* كتب - نبيل العبودي:
كانت الدقائق الأخيرة من لقاء الهلال والرياض في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد كافية لأن تعلن تأهل الفريق الهلالي إلى مواجهة فريق الاتفاق في نهائي المسابقة بعد أن بقيت السيطرة الهلالية المطلقة على المباراة طوال الـ85 دقيقة التي سبقت هدف التعديل الذي سجله البرازيلي تفاريس من ضربة حرة مباشرة رائعة بقيت سيطرته ميدانية مطلقة بلا نتيجة حيث بقيت النتيجة لصالح الرياض بهدف سجله يحيى فقيهي الذي استغل خطأ ظافر البيشي بعد مرور 19 دقيقة. لتتحول المباراة رأساً على عقب هلالية بكل لغات العالم سيطرة مطلقة كانت تنتظر هز الشباك في أي لحظة لترجمة تلك السيطرة الميدانية وهو ما حدث بالفعل خلال الدقائق الخمس الأخيرة والوقت بدل الضائع حيث ترجم البديل الناجح مشعل الموري تلك السيطرة إلى تفوق صريح بتسجيله للهدف الثاني الذي كان كفيلاً لأن ينقل الهلال إلى نهائي المسابقة.
في المقابل كان للطريقة التي انتهجها القروني دور في عدم تسجيل الهلال لأي هدف إلا بعد جهد جهيد.
وساهم الطرد الذي تعرض له المدافع يحيى مجرشي مدافع الرياض لزيادة الضغط الهلالي وبالتالي الوصول إلى المرمى في حين كان الطرد الثاني للسعيدي في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع والذي أعلن بعدها الحكم نهاية المباراة بفوز الهلال.
الشوط الأول
بدأت المباراة سريعة تحصل على إثرها الرياض على خطأ لم يستفد منها، سرعان ما بدأ الفريق الهلالي في فرض أفضليته على الكرة ولكن تلك الأفضلية لم تكن مصحوبة بخطورة حتى انقضاء الدقائق العشر الأولى من المباراة عندها بدأ الرياض في مبادلة الهلال الهجوم.
ومع مرور الوقت وعدم وجود أية خطورة كاد الهوساوي أن يفتتح التسجيل مستغلاً خطأ ظافر البيشي الذي خرج للإمساك بكرة عرضية لتسقط خلفه إلا أن الهوساوي لعبها بعيدة عن المرمى الخالي وذلك مع الدقيقة الـ19 وكانت تلك هي أول الكرات الخطرة على المرميين.
هذه الكرة كانت مؤشراً بزيادة الفاعلية لفريق الرياض الذي كثف من هجومه في الوصول للمرمى فكانت هناك العديد من المحاولات الخجولة ليحصل خطأ بالقرب من منطقة الجزاء الهلالية احتج عليه الهلاليون لعدم صحته.
الفقيهي يفتتح التسجيل
مع مطلع الدقيقة الـ 26 ينفذ يحيى مجرشي الخطأ مباشرة إلى ظافر البيشي الذي حاول الإمساك بالكرة ولكنها تسقط منه لتجد المتابع يحيى فقيهي الذي أكملها في المرمى هدفاً لصالح الرياض.
بعد هذا الهدف ظهرت كرات الهلال غير مركزة وكثرت الأخطاء من حيث الاستلام والتسليم وبخاصة من لاعبي الوسط الذي ظهر مدى الازدحام في هذا الخط من حيث عدد اللاعبين دون أن تكون هناك فاعلية.
ومع مرور الدقيقة الـ35 من هذا الشوط كانت هناك محاولات هلالية يظهر من حين لآخر فلم يستغل الخثران الكرة التي تهيأت له من الغامدي فتباطأ في تحريرها وكرة أخرى من الصويلح لتصل عرضية إلا أن كماتشو سددها ضعيفة في يد الحارس خالد الدوسري.
تلتها كرة أخرى من الصويلح إلى الغامدي الذي سدد أيضاً ضعيفة مرت بجانب القائم.
وبقيت خلال تلك الدقائق المحاولات الهلالية قائمة ولكن بدون خطورة تذكر خاصة وأن الهلاليين كانوا يعتمدون على الكرات العرضية التي كانت تذهب إلى الحارس الدوسري.
وقبل إطلاق صافرة النهاية كانت آخر المحاولات الهلالية لكرة لعبها غازي عرضية إلى الغامدي الذي حاول معالجتها برأسه إلا أنها اعتلت العارضة وكانت تلك آخر أحداث هذا الشوط الذي انتهى بتقدم الرياض بهدف دون مقابل.
عموماً لم يرتقِ هذا الشوط من حيث المستوى الفني إلى المأمول حيث شهدت معظم فترات هذا الشوط أداء محصوراً وسط الميدان بشكل كبير.
واتضح مدى حاجة الهلال إلى إيجاد لاعب بديل في وسط الميدان ليزيد من الفاعلية الهجومية بخروج البرقان أقل لاعبي هذا الخط عطاء.
في حين عرف القروني ماذا يريد وحقق مبتغاه بالهدف الذي سجل من خطأ حارس المرمى ليحافظ عليه حتى نهاية هذا الشوط على أقل تقدير.
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني بهجوم هلالي مبكر من قبل الصويلح الذي انفرد بالمرمى تقريباً وتعرض لسقوط طالب على إثره بخطأ لصالحه.
رد الرياض بكرة تحصل على خطأ نفذها السعيدي اعتلت العارضة،
ليكثف الهلال من هجومه ويتحصل على خطأ نفذه كماتشو ولم يستفد منه كما ينبغي.
ومع مرور الوقت كانت الأخطاء تكثر على لاعبي الرياض والذي تحصل على إثرها اكثر من لاعب على بطاقة صفراء ويتحصل الصويلح على كرة داخل المنطقة لم يتعامل معها كما ينبغي.
ويتناقل الهلاليون الكرة فيما بينهم لتصل إلى البرقان الذي سدد بقوة اعتلت العارضة.
ومع مرور الوقت كان يتضح مدى إصرار الهلال الى تعديل النتيجة من خلال محاولات الصويلح المتواصلة التي كان الرياض يتعامل معها بكثافة دفاعية تتحطم معها كل المحاولات.
هذا الضغط الهلالي واجهه القروني بتبديل عندما أخرج الزيد قائد الفريق وانزل بدلاً عنه سامي الأحمد في محاولة منه لتكثيف منطقة الوسط.
ومع مرور الدقيقة الـ 20 من هذا الشوط يستبدل باكيتا البرقان ليحل بدلاً منه فهد سرور قابله القروني بتبديل هجومي بخروج الهوساوي ودخول القحطاني بديلاً عنه.
ومع بقاء المحاولات الهلالية قائمة كان دفاع الرياض يقف لكل المحاولات الهلالية.
ومع ازدياد الأخطاء والمخاشنات للاعبي الرياض يتحصل المدافع مجرشي على بطاقة صفراء ثانية أخرجته من الملعب ليلعب الرياض ناقصاً.
القروني استغل ذلك بإبعاد المهاجم ليحل نجيب بحاري بديلاً عنه ويعود باكيتا ليدخل الموري بديلاً عن عبدالله غازي كتبديل هجومي لاستغلال النقص ومع استمرار المحاولات الهلالية كان كماتشو كعادته يتصدى لكل كرة ثابتة ولكنها كانت تنتهي بلا فائدة.
يخطئ العنبر في استثمار كرة عرضية فأخطات رأسيته المرمى.
ويتواصل الضغط الهلالي بدون تركيز الأمر الذي ساهم في ضياع غالبية الفرص التي سنحت له وتتكفل العارضة في التصدي لكرة كماتشو التي سددها من على رأس الـ(18).
ويهدر العنبر فرصة لا تعوض عندما وصلته كرة من فهد سرور سددها ضعيفة في يد الحارس رغم أن الصويلح كان في انتظارها.
والعنبر يسدد كرة رأسية في أحضان الدوسري بعد عرضية رائعة من الغنام.
مارسيلو يعدلها
ومع مرور الدقيقة الـ 44 ومن جراء الأخطاء المتكررة التي تحصل عليها الهلال يصر تفاريس إلا أن ينفذ بنفسه الكرة الثابتة هذه المرة وبالفعل يضعها جميلة على يمين الدوسري هدفاً هلالياً عدل بها النتيجة بعد جهد جهيد من لاعبيه، لتزداد الإثارة في الدقائق الست المحتسبة كوقت بدل ضائع حيث واصل الهلال في أسلوبه الهجومي فتضيع رأسية الصويلح طريق المرمى.
الموري يسجل الثاني
ومع ازدياد الضغط الهلالي ومن ركنية نفذها كماتشو حاول الرياض ابعادها لتصل الى الخثران الذي أعادها عرضية أمام المرمى لتتخطى الجميع لتجد الموري الذي عالجها في المرمى هدفاً هلالياً ثانياً.
ولم يتوقف الهلال عند هذا الحد فظلت محاولاته قائمة ويتحصل على خطأ لصالح الصويلح خرج على إثره لاعب الرياض عبدالعزيز السعيدي ببطاقة صفراء ثانية ولكن الهلال لم يستغله كما يجب لينتهي اللقاء بفوز الهلال بهدفين لهدف وبالتالي تؤهله الى نهائي مسابقة كأس الأمير فيصل لمواجهة الاتفاق في سيناريو يتكرر للمرة الثانية على التوالي.
من المباراة
قاد المباراة الحكم ياسر مدني وساعده كل من محمد سعد بخيت وإبراهيم الدباسي وظهر التحكيم بصورة جيدة وحد كثيراً من المخاشنات حيث منح كلاً من بندر هوساوي، حمد القميزي، خالد الدوسري، بخيت بحاري، والسعيدي ومجرشي اللذين منحا بطاقة صفراء ثانية خرجا على أثرها من المباراة ويؤخذ عليه فقط احتساب للخطأ الذي سجل منه الرياض هدفه حيث لم يكن هناك ما يستوجب احتساب خطأ على الهلال في تلك الكرة!!
الفريق الهلالي رغم تفوقه المطلق إلا أنه يؤخذ على مدربه باكيتا تكثيفه لمنطقة الوسط بصورة مبالغة حدت كثيراً من المساندة الهجومية.
لاعبو الرياض ظهروا بصورة جيدة خلال الشوط الأول إلا أنهم مالوا للخشونة بصورة مبالغة في الشوط الثاني الأمر الذي أثر على عطائه.
مشاركة الغنام كان لها دور فاعل في المحافظة على المنطقة الدفاعية.
| 
"الريـاضيـة"