Monday 20th December,200411771العددالأثنين 8 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
اتحاد الكرة هل يعلن العمل بسياسة (ما دون الحلق إلا اليدين)
عبد العزيز الهدلق

حاول الاتحاد السعودي لكرة القدم إحداث مواءمة بين متطلبات المنتخب واحتياجات الأندية وبالأخص تلك التي تشارك فرقها خارجياً، ونهج من أجل ذلك أساليب متعددة حرصا منه على مصالح الأندية التي يعتبرها شريكا معه في المسيرة خصوصا تلك التي تدعم المنتخب بسخاء من نجومها وعناصرها المميزة.
ولكن للأسف إن محاولات اتحاد الكرة لإحداث التوازن المطلوب لم يكتب لها النجاح فلم تحقق تلك التوازنات أي مصالح للأندية كما تضرر منها المنتخب بشكل كبير وفادح.
فتوالت الاخفاقات على المنتخب بشكل كبير بدءا من مونديال 2002 الذي شارك في الاستعداد له اللاعبون البدلاء نظرا لتواجد معظم الأساسيين مع فرقهم في مشاركات خارجية متنوعة ثم تبع ذلك الخروج المر من كأس آسيا لتختتم الانتكاسات بما حدث في الدوحة في خليجي 17
ولأن مصلحة المنتخب هي العليا والأهم فإن من واجب اتحاد الكرة الآن وبعد هذه التجارب أن يبدأ في تطبيق منهج جديد قائم على تقديم مصلحة المنتخب أولاً.
وفي مقدمة هذه المناهج إطالة مدد المعسكرات التحضيرية للمنتخب التي تسبق مشاركاته المهمة، حيث اتضح من خلال التجارب أن عشرة أيام أو اسبوعين غير كافية أبدا للتحضير، لأن عقلية وثقافة ووعي اللاعب السعودي لا تساعد على نجاح مثل هذه المعسكرات القصيرة لعدم تقيده بالمعايير السلوكية للاعب المحترف التي تتطلب انضباطاً في أداء التدريب وتناول الأكل والخلود إلى النوم وفق أسس محددة في الكم والكيف والزمن؛ لذلك فلا بد من المعسكرات الطويلة نسبياً (4 أسابيع تقريباً) ليضمن المدرب الجاهزية الكاملة للاعب بدنياً وفنياً.
والأمر الآخر الذي أرى وجوب الأخذ به.. عدم تأجيل التحاق اللاعبين بمعسكرات المنتخب بحجة ارتباطهم بمشاركات مع أنديتهم، حيث عانى المنتخب من ذلك كثيرا ودفع الثمن غاليا.
ولأن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم باتت على الأبواب (تنطلق بعد 40 يوما تقريبا) وهي الهدف الأهم الذي وضعه اتحاد الكرة في خططه وبرامجه، ولأن الاخفاق في تحقيق هذا الهدف سيعود بآثار سيئة وسلبية كبيرة على الكرة السعودية ربما تعود بها إلى الوراء سنين عديدة فإن اتحاد الكرة مطالب حاليا بأن يضع كامل ثقته خلف المنتخب في المرحلة القادمة ويسخر كل خبراته وإمكاناته الفنية والبشرية والمادية لتحقيق هدف التأهل لكأس العالم.
وأن يرفع شعار.. لا مجاملات.. لا تنازلات.. فلا مجاملة لإداري ولا لمدرب ولا لاعب.. ولا تنازلات لأندية أو فرق مهما كانت المسببات والدواعي، ولا تأجيل أو تقديم لمباريات محلية إلا بما يتوافق مع مصلحة المنتخب أولا.
فمصلحة المنتخب والكرة السعودية لا تحتمل مزيدا من الاخفاق والتفريط، فلا مزيد من التنازلات للأندية تحت أي اسم، فما يراه الاتحاد ومسؤولوه وخبراؤه محققا لصالح المنتخب يجب أن يؤخذ به بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.
لقد عانى اتحاد الكرة كثيراً، وعانى المنتخب ودفع مسؤولو اتحاد الكرة ثمن تلك المعاناة غاليا من وقتهم وأعصابهم وفكرهم وحتى سمعتهم التي طالها الكثير من النقد المتجاوز لكل الحدود.. ومن هنا فإني أتمنى أن يكون تعامل اتحاد الكرة مع المرحلة القادمة منسجما مع الممثل الشعبي الشهير (ما دون الحلق إلا اليدين)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved