Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

24 ربيع الثاني 1392هـ الموافق 6 يونية 1972م العدد 394 24 ربيع الثاني 1392هـ الموافق 6 يونية 1972م العدد 394
عبدالله الرشيد (مدير عام تعليم البنات) يفتح صدره في هذا الحديث الشامل
درست الابتدائية في مدينة الرس وأكملتها بمكة المكرمة وحصلت على شهادة الكفاءة من المنازل وتخرجت في كلية الشريعة عام 1377هـ

* أجرى هذا الحديث: سراج الدين إبراهيم
تعليم الفتاة في المملكة كان إلى قبل عام 80هـ أشبه بالحلم وسرعان ما أصبح الحلم حقيقة فانتشرت المدارس والمعاهد وتكامل نموه بإنشاء كلية التربية للبنات فأخذت الفتاة في هذا العهد الزاهر طريقها نحو النور ووجدت كما وجد الفتى فرص التعلم والتطلع نحو المستقبل المشرق الوضاء.. ولقد حقق تعليم الفتاة في خلال عمره القصير من النتائج مما يجعل الحديث عنه أشبه بالخيال دون الواقع لكن ازدياد نسبة التعليم بين فتياتنا يعطي دليلا واحدا من دلائل عديدة لهذا التطور.. ولعل الحديث عن تعليم البنات يأتي صادقا عندما يصدر من الرجل الثاني في رئاسة تعليم البنات الأستاذ عبدالله الرشيد.. وقد استضافته (الجزيرة) ليكون ضيفنا في هذا الأسبوع..
* يسعدني وقراء الجزيرة أستاذ عبدالله أن نلتقي بكم في هذه المناسبة، ونرجو من سعادتكم أن تقدموا أنفسكم للقراء مشيرين في نفس الوقت للمؤهلات العلمية التي تحملونها، وكذا المدارس التي تلقيتم فيها تعليمكم وجهاتها..!!
- مع أن مثل هذا السؤال التقليدي في نظري من الأسئلة الثقيلة على النفس لأن تحدث الإنسان عن نفسه أمر غير مستساغ وممجوج في الوقت نفسه، ولايسعني أمام إلحاحكم إلا الاستجابة لطلبكم، فالاسم الكامل عبدالله بن عبدالرحمن الرشيد تلقيت دراستي الابتدائية في سنواتي الأولى بمدراس مدينة الرس بالقصيم، ثم درست بقية المرحلة الابتدائية بالمدرسة الرحمانية بمكة المكرمة ثم التحقت بالوظائف الحكومية فترة من الزمن وتحصلت على شهادة الكفاءة من المنازل.
وبعد افتتاح المعاهد العلمية بالرياض التحقت بها وواصلت الدراسة فيها وتخرجت في كلية الشريعة بالرياض عام 1377هـ وعينت مديراً لإدارة المحكمة الكبرى بالرياض، وفي غرة عام 1380هـ نقلت لأعمل مديراً عاماً لرئاسة تعليم البنات، ومن هنا بدأت المتاعب والمسؤوليات كان الله في عون الجميع.
* أستاذ عبدالله، الحقيقة المنصب الذي تضطلعون به حاليا يعد من المناصب التربوية الحساسة والتي تتميز مع ذلك بمسؤولية عظيمة نريد أن تعرفونا عن بعض الصعاب التي جابهتكم أو جابهت الرئاسة أول ما بدأ تعليم البنات في المملكة!!
- تعتبر الأعمال التعليمية من الأعمال الهامة ذات الطابع الحساس وبالأخص ما يتعلق فيها بتعليم الفتاة في مجتمع مسلم محافظ له تقاليده العريقة وعاداته العربية الأصلية، ولقد كان من الأسس التي بني عليها نظام تعليم الفتاة:
(أ) وضع سياج قوي من العناية والرعاية حول المدارس وإحاطتها برقابة تامة ومستمرة وتخصيص نوعية المشرفين ممن تتوفر فيهم اللياقة العامة والخاصة.
(ب) وضع مناهج تربوية تناسب وضع المرأة في بلادنا مع الأخذ بكل جديد من أساليب التربية الحديثة مع مطابقة تلك المناهج مع المناهج المعمول بها في مدارس المملكة على اختلاف مراحلها.
ولقد كانت هناك مصاعب ومتاعب واجهت المسؤولين عند تأسيس المدارس منها حملات دعائية مسعورة قام بها بعض المعارضين لتعليم الفتاة ورافقتها بعض حملات صحفية أريد بها التشويش والارباك. وكانت كلها تلقى من الطبقة الفاهمة المتعلمة استهجانا وعدم استحسان وكان أولئك المعارضون على نوعين: نوع ذو قصد حسن ونية صالحة صورت لهم نتائج تعليم الفتاة بصورة مشوهة بما يتنافى والأخلاق ويتعارض ونصوص الشريعة فبنى معارضته تلك على هذا الأساس ولم يحاول تفهم الوضع. وعندما وضحت له الحقيقة واطمئن على النتائج ووضحت له الرؤية بارك التعليم وشجعه، ونوع آخر عارض مكابرة ومحبة في الظهور والبروز وهذا النوع أخطر من سابقه، وكانت هذه الفئة تحيك القصص والأقاويل حول المدارس ربما لا يتفق والعقل والمنطق رغبة في إيقاف المسيرة. ولكن كانت هناك يقظة وحذر وهناك عناية الله قبل كل شيء فحفظ الله للتعليم هيبته وانكشفت خبايا أولئك وسار التعليم في طريقه الصحيح يرعاه باني النهضة جلالة الفيصل حتى وصل بفضل الله لمرحلة تعتبر مفخرة لحكومة صاحب الجلالة في عصرنا الحاضر.
* أستاذ عبدالله متى بدأ تعليم البنات في المملكة وأين افتتحت أول مدرسة للبنات؟؟
بدأ تعليم الفتاة مع بداية عام 1380 وأول مدرسة فتحت كانت في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وكانت مصادفة هامة إذا عاد الإنسان بذاكرته إلى الأيام الأولى في صفحة الإسلام الناصعة وأن أول مدرسة إسلامية أسسها صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم كانت في المدينة المنورة فشع نورها في الآفاق وغمر الإسلام النفوس المطمئنة بتعاليمه السمحة فقاد البشرية للهداية وللحياة الحقة حياة الحرية والسلام.
* يسرني أستاذ عبدالله أن تعرفونا عن عدد المدارس والمعاهد والكليات التابعة للرئاسة بالمملكة، ولو أمكن تدعيم ذلك بإحصائية عن عدد الطالبات في كل مرحلة!!
- عدد المدارس الابتدائية الحكومية 455 مدرسة وعدد المعاهد المتوسطة 28 معهداً وعدد المدارس المتوسطة 55 مدرسة وعدد المعاهد الفنية 4 معاهد وعدد المعاهد الثانوية 13 معهداً وعدد المدارس الثانوية 10 مدارس بالإضافة إلى كلية التربية.
يدرس في المدارس الابتدائية 148646 طالبة والمتوسطة 12706 طالبة 5419 طالبة في معاهد المعلمات المتوسطة، 761 طالبة في معاهد المعلمات الثانوية، 1863 طالبة في الثانوية العامة، 198 طالبة في كلية التربية.
أما المدارس الأهلية التي تشرف عليها الرئاسة وتقدم لها الإعانات ففيها 5197 طالبة في رياض الأطفال، 4287 طالبة ابتدائي، 604 طالبة متوسط، 965 طالبة ثانوي.
* أستاذ عبدالله هناك بعض المناطق كان أهلها قد عارضوا تعليم بناتهم، وأخيراً اقتنعوا بأن الدين لا يمانع في تعليم المرأة بل هو يدعو لذلك وأخذوا يطالبون بافتتاح مدارس بعد أن فات بناتهم القطار بسنوات.. كيف عالجتم مسألة تفاوت السن بين الطالبات وهذه في الحقيقة من المسائل التربوية الهامة.
- بدأ تعليم الفتاة كأي مشروع من المشاريع الهامة له مشاكله ومتاعبه، وبعد مضي ثلاثة أعوام فقط بدأ الاستقرار والتطور والتركيز وانتشر التعليم في المدن والقرى والسهل والوعر وحقق تعليم الفتاة خطوات إيجابية بفضل رعاية وعناية الفيصل وتطورت المراحل التعليمية حتى نهاية السلم التعليمي بافتتاح كلية التربية للبنات.
وتفاوت السن بين الطالبات مسألة تربوية هامة واجهت الرئاسة في مدارسها مع بداية افتتاح المدارس ورغبة في إتاحة الفرصة لمن فاتهن قطار التعليم فقد غض النظر وسمح لهن بالمواصلة مع الرقابة التامة وإيجاد مشرفات تربويات يرعين هذه الناحية ويحاولن تخفيف ضررا، ولقد مرت والله الحمد هذه المرحلة بسلام وبدأ السن بين طالبات المدارس في تقارب مستمر. وفي هذا العام قدمت الرئاسة في مشروع ميزانيتها مشروعا لافتتاح مدارس للأمهات في أمهات المدن وبتعميم ذلك سيقضي نهائيا على تفاوت السن بين الطالبات.
* يسير التعليم في بلادنا على نهج الشريعة السمحاء وليس هناك اختلاط بين الجنسين في المدارس، فهل هنالك تفكير بافتتاح جامعة خاصة بالبنات يكون فيها كل التخصصات المطلوبة حتى الدراسات فوق الجامعية؟
- كلية التربية للبنات المفتوحة حالياً تضم عدة تخصصات وهناك دراسات مستمرة لخطة متكاملة وسيصبح كل تخصص في الكلية كلية مستقلة بذاتها وستعد المباني والدراسات على هذا الأساس وستؤلف تلك الكليات بتخصصاتها جامعة للبنات والاتجاه العام للدراسات التي تجرى الآن أو مستقبلا هو ايجاد دراسات عليها فوق الجامعية.
* المعلمة كي تؤدي رسالتها تحتاج لحل بعض مشاكلها الخاصة كتوفير دور الحضانة لمن لهن أطفال.. ماذا فعلت الرئاسة لحل هذه المشكلة والموضوع يهمها أكثر من غيرها خاصة وأجور الخادمات والمربيات مرتفعة ومع ارتفاعه لا يحل الأشكال تربويا.
- ايجاد دور حضانة لحل الكثير من مشاكل المعلمات أمر جدير بالدراسة والتعمق والدولة لم تبخل ولن تبخل وستعمل على راحة العاملين في حقل التربية والتعليم وسيكون هذا الموضوع من بين المواضيع التي تدرس إن شاء الله.
* تحتاج المعلمة لتدريب عملي قبل الالتحاق بالتدريس ولا ندري إن كانت هنالك مدارس نموذجية ملحقة بمعاهد وكلية المعلمات هنا للتدريب عليها أم كيف يتوفر التعليم العملي لهن.
- التدريب العملي في معاهد المعلمات له جزء هام في المناهج المقررة، فالتربية وطرق التدريس من أهم المواد التي توليها الرئاسة العناية وهناك تدريبات عملية للطالبات في معاهد المعلمات. أما كلية التربية فتوجد بجانبها مدرسة إعدادية تطبيقية يتدرب الطالبات عملياً على التدريس بها.
* أستاذ عبدالله الحقيقة أن للرئاسة العامة دوراً كبيراً في بعض التحولات الاجتماعية والتأثير داخل الأسرة فموضوع التدبير المنزلي نتج عنه إدخال كثير من الأصناف الجديدة على المائدة السعودية وهذا بدوره يتطلب الزام زوج المستقبل بإيجاد المطبخ الحديث كضرورة اجتماعية وكذلك مكينات الخياطة وغيرها- مامدى انتشار هذا النوع من التعليم وهل له نفس النتائج في القرى..!!
- التدبير المنزلي والخياطة والتفصيل مواد دراسية أعطاها المنهج قدراً كبيراً من العناية وتدرس هذه المواد ذوات تخصصات عالية وتهتم الرئاسة ومفتشاتها بالتطبيقات العملية، ولقد لمست الرئاسة كما لمس الجميع الآثار الطيبة داخل البيوت سواء في المدينة أو القرية.
* نود معرفة رأي سعادتكم في الصفات المطلوبة في المعلمة المثالية؟
- المعلمة المثالية هي التي تحرص على تأدية واجبها وإرضاء ضميرها في تربية وتعليم بنات وطنها وتحرص كل الحرص على أن تكون تلك التربية نابعة عن حب وحنان ولطف وشفقة متحلية بالأخلاق الفاضلة متمشية مع العادات والتقاليد العربية الأصيلة لتكون قدوة حسنة لطالباتها.
* سمعنا أستاذ عبدالله أن هناك فكرة ناقشتها وزارة المعارف بخصوص التفكير في إلغاء الشهادة الابتدائية وذلك بالاكتفاء فقط بالاختبارات الفصلية العادية- والقراء يريدون معرفة رأي الرئاسة وموقفها بخصوص هذا الإلغاء وعما إذا كانت سوف تطبقه هي كذلك.!
- الشهادة الابتدائية تعتبر تقييماً لنهاية مرحلة أولية والبحث الآن فيمن يوكل إليه هذا التقييم أي الجهة التي تحملت مسؤولية التربية الأساسية كالوزارة والرئاسة مثلا أم هي الجهة المباشرة للتنفيذ كمدير التعليم في منطقته ومدير أو مديرة المدرسة.
وهنا ترد نقطة هامة هل يقبل من الشخص تقييم نفسه أم لا وعلى هذا الأساس ولأن الأمر يتعلق بمستقبل أمة فإن بحث الإلغاء يجب أن يدرس دراسة مستفيضة ويكون هناك مقارنة بين المحاسن والمساوئ، وفي حالة القناعة بالإلغاء يحسن أن يكون هناك تدرج في ذلك ايضا وما يتم اقراره من قبل اللجنة العليا للتعليم فالرئاسة ملزمة بتطبيقه.
* كيف تؤدي المفتشة دورها في المناطق النائية وكيف تصل إليها ومن يرافقها!!
- يوجد في كل منطقة تعليم مكتب للتفتيش الفني يزود بعدد كبير من مفتشات المواد والمفتشات العامات والموجهات. ومع بداية كل عام توضع خطط تفتيشية لعموم المدارس في المدن والقرى وتقوم الرئاسة بتأمين وسائل المواصلات ويرافق المفتشات في جولاتهن خادم وزوجته من ذوي الأخلاق الفاضلة.
* لتوفير عدد كاف من المعلمات والفنيات في معاهدنا أعتقد أن الأمر يحتاج لبعض التشجيع ولاندري إن كان هناك تشجيع مادي لهذا الغرض كأن تعين المدرسة براتب أكبر من زميلتها الإدارية مثلا!!
- الرئاسة تضع في حسبانها تشجيع المعلمة السعودية تمشياً مع السياسة العليا ولخريجات معاهد المعلمات وكلية التربية ميزات خاصة مادية ومعنوية والمعلمة السعودية مع ما تلقاه من الجهات المختصة من تشجيع وتقدير فهي تؤدي ضريبة وطنية كبرى وعملا إنسانياً جليلاً.
* من ينظر إلى ما تقوم به الرئاسة من أعمال ومصاريف كثيرة في سبيل تعليم بناتنا يتوق لمعرفة الميزانية السابقة وعدد المدارس التي تفتتح كل عام، وهل يمكن أن تحدثونا عن خطط العام القادم ومشروعاته وعن أهم ما ستقومون به من أعمال في سبيل تحقيق الانطلاقة التعليمية!!
- لميزانية التعليم في محيط الميزانية العامة للدولة نصيب كبير من العناية الملكية السامية وحكومة صاحب الجلالة تولي التعليم جل اهتمامها، ونسبة ميزانية التعليم تعتبر من أكبر النسب في الميزانية العامة. وتعليم البنات تطورت ميزانيته من مليوني ريال في بداية عام 1380 هجرية إلى (239.000.000) ريالات عام 1391-1392هـ وتفتح الرئاسة سنويا عدداً من المدارس في جميع المراحل طبقا للاعتمادات المالية وهذا العام بالذات لدى الرئاسة مشاريع هامة وتوسع كبير.
وفضيلة الرئيس العام الشيخ ناصر بن حمد الراشد يعمل جاهداً على تركيز وتطوير هذا المرفق الهام تطويراً يتفق والنهضة المباركة التي يقودها باني النهضة وقائد المسيرة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز المعظم وحكومته الرشيدة المخلصة لوطنها وأمتها والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved