِّر وأقول: (تجوِّدَوْا) و(شِيْلَوا من رُوسكم) كلمة فلان معروف.. وفلان ثقة.. فهناك فقرات في الأنظمة واللوائح تقول (أحد) التجار و(إحدى) الشركات.. و(مَنْ قال لك... ساهم؟!!).
|