في مثل هذا اليوم من عام 1915 نجح الألمان في ابتكار غاز الفوسجين القاتل لاستخدامه في قذائف المدفعية أثناء الحرب العالمية الأولى. وترجع بداية استعمال الأسلحة الكيماوية فعلياً في القرن العشرين عندما استعمل الجيش الألماني غاز الكلورين مضغوطاً في اسطوانات عام 1915 لدحر الجيوش الفرنسية وقد مات منهم 5000 جندي وأصيب 10000 آخرون.
ومادة الكلورين غاز يميل لونه للخضرة، ذو رائحة لاذعة تسبب إثارة شديدة للرئتين وإذا استنشق بكثافة جزء إلى عشرة آلاف من الهواء (1-10000) لمدة دقيقة أو دقيقتين يسبب الموت أما إذا استنشق لمدة ثوانٍ قليلة فقط فيسبب تعطيلاً كلياً للإنسان وتشل قدرته.
وفي نفس العام أي عام 1915 اكتشف الألمان غاز الفوسجين (PHOSGENE) وميزة هذا الغاز اختراق الأقنعة الواقية وهو غاز خانق سميته تفوق سمية الكلورين بعشرة أضعاف ولكن تأثيره يحتاج إلى درجة أطول للظهور وعندما تمكن الحلفاء من اختراع أقنعة واقية لهذا الغاز عمد الألمان لاستعمال غاز يسبب القيء وصاروا يطلقونه مع غاز الفوسجين واسمه العلمي ثاني فنيل كلور أرسين وميزة هذا الغاز اختراق الأقنعة مسبباً غثياناً وتقيؤاً من ما يجبر الجنود على رفع الأقنعة للتقيؤ فيتعرض الجندي عندها لغاز الفوسجين كما أن هذا الغاز كان يتم إطلاقه أيضاً من المورتر.
وفي يوليو من عام 1917 استعمل الألمان غاز الخردل وسمي كذلك نظراً لرائحته التي تشبه رائحة الخردل عندما يكون في حالته السائلة وتركيبه الكيميائي كبريت ثاني كلور ثاني ايثيل وهو مركب سائل يتبخر ببطء ويبقى أثره لعدة أسابيع في التربة قبل أن يتبخر كلياً.
وهذا السائل يخترق الثياب ويسبب خروقاً عميقة في الجسم يصعب شفاؤها كما أن هذا الغاز يسبب التهاب العيون والرئتين والغثيان والتقيؤ وارتفاع درجة الحرارة والصدمة ويكفي استنشاقه بكمية جزء من مائة ألف (1-100000) لمدة دقيقة واحدة لتظهر أعراضه بعد حوالي ساعة.
ومن المعروف أن هذا المركب ليس له طعم ولا رائحة كما أن المنطقة تبقى متضررة بهذا الغاز لمدة طويلة. وقد استعمل هذا الغاز في الحرب العالمية الأولى في
شكل قنابل أدت إلى إصابة 400000 جندي بجروح خطيرة وقد كانت قنابله أكثر فعالية بخمسة أضعاف من القنابل العادية.
|