Tuesday 21st December,200411772العددالثلاثاء 9 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
هل يحمي مجلس التعاون أمن أعضائه؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لا يمكن لأحد أن يتهمنا بأننا قطريون، فالوقائع ستلقم أي مدع لهذا الزعم حجراً يسد فمه، والأقوال تشير بوضوح إلى أن المملكة العربية السعودية أول من سعى إلى إقامة مجلس التعاون، وسعت ومنذ نهاية الستينيات وبمؤازرة من دولة الكويت الى البحث عن إقامة كيان ومنظمة تربط دول الخليج العربية التي كانت تتهيأ لنيل استقلالها من الاستعمار البريطاني، وقد تابعت في بداية عملي الصحفي الرحلات المتتابعة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبد العزيز الذي كان آنذاك المستشار الخاص للملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله- والشيخ صباح الأحمد الجابر وزير الخارجية الكويتي آنذاك، لمشيخات الخليج العربي آنذاك وكان المسؤولان السعودي والكويتي ينقلان رغبة سعودية وكويتية قوية لتوحيد مشيخات الخليج العربي في دولة واحدة، وظلا يتنقلان ويبحثان من إمارة إلى أخرى، وبعد إعلان قطر والبحرين استقلالهما وجدا عند الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الدعم والاستجابة الطيبة التي تمخضت عنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي شجع اقامتها ونجاح تجربتها في التفكير جدياً في انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي بحثت فكرة انشائه وتبلورت نتيجة التحرك والجهد السعودي الكويتي، وتم في الرياض صياغة نظامه الأساسي والاتفاق على أسسه وأهدافه..
ولذا وبكل تجرد وصدق وتثبيت لمرحلة تاريخية رافقتها بكل تفاصيلها أقول ان المملكة العربية السعودية والكويت وفي رحميهما نمت الفكرة وترعرعت حتى خرجت للوجود، ومن أجل إنجاح الفكرة تحملت المملكة العربية السعودية الكثير والكثير من اجل تحويل الخليج العربي إلى اقليم موحد كان ممكناً ان يتحقق هذا الحلم لو تخلت بعض من الدول عن تحفظاتها القطرية وطموحاتها التي تغذيها أطراف أجنبية ولا تتناسب مع امكانياتها، إذ تسعى بعض الدول الأعضاء والتي أصبحت معروفة ولا حاجة لتسميتها إلى التقليل من الامكانيات السعودية وإشغالها بقضايا فرعية أخذت تتصاعد إلى حد الوصول إلى المحرمات مقابل السعي إلى لعب أدوار لا تتناسب مع قدراتها معوضة ذلك بالاتكاء على قوى أجنبية لا يمكن ان تضمر الخير لأهل الخليج.
وفي هذا السياق وبدلاً من ان تكون الدول الاعضاء سنداً لبعضها البعض تخرج علينا إحدى الدول بانشاء محطة فضائية همها الأول ليس الإساءة إلى المملكة العربية السعودية كياناً وشعباً وحكومة بل وصل الأمر إلى حد التحريض وحشد المتحذلقين ممن تختزن قلوبهم حقداً ضد السعوديين يعملون على التنقيب عن كل ما يسيء للسعودية وقيادتها وتبث رسائل التحريض وتوجيه تعليمات التخريب والتظاهر لهز أمن واستقرار المملكة.
يقول الأستاذ عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون إن (التعاون الأمني الخليجي المشترك وآلياته مطبقة بالفعل لمواجهة الإرهاب وتسنده الاتفاقية الأمنية الخليجية التي تم التوقيع عليها مؤخراً والتي أكدت ان الأمن الخليجي هو كل وغير قابل للتجزئة وكل الاجتماعات الدورية للمجلس تناقش آليات التعاون لمكافحة الإرهاب).
قول جميل ولكن أين التطبيق ان أولى خطوات مكافحة الارهاب القضاء على جذوره ووقف الدعوة له والتحريض عليه واذا أخذنا بالقياس الأمريكي الملهم للأفكار التي تبهر محتضني قناة الجزيرة فإن هذه القناة يجب إدراجها في سجل المحرضين على الارهاب ويجب معاملتها وفق هذا التصنيف ولا يستطيع أحد ان ينكر أن قناة الجزيرة تعمل وتحرض على ارتكاب الارهاب وتشجيع الجماعات الارهابية على تنفيذ الأعمال الإرهابية على أراضي المملكة العربية السعودية، والذي نعرفه ان السعودية عضو بمجلس التعاون.. والمجلس وحسب تأكيد أمينه العام أن التعاون الأمني المشترك وآلياته مطبقة بالفعل لمواجهة الارهاب فإن الأمر يدعو للتساؤل هل (الجزيرة القطرية) خارج بنود الاتفاقيات.. أم لأن الأمر يخص السعودية التي لا تزال تراعي الآخرين حتى وصل الأمر إلى تهديد أمننا القومي والشخصي؟
سؤال موجّه لقمة المنامة التي يبدو أن عليها الإجابة عن أسئلة كثيرة لأفعال غريبة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved