Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

حوليات سوق حباشة حوليات سوق حباشة

*عبد الله الحقيل - عبد الله ابو داهش :
مؤلف هذا الكتاب الدكتور عبد الله بن محمد أبو داهش، وقد قام نادي أبها الأدبي بطباعته، ويقول المؤلف في مقدمته حينما يجد المطلع على هذا العمل العلمي المتواضع تفاوت مادته واختلاف مقالاته فإنما ينسجم ذلك مع اسمه وعنوانه.
إذ يعد ذلك من حباشة الفكر والقلم وما استحسن جمعه، وباستعراض سريع لمادة هذا الكتاب نلحظ الاعتماد على العمل الميداني الذي يرتكز في عطائه الفكري على المصادر الأولية من الوثائق والمخطوطات، وقد اشتمل على العديد من الدراسات العلمية والأدبية التي تكاد تغشى معظم بيئات الأدب والفكر في جزيرة العرب.
وأول تلك الأعمال التي ضمنت هذه الحوليات تحقيق ودراسة عن الشيخ أحمد عبد القادر الحفظي أحد أبرز علماء رجال ألمع بتهامة عسير ووصيته التي عبر فيها عن موقفه تجاه الحادث الجلل الذي أودى بحياة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، حيث بسط في مضمونها أحاسيسه ومشاعره تجاه ولاة الأمر، وتعد هذه الوصية من آثار الحفظي الأدبية المهمة، ونجد المؤلف يترجم للحفظي من حيث نسبه ومولده وتعليمه وصفاته ومؤلفاته وموقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويورد طرفاً من شعره ونثره، ويختم ذلك بوفاته، ثم يتطرق إلى قيمة هذه النصيحة ووصف نسختها المخطوطة، ومناسبة النص ويورد النص كاملاً، وينهي هذه الدراسة بذكر الهوامش والتعليقات.
أما العمل الثاني في هذه الحوليات فهو القصيدة اللامية في رثاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتي نظمها القاضي محمد بن علي الشوكاني والذي يعد من كبار علماء اليمن وأوسعهم حديثاً ومن أشهر مؤيدي الدعوة الإصلاحية.
ونجد المحقق د. أبو داهش يترجم لنسب الشوكاني ومولده ونشأته وتعليمه ومؤلفاته وأعماله ووفاته، ويبين صلته بأمراء نجد وعلمائها وموقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويوثق د. أبو داهش القصيدة ونسبتها ويصف أصلها المخطوط وقيمتها الأدبية ثم يورد القصيدة معلقاً عليها ومطلعها:


مصاب وها قلبي فأذكى غلائلي
وأصمى بسهم الافتجاع مقاتلي

والتحقيق الثالث كان للقصيدة الهائية في المدينة المنورة عام 1155هـ للسيد جعفر بن محمد البيتي والتي مطلعها:


بكى على الدار لما غاب حاميها
وجر حكامها فيها أعاديها

ثم يتحدث على بيوتات العلم بقبائل رجال الحجر في العصر الحديث، تلا ذلك تحقيق ودراسة بعنوان: (المعلمي والسنوسي في مجلس الإمارة بجازان 1337هـ) عبارة عن صور من المجالس الأدبية في تهامة من جمع عبدالرحمن بن يحيى المعلمي.
ويختم د. عبد الله أبو داهش كتابه بذكر لبعض الفهارس والمخطوطات في مكتبته الخاصة، وهذا العمل الذي قدمه الدكتور أبو داهش عمل علمي وفكري جليل يفيد الباحثين والدارسين، وهذا ما يجعلنا نكرر الدعوة للباحثين للاهتمام بتاريخنا الفكري والعلمي ودراسته ونشره ليبقى للأجيال صفحة تاريخية مضيئة، وهناك الكثير من المخطوطات تحتاج إلى جهد مضاعف للوصول إليها ومن ثم تحقيقها ونشرها وهذا يستدعي البحث المتواصل ورسم خطة واضحة لجمع المصادر والوثائق والمخطوطات مما سيؤدي إلى الكشف عن الكثير من جوانب تاريخ بلادنا وآدابها وتكامل جمعه والمصادر المتعلقة به حتى يصبح لدى المؤرخ والباحث الفرصة للتحقيق والنشر، خاصة أن هذا التراث الفكري سوف يسهم في إغناء التاريخ الأدبي وإثراء الدراسات حوله ويدفع بالعديد من الدارسين والباحثين نحو ذلك
عبدالله بن حمد الحقيل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved