Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

من اليابان للصين ثم الدوحة ويا قلب لا تحزن .. من اليابان للصين ثم الدوحة ويا قلب لا تحزن ..
سياسة الهروب إلى الأمام تنذر بمزيد من النكبات

  * كتب - المحرر الرياضي :
أن تخسر مرة فذلك أمر يحدث ويقبل حتى ولو كانت الخسارة كبيرة ، وأن تخسر مرتين فهنا يجب التوقف والمساءلة وتحديد الأسباب ووضع الحلول ، ولكن أن تخسر ثلاثاً متتاليات وعلى طريقة (الثالثة ثابتة) ، ففي ذلك تأكيد لا يقبل الجدل ولا الشك بوجود أخطاء جسيمة تستوجب الحل الجذري .. التدخل الفوري .. والنظر بما يحدث بكل اهتمام ليعود اسم المملكة العربية السعودية متردداً في محافل الانتصارات لا الانكسارات ..
خسرنا في كأس العالم 2002م خسائر مذلة أمام العالم ، وكانت ثمانية ألمانيا الشهيرة جرس الإنذار الحقيقي ، الذي كان من المفترض أن يبدأ التصحيح منذ تلك اللحظة التي انتهت بمرارتها ومآسيها وأهدافها الـ 12 التي اهتزت لها شباكنا وأدمت قلوبنا في ثلاث مباريات فقط .. بعد تلك النكسة كان لرجل المواقف والتاريخ والإصلاح صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز قراراً تاريخياً بإنشاء لجنة لدراسة وتطوير الوضع الرياضي والشبابي في المملكة ، وواصلت تلك اللجنة اجتماعاتها التي بدأت منذ الربع الأخير لعام نكستنا في اليابان وكوريا 2002م ، ولأن اللجنة يرأسها رجل كبير وقدير وحكيم هو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز ، وتضم في عضويتها شخصيات سعودية مهمة ومهتمة بالوسط الرياضي ، فقد كنا ننتظر ونأمل أن تكون القرارات الإصلاحية سريعة وقبل النكسة الثانية في الصيف الماضي (2004م) في الصين ، حين ذهب وصيف بطل آسيا وبطل الخليج والعرب لذلك المحفل المهم ، ليعود بنقطة واحدة فقط لاغير من تسع نقاط ، متذيلاً وبكل جدارة وللمرة الأولى فرق مجموعته ، وليؤكد فريقنا الوطني أننا نسير في الاتجاه الخطأ تخطيطاً ومتابعة .
أما ثالثة الأثافي وأم الهزائم والنكسات والنكبات فهي تلك التي حدثت في الدوحة الأيام الماضية ، فحامل اللقب يفوز على شقيقه اليمن فقط وبهدفين أحدهما من ضربة جزاء ، ويخفق أمام الكويت والبحرين والأخيرة حققت أول نتيجة تاريخية في مرمانا.
إننا هنا لا نتحدث عن خسارة مباراة وكسب أخرى ، ولكننا نتحدث عن مكتسبات تهدر وسمعة وطن واسم وطن كبير بإنجازاته ومكانته .. إننا نتحدث عن تطور الآخرين وتخلفنا ، في الوقت الذي كان هؤلاء الآخرون ينظرون لنا كمثال للنجاح والإبداع وحسن التخطيط ، أما الآن فقد أصبحنا مدعاة للتندر والشماتة .. لقد كان منظرنا من اليابان للصين للدوحة مثيرا للشفقة ومدعاة لحزن الغيورين على رياضة البلد وإنجازاته.
نحن نعي أن المملكة العربية السعودية تضم من الكفاءات والقيادات ما يجعلها أكثر تأهيلاً لاستمرار تفوقها رياضياً ، ونثق في أننا نملك من الرجال ما يجعلنا أكثر ثقة بعودة هيبتنا التي مرغت في الوحل ، ولكن ذلك يحتاج لأشياء كثيرة أولها الصراحة والصدق والموضوعية وليس آخرها العمل بجد وإخلاص وفرض النظام على الجميع نعم على الجميع.
تخيلوا أننا ما زلنا ندير رياضتنا بذات الطريقة التي بدأنا بها عهدنا بكرة القدم وغيرها من الألعاب .. الآخرون كونوا لجاناً منفصلة تشرف على فرق الألعاب الرياضية واتحادات مستقلة ، ونحن ما زلنا نمعن في البيروقراطية التي تؤخر القرار حتى يصبح لا أهمية له.
نحن نحتفل هذه الأيام بانتخابات بلدية تتماشى مع الإصلاح الذي يعيشه الوطن واتحاداتنا ومجالس إدارات أنديتنا تنشأ بالتعيين والتكليف ، حتى لو وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب .. إننا نتساءل كمواطنين وكمهتمين كيف لمنتخب يمثل المملكة أن يتم اختيار مدرب له ليشرف على الفريق الوطني قبل عشرة أيام من بطولة مهمة يتابعها العالم ؟ إننا نتساءل كيف يتم طرد لاعب مرة ثم يمنح راحة إجبارية ليعود في المباراة الثالثة الأكثر أهمية ، وبكل برود يمارس نفس الخطأ ليطرد ثانية ويخسر المنتخب .. ؟ اللوم هنا ليس على محمد نور اللاعب ولكن على الاتحاد السعودي لكرة القدم ، الذي اختلطت صلاحياته بصلاحية رعاية الشباب والذي يسمح لهكذا فوضى أن تستشري في المنتخب.
فاللاعب لم يفعل ذلك في فريقه .. لماذا ..؟ ولا أعتقد أنه سيفعل ذلك !! أما لماذا فلأن إدارات الأندية تتابع عملها بنفسها ، لأنها تعلم أن هنالك محاسبة جماهيرية وإعلامية .. هذه المحاسبة التي نرجو من المسؤولين في اتحاد الكرة تقبلها ، فإذا كانوا تلقوا الإشادات مع الإنجازات التي تتحقق ، فإن الإخفاقات يجب أن تكون لها ردة فعل وفعل أيضاً من اتحاد الكرة ؛ لإصلاح ما أفسدوه .
إن الحل يا أحبتنا ويا إخواننا في اتحاد الكرة وفي رعاية الشباب ، هو في فصل الاتحاد عن رعاية الشباب وان يكون بديلاً لرعاية الشباب ، ويكون اختيار أعضائه بالانتخاب ليمثلوا شريحة الرياضيين والإداريين الأكفاء ، ولا بأس في استمرار بعض ممن أثبت وجوده في الاتحاد الحالي.
إن الحل هو في التخلي عن القناعات البالية وأن النجاح مقصور على أشخاص بعينهم .. افتحوا النوافذ ، اقبلوا الآراء .. غيِّروا الاتحاد الذي فشل ثلاث مرات في مناسبات كبيرة كانت حديث العالم.
يا أحباءنا .. إن سياسة الهروب إلى الأمام هي سبب تدهور رياضتنا ، هذه السياسة تنذر بمزيد من الكوارث القادمة فالصمت على الأخطاء ومداراتها بالنفاق أخطر ما يواجه مجتمعنا .. أليست كل الشواهد والدلائل تشير إلى فشل كبير وعظيم ؟ أليس من مصلحة الجميع معالجة هذا الفشل مهما كانت صعوبة المعالجة ؟
كل ما نتمناه ونأمله ونرجوه أن توفق اللجنة التي أمر بإنشائها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وأن يتقبل المسؤولون في رعاية الشباب الرأي الصادق ، الذي كان وسيلتنا لتحقيق الهدف الأسمى وهو مصلحة المملكة العربية السعودية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved