Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

الإعداد الجيد قادنا لبطولات عديدة وسوء الإعداد أضاع الإنجازات الإعداد الجيد قادنا لبطولات عديدة وسوء الإعداد أضاع الإنجازات
التصفيات القادمة تتطلب تفريغ اللاعبين الدوليين ليتمكن كالديرون من تجهيز منتخب قادر على العودة للتألق

* الدوحة - قطر - سعود عبدالعزيز:
انتهت مشاركة منتخبنا الوطني الأول في خليجي 17 وخرج من الدور الأول بعد هزيمتين مؤلمتين من الكويت (1-2) ثم من البحرين (0- 3) محتلاً المرتبة الثالثة في مجموعته بعد فوز يتيم حققه على اليمن، وجاء ظهور الأخضر متواضعاً ضعيفاً من جميع النواحي، واتفق كل المراقبين على أن بطل آسيا السابق سيخسر اللقب الخليجي ولن يستطيع المحافظة على الكأس الذي ناله ثلاث مرات في الإمارات والرياض والكويت، لعدة أمور أهمها ضيق الفترة الزمنية التي استلم فيها المدرب الأرجنتيني مهام عمله، وعدم وجود معسكر إعدادي لا تقل فترته عن أربعة أسابيع تتخلله مباريات ودية مع منتخبات وأندية مختلفة، بالإضافة إلى نقاط أخرى سنتناولها في الأسطر القادمة ساهمت في سقوط الأخضر في الدوحة ليتكرر نفس السقوط الذي حدث في الصين في بطولة آسيا السابقة لأننا لم نستفد من أخطائنا التي وقعنا فيها بعد أن غرّتنا الانتصارات التي حققناها على سريلانكا وإندونيسيا في التصفيات الآسيوية التمهيدية المؤهلة إلى المؤهلة إلى المراحل النهائية لبلوغ مونديال ألمانيا 2006م.
الإعداد الجيد سيعيد
الأخضر لعالم الانتصارات
المنتخب السعودي بطل آسيا ثلاث مرات ومثلها في مسابقات دورات الخليج ومثلها ممثلاً للقارة الكبرى في بطولات العالم وحامل لقب العرب في الدوحة والكويت، نال كل هذه الإنجازات لأن نجومه كانوا يخضعون لفترة إعداد مناسبة تخللتها مباريات عديدة مع منتخبات مختلفة المستويات، لكن هذه الميزة اختفت تماما في المشاركات الماضية منها الأخضر في مونديال كوريا واليابان ثم تكرر الإخفاق في الصين وقطر.
ولأن الحياة مليئة بالعبر والتجارب والدروس التي يجب الاستفادة منها، فإننا يجب أن نترك الماضي وننسى ألمه ونعود للحاضر ونستفيد منه ونفكر في المستقبل، فبعد أسابيع قليلة ستنطلق التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2006م والمنتخبات الثلاثة عرفت والمواعيد حددت ولهذا يجب أن يسارع المهتمون بالمنتخب بضرورة تفريغ اللاعبين الدوليين وعدم السماح لهم بالمشاركة مع أنديتهم لأن في ذلك ضمانا لإعداد فريق جيد يعوض الاخفاقات الماضية، فالأخضر يملك كل أدوات التفوق ومواصلة هيمنته على الكرة الخليجية والقارية والعربية لكنها ضاعت بسبب تواضع الإعداد وقلة المدة الزمنية التي يشرف فيها المدرب على اللاعبين.
إن المنتخب السعودي يملك مواهب عديدة في جميع المراكز، وهو المنتخب الذي لم يتأثر برحيل لاعب أو اعتزاله أو هبوط مستواه، وظل المنتخب الذي يراهن عليه منذ (25) سنة، لكن في السنة الأخيرة بات فريقاً يقبل الهزيمة بسهولة وهذا يعود لقلة الإعداد، فمثلا في تصفيات كأس العالم عن قارة أمريكا الجنوبية كاد المنتخب البرازيلي يفقد فرصة التأهل لمونديال كوريا واليابان ولم ينل البطاقة إلا في اللحظات الأخيرة بعد أن تعرض لهزائم من الإكوادور وشيلي وبوليفيا، وقد أرجع خبراء الكرة البرازيلية تواضع نتائج المنتخب الى قلة الإعداد، فاللاعبون لا يتدربون بعضهم مع البعض، ويتم استدعاؤهم قبل المباريات بثلاثة أيام أو أقل، وبعد أن تأهلت البرازيل بشق الأنفس تم تفريغ اللاعبين قبل بداية كأس العالم 2002م بأربعة أسابيع، وأقام لويس فيليب عدة مباريات ودية، فعاد الانسجام واستطاع المدرب إيصال أفكاره؛ لتعود البرازيل للواجهة وتخطف الكأس.
وإذا نجح المسؤولون عن الكرة السعودية في إعداد المنتخب للتصفيات ومنح كالديرون الوقت الكافي لإعداد فريقه فإن الأخضر سيعود لتوهجه من جديد وستختفي الاخفاقات السابقة.
كثرة مشاركة الأندية
هزمت المنتخب
الملاحظ في السنوات الماضية أن المنتخب السعودي يتكون من ثلاثة أندية أو أربعة على أبعد تقدير، وهذا الأمر أصبح واضحاً بعد تطبيق الاحتراف، على عكس وقت الهواة عندما كان المنتخب يتكون من أندية تزيد على السبعة، والأندية الثلاثة التي تغذي المنتخب لديها مشاركات داخلية وخارجية متعددة ساهم تضارب مواعيدها في إرهاق اللاعبين الدوليين، وبات أمر إيجاد التوفيق بين مصلحة الأندية والمنتخب صعب المنال.
ولأن الكرة السعودية تعيش عصر الاحتراف فقد سمح للأندية بالاستفادة من نجومها التي اشترت عقودهم بملايين الريالات، لكن كان هذا على حساب المنتخب الذي ظهر بصورة متواضعة في كأس آسيا وخليجي 17؛ ولهذا فإن مصلحة المنتخب أن تقلص مشاركات الأندية الخارجية وليس هناك ما يمنع من الانسحاب من بعضها، فمثلا بطولة العرب للأندية تشكل عبئاً كبيراً على المنتخب في مبارياتها، تصادف لقاءات الأخضر في تصفيات آسيا القادمة أو قريبة منها، ولهذا يجب أن يتم الاتفاق مع الشركة الراعية بضرورة إعادة جدولة المسابقة أو تأجيلها للعام القادم، فالأهلي والاتحاد والهلال ممثلو الكرة السعودية في دوري أبطال العرب معظم النجوم الدولية متواجدون في صفوفهم، والمؤكد أن الأندية ستطالب بهم في مواجهتها للفرق العربية، وهنا ستتعارض مباريات المنتخب معها، وسبق للمنتخب السعودي أن دفع الثمن باهظاً في الصين في العام الماضي حيت انتهت مباريات المربع الذهبي لدوري أبطال العرب في بيروت قبل انطلاق كأس آسيا بأيام قليلة، وقد أخلت هذه المسابقة ببرنامج وليم فاندرليم الذي كان يعاني من كثرة مشاركات الأندية السعودية في البطولات الخارجية وأنها ترهق اللاعبين ولا تمنحه الوقت لإقامة معسكر إعدادي كافٍ، ويبدو أن كالديرون سيواجه نفس المشكلة إذا لم نقف معه ونسانده ونستفيد من أخطائنا السابقة.
إن عودة الكرة السعودية للتألق من جديد سهل وصعب في نفس الوقت، فإذا استفدنا من أخطائنا وعالجناها سيعود الأخضر لسابق عهده، وإن أصررنا عليها وأغمضنا أعيننا عنها، فكارثة الخروج من بلوغ المونديال القادم ستقع كما فقدنا اللقب الخليجي والقاري ..!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved