Monday 20th December,200411771العددالأثنين 8 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

عذاريب عذاريب
ما بعد الضجيج!
عبدالله العجلان

في مثل الظروف الصعبة التي يمر بها منتخبنا حالياً بعد خروجه المؤلم من دورة الخليج السابعة عشرة، من البديهي بل من المفترض ان تواكبه الكثير من الانفعالات وعبارات السخط، ومعها تكثر الرؤى والتنظيرات حول أسباب الإخفاق، وهي في الغالب آراء صحيحة ونابعة من قلوب محبة ومخلصة لمنتخب بلادها وقليل منها تتحكم به العاطفة والأهواء وأشياء أخرى لا داعي لذكرها، لكن يبقى السؤال المهم: هل نستمر نشجب ونستنكر ونتهم هذا ونلوم ذاك مثلما فعلنا بعد مونديال 2002م وبعد نهائيات أمم آسيا الأخيرة في الصين دون أن نضع الحلول ونصل إلى النتائج الكفيلة باحتواء الأزمة وإيقاف نزيف الانهيار..؟!
نعم لدينا مشكلة جذورها متأصلة وأطرافها متعددة تحدثنا عنها وحذرنا منها في أوقات سابقة، مثل ضعف الدوري وضرورة ان يكون اعتيادياً في الذهاب والإياب كما في جميع دول العالم وكذلك الاستغناء عن اللاعب الأجنبي بعد أن أثبت فشله وضرره على الكرة السعودية، إلى جانب قضايا أخرى كالاحتراف وبرمجة المسابقات ومبارياتها وعزوف الجماهير وما إلى ذلك من أمور تتعلق بالمنتخب ذاته من حيث طريقة إدارته واختيار عناصره وقبل هذا اختيار المدرب المناسب له واستمراره والوثوق به مهما كلف الأمر وأياً كانت النتائج.. هذه كلها مجتمعة أثرت على شكل ومضمون ومستوى المنتخب الأول وبقية المنتخبات السنية والأندية عموماً، وبالتالي لا يمكن حل المشكلة وتجاوز الأزمة دون أن نهتم أولاً بمعالجة الأسباب والقضايا الإدارية والفنية والتنظيمية المذكورة وأي علاج لا يأخذها ولا ينظر إليها بعين الاعتبار والاهتمام سيكون لا محالة مضيعة للوقت وعلاجاً شكلياً سريع الزوال..!!
المتورطون!
هذه الأخطاء والمعضلات، من يقف وراءها من يتحمل مسؤوليتها..؟!
ليس صحيحاً أن اتحاد الكرة هو وحده من يتحمل كل أو معظم الأخطاء ومثلما نوه وشدد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز غير مرة وفي أكثر من بطولة سعودية على أن الجميع من لاعبين وإداريين وإعلاميين وجماهير وأعضاء شرف ومدربين في الأندية والمنتخبات هم بلا استثناء شركاء في صناعة وتحقيق أروع الإنجازات السعودية، فنحن بدورنا نقول لسموه إننا جميعاً بمختلف مواقعنا واهتماماتنا ومستوياتنا نتحمل أجزاء كبيرة من مسؤولية ما تمر به الكرة السعودية فهنالك من يكتب ويتحدث بحسب ميوله وتصفية لحساباته، وآخر يلهث وراء مصالحه الشخصية، وثالث يدير ناديه بعقلية متخلفة ومستبدة ورابع يشتم الناس ولا يحترم آدمية وحقوق ومشاعر البشر، وخامس يسيء للوسط الرياضي ويشوه صورته وسادس يتلاعب بمهام عمله ولا يخلص بأداء رسالته ولا يصدق بكلماته وتعاملاته، وسابع لا يحرص على الوفاء لوطنه والتضحية من أجله فهو في النهاية وفي كل الأحوال والأجواء والظروف وطن الجميع وإزاء ذلك لا يجوز وليس مجدياً أن نضع اللوم كله على جهة بحد ذاتها أو أشخاص بعينهم وعندها ستبقى القضية معلقة والتهمة مسجلة ضد مجهول.. مما يجعل الكارثة تطول والأزمة تدوم إلى ما لا نهاية..!!
اتحاد الكرة ليس مسؤولاً عن تخلف وغياب الرياضة المدرسية وعن النظرة القاصرة والمعادية والمتجاهلة للرياضة وللمنتسبين إليها والمتعاطفين معها، وعن قلة ثقافة اللاعب وضعف حماسه للمنتخب مقارنة بما يفعله في مباريات ناديه، ولا عن شح الموارد المالية وتوقف بناء منشآت بعض الأندية..!!
من غير المعقول أن نترك اتحاد الكرة وحيداً يفكر ويخطط ويقرر، يتحمل دون غيره كل صغيرة وكبيرة تحدث هنا أو هناك في الأندية والملاعب والمباريات.. ولنكن أكثر عدلاً وإنصافاً وإلماماً كي نبدأ الخطوة الأولى على طريق التصحيح..
ما الحل؟!
أمام هذا الزخم من القضايا المعقدة والإفرازات الخطيرة المتنامية، من الصعب أن نأتي هكذا بسرعة بوصفة سحرية تحل مشاكلنا وتنقلنا من حالة القلق والتوتر والضياع إلى أخرى مشرقة متطورة ومنضبطة.. الوضع يحتاج إلى وقت ولإمكانات ولإجراءات قوية وقرارات حاسمة في إطار الممكن والمقدور على تحقيقه مالياً وإدارياً وفنياً، وعلى مرحلتين، الأولى عاجلة وتتعلق بمستوى إعداد المنتخب الأول للتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال 2006م وأهمية ان يشارك فيها بمعنويات عالية ونفسيات مختلفة وبعيدة عما حدث له في الدوحة، إضافة إلى ضرورة التأكد الآن وقبل فوات الأوان من أن المدرب (كالديرون) مؤهل لقيادة المنتخب ولاختيار العناصر البارزة والمناسبة لهذه التصفيات المصيرية..!
أما المرحلة الثانية فهي عبارة عن سياسة بناء طويلة الأجل وذات أولويات من حيث أهمية وتوقيت قراراتها وكيفية تنفيذها.. وهنا لا أرى ما يمنع من إلغاء الاستعانة باللاعب الأجنبي وتغيير أسلوب الدوري وإيجاد مصادر دخل جديدة للأندية ومثل هذه القرارات الثلاثة لها دور كبير في تطور وإنعاش الكرة السعودية ويمكن البدء بتنفيذها اعتباراً من الموسم المقبل، وهكذا بالتدرج بالنسبة لبقية الإجراءات الأخرى الرئيسية مثار الجدل..
حق الجماهير
بالقدر الذي نرفض فيه تصعيد موضوع الخروج من الدورة إلى أطروحات متشنجة وممارسات انفعالية متهورة وتحويلها إلى مسرح يستعرض فيه الانتهازيون بطولاتهم الهلامية ومواقفهم العدائية، فإننا كذلك نتألم من أولئك الذين يتعاملون مع الحدث بشيء من اللامبالاة وتبسيطه وتهميشه وأحياناً تجاهله تماماً وكأن شيئاً لم يكن..!!
علينا في هذا الوقت أن ندرك حجم ألم ومعاناة وشعور الجماهير السعودية وهي ترى منتخب بلادها سيد البطولات وفارس الإنجازات في حالة مأساوية يرثى لها، لذلك من حقها أن تعبر عن رأيها وتبدي حزنها وأسفها، مثلما يتطلب من اللاعبين والمسؤولين تقدير مشاعر الجماهير وتحقيق رغبتها واحترام انفعالاتها.
في بطولة كدورة الخليج الحسابات تتجاوز حد الفوز والخسارة، والعواطف أكبر من مجرد مباراة قابلة للنسيان وامتصاص الغضب، والجمهور هو الذي يملك الانعكاس الحقيقي ورد الفعل التلقائي لهكذا مواقف تمثله وتحمل اسم وشعار وطنه..
غرغرة
- خروج منتخبنا كشف أحقاد وكراهية وأمراض بعض الخليجيين المتأزمين والمتألمين من المنجزات الذهبية للكرة السعودية..!
- إخفاقنا لا يلغي قوة وإثارة ومستوى البطولة وإنها واحدة من أفضل وأجمل دورات الخليج..
- المواجهة بين عمان والبحرين ستجعل الدورة تفقد أحد المرشحين والمؤهلين لبطولتها.
- صحيح أن محمد الدعيع لم يكن مبدعاً كعادته، لكن هذا لا يعني إغفال أخطاء وكوارث غيره من اللاعبين ممن ساهموا في الخسارتين وفي ولوج الأهداف الخمسة أمام الكويت والبحرين.
- فرق كبير بين لاعب يخلص ويقاتل ويجتهد وآخر يغط في سبات غروره وجهله وتلاعبه..!!
- من يدافع عن تهور محمد نور إما عبيطاً أو يستعبط..!!
- كان الأخضر بحاجة لنجم بذكاء وخبرة وشعبية سامي الجابر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved