Monday 20th December,200411771العددالأثنين 8 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
عجز مجلس التعاون عن وضع حدٍّ للتحريض
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الأمن والاقتصاد هما العنصران اللذان يكفلان تقدّم الشعوب ونماء الدول، والساسة يعملون - من أجل تحقيق أهداف أممهم - على تعزيز الأمن والرقي بالاقتصاد، لتنعم الشعوب بالرفاهة والتقدم. وهذا بالضبط ما كان يفكر فيه - ولا يزال - قادة دول الخليج عند إقامتهم مجلس التعاون، ويسعون إليه طوال مسيرة ربع قرن.
في السنة الأولى من إقامة المجلس أقرّ القادة الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، ويوم إقرارها في القمة الثانية التي عقدت في الرياض، اعتبر المتابعون والمهتمون بالشأن الخليجي أن أهل الخليج قد وضعوا إقليمهم على الطريق الصحيح باعتبار الاقتصاد الدافع الجيد والرابط الفاعل لتوحيد المصالح وتعزيز التوحد بين دول الإقليم الواحد. هكذا فعلت الدول الأوروبية التي حققت عن طريق رابطة السوق الأوروبية المشتركة الأمل الذي ظل يراود أحلام الأوروبيين، والذي توج بتحقيق الاتحاد الأوروبي الذي مكّن دول القارة الأوروبية من إقامة كيان وحدوي رغم تباين اللغات والقوميات والمذاهب وحتى المصالح، إلا أن الاقتصاد طوّع السياسة وأذاب الفوارق من خلال تعزيز الروابط الاقتصادية، في حين عجزنا نحن في الخليج عن تنفيذ بنود الاتفاقية الاقتصادية التي لم ينفذ منها - رغم مرور أربعة وعشرين عاماً - سوى النزر اليسير، واليسير جداً قياساً بالزمن المهدر.
أما عن الأمن فلا تزال بنود الاتفاقية الأمنية حبيسة الأدراج، وإن أخرجت في القمة السابقة (القمة الرابعة والعشرين التي عقدت في الكويت) إلا أن التشبث ب(القطرية) يحول حتى الآن دون التطبيق الفعال لبنود الاتفاقية رغم الأوضاع الأمنية التي تعاني منها دول المجلس، والدول التي ظلت تعرقل تنفيذ الاتفاقية حتى الآن لن تكون بمنأى عن الأعمال الإرهابية التي تعاني منها دول أخرى.
أما ثالثة الأثافي فهي التشجيع والتحريض الموجّه من قناة (الجزيرة) القطرية التي لا يكفيها بث بيانات وأشرطة الفتنة الموجّهة ضدّ المملكة العربية السعودية، شعباً وحكومةً وكياناً، فها هي تخصص برامج وتستضيف أشخاصاً مهمتهم الإساءة للمملكة، وتحريض المنحرفين فكرياً على تخريب أمن المملكة واستقرارها، وكأن هذه القناة قد أنشئت من أجل هذا التخريب، ومع هذا يعجز مجلس التعاون عن وضع حدٍّ لهذا التخريب المتعمد لأمن دولة عضو؛ مما يجعل المواطن السعودي يتساءل عن جدوى مجلس التعاون وفائدته طالما ظل عاجزاً عن وضع حدٍّ للتخريب المقصود لأمن بلاده من قبل أجهزة إعلامية مملوكة لدولة عضو في هذا المجلس!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved