في مثل هذا اليوم من عام 2003 قامت ليبيا بإصدار إعلان مفاجئ أدهش العالم عندما صرحت بأنها سوف تقوم بتدمير ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل. وقد وافق الزعيم الليبي معمر القذافي على السماح لمفتشي الأسلحة بمراقبة التخلص من هذه الأسلحة دون قيد أو شرط.
وفى ظل هذا الاتفاق تعهدت ليبيا التي كانت مدرجة على قائمة الدول الراعية للإرهاب بالتخلص من كافة أسلحة الدمار الشامل التي بحوزتها وتحديد نطاق صواريخها بما لا يزيد عن 300 كيلومتر أو 186 ميل. كما أبدت طرابلس استعدادها بأن يقوم الخبراء الأمريكيون والبريطانيون بتفقد عناصر برامج الأسلحة خلال رحلتين إلى ليبيا في أكتوبر وديسمبر من نفس العام.
وقد أعلن وزير الخارجية الليبي أن ليبيا تعتقد أن سباق التسلح لا يخدم أمنها ولا أمن المنطقة ولا يتناقض مع اهتمام ليبيا بالأمن والسلام العالميين. وقد رحب بتصريح الوزير الليبي كل من توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني وجورج بوش الرئيس الأمريكي اللذان قاما بإلقاء خطب على الهواء في نفس الوقت تقريبا.
وأعلن الرئيس بوش أن الاتفاق، الذي تم توقيعه بعد تسعة أشهر من المفاوضات السرية، سوف يجعل العالم وأمريكا أكثر أمناً والعالم أكثر سلاما. كما أضاف أن العقوبات الأمريكية المفروضة على ليبيا سوف يتم التخلي عنها إذا حافظت طرابلس على كلمتها. ووصف بلير القرار الليبي بأنه تاريخي وشجاع ويثبت أن مشاكل انتشار الأسلحة تمكن مصالحتها. وكشف رئيس الوزراء البريطاني عن أن ليبيا قد قدمت عرضا إلى بريطانيا في شهر مارس السابق من اجل بدء مناقشة موضوع أسلحة الدمار الشامل ولكن ضباط الاستخبارات كانت تساورهم الشكوك في أن ليبيا تعمل على إنتاج أسلحة كيميائية وبيولوجية.
وفى مارس 2004 قامت ليبيا بإرسال تقرير كامل عن برامجها الخاصة بتصنيع الأسلحة الكيماوية إلى الأمم المتحدة. وجاء فيها أنها تمتلك مخزونا قدره 20 طن من غاز الخردل السام وكذلك مقادير كبيرة من المواد الكيماوية المستخدمة في تصنيع السارين وسموم أخرى.
وقد تم إلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة على ليبيا في ابريل 2004 وتم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يونيو 2004
|