Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

وكالة الأنباء الفرنسية: وكالة الأنباء الفرنسية:
فشل ذريع ل(الأخضر) في توقيت غير مناسب

* الدوحة - (أ. ف. ب):
أقل من خمسة أشهر فقط تفصل بين محطتين هما الأحرج في التاريخ الحديث للكرة السعودية، في الأولى خرجت من الدور الأول لكأس آسيا الثالثة عشرة في الصين، وفي الثانية فقدت لقبها بطلة للخليج وودع في الدوحة، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول مستقبل المنتخب السعودي قبل فترة وجيزة من خوض غمار الدور الثاني الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2006 في ألمانيا.
النكسة الأولى للكرة السعودية كانت عندما خرج من كأس آسيا الثالثة عشرة من الدور الأول الصيف الماضي وذلك للمرة الأولى منذ عام 1984 حيث كان طرفا في النهائي في النسخ الخمس التي سبقتها وتوج بطلا في ثلاث منها اعوام 84 و88 و1996 .. والثانية شهدت خسارة ثقيلة امام البحرين صفر - 3 أمس الأول الجمعة أدت إلى فقدانه لقبه الخليجي.
تاريخيا، تعتبر خسارة السعودية امام البحرين الثالثة في دورات الخليج على الارض القطرية، الأولى كانت عام 1976 ، والثانية عام 1992 بنتيجة واحدة 1-2 وإذا كان عام 1984 الذي شهد تتويج (الأخضر) بطلاً لكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، بداية لحقبة مزدهرة في مسيرة المنتخب السعودي تربع فيها على عرش الكرة الآسيوية ثم فرض ذاته ممثلا دائما لها في نهائيات كأس العالم بدءاً من مونديال 1994 فإن الخوف يكمن في ان يكون عام 2004 وتحديدا في نصفه الثاني، بداية مرحلة احباط وتخبط قد تحرمه من الزعامة الآسيوية والتمثيل العالمي.
وبعد ان (كسر) المنتخب السعودي النحس الذي لازمه طويلا في دورات كأس الخليج ذات الخصوصية المختلفة عن البطولات الأخرى، فإنه خطب ودها في الدورتين الماضيتين، في (خليجي 15) على ارضه وبين جمهوره مطلع عام 2002 ، وفي (خليجي 16) في الكويت أواخر العام الماضي وأوائل الحالي، حيث توج بطلا لهما فارضا خبرته على الآخرين وتفوق لاعبيه فنيا.
وانسجاما مع سمعة المنتخب السعودي وقدرات لاعبيه، فإنه بات مرشحا للقب كل بطولة اقليمية أو عربية أو آسيوية يشارك فيها، وبالتالي كان من الطبيعي ان يخوض (خليجي 17) بشعار الحفاظ على اللقب، لكنه وقع في المحظور وانتظر المباراة الاخيرة له في الدور الأول ليحدد مصيره وكانت امام نظيره البحريني الذي لعب بفرصة الفوز واحدة لانتزاع احدى بطاقتي المجموعة.
وفي حسابات التكتيك والخطط الفنية وما قدمه لاعبو المنتخبين على أرض الملعب، يمكن القول ان الارجنتيني غابرييل كالديرون مدرب السعودية لعب بواقعية تامة في الشوط الأول إذ تحسب لهجوم بحريني مبكر فلعب مدافعا واحتوى الموقف قبل ان يوعز إلى لاعبيه بالمبادرة إلى الهجوم في النصف الثاني من الشوط .. لكن الشوط الثاني كان مؤلما جدا، ويكاد يكون اسوأ الاشواط التي واجهها المنتخب السعودي في تاريخه باستثناء ما حصل في المباراة المشهودة امام المانيا في مونديال 2002 حين خسر صفر - 8 ، فأولاً تكرر مشهد طرد لاعب الوسط الموهوب محمد نور عبر بطاقتين صفراوين حيث نال المصير ذاته في المباراة الأولى ضد الكويت، ثم تلقت شباك الحارس العائد محمد الدعيع ثلاثة أهداف اخرجت المنتخب من الدور الأول أفقدته لقبه.
وما حصل مع محمد نور، الذي طُرد في المباراة الأولى أمام الكويت وتحديدا في الدقيقة الاخيرة من الشوط الأول لحصوله على انذارين أيضا، من النادر حدوثه مع لاعب واحد في مباراتين، ولذلك كانت ردة الفعل السعودية، رسميا واعلاميا وجماهيريا، غاضبة جدا وصلت إلى حد اتهام محمد نور بأنه تعمد مغادرة أرض الملعب بهذه الطريقة.
وحمّل رئيس البعثة السعودية إلى الدوحة عبدالله العذل نور المسؤولية بقوله: أحمّل محمد نور مسؤولية الخسارة وخروجنا من الدور الأول لأنه ورّطنا في مباراتين امام الكويت والبحرين، ولم يوجه اللوم إلى المدرب كالديرون، وتمنى العذل ان لا تؤثر الخسارة أمام البحرين على مشوار المنتخب السعودي في الدور الثاني من تصفيات كأس العالم.
وقبل الخسارة أمام البحرين، لم يكن المنتخب السعودي في أفضل حالاته أيضا، فخسر امام نظيره الكويتي في (دربي) مبكر 1-2 ثم حقق فوزا عاديا على اليمن 2 - صفر، ويتعين على المنتخب السعودي ان يضمد جراحه سريعا لأن الدور الثاني من التصفيات على الأبواب وسينطلق بعد اقل من شهرين، لأن إخفاقا ثالثا على التوالي بعدم التأهل إلى نهائيات مونديال المانيا سيدخله في نفق مظلم فعلا يصعب الخروج منه بسهولة، ووقعت السعودية في الدور الثاني إلى جانب الكويت وكوريا الجنوبية واوزبكستان.
ومن السلبيات التي تبرز بوضوح في مسيرة المنتخب السعودي في الأعوام الأخيرة عدم الاستقرار الفني المتمثل بالتغييرات المستمرة للمدربين، آخرها كان التعاقد مع كالديرون الذي بدأ مهمته قبل نحو ثلاثة اسابيع من انطلاق دورة الخليج السابعة عشرة بعد ان قاد المحلي ناصر الجوهر المنتخب مؤقتا عقب إقالة الهولندي جيرارد فان درليم مباشرة بعد الخروج من الدور الأول لكأس آسيا.
وتساءل العديد من المراقبين في أروقة (خليجي 17) لماذا لم يتم ابقاء المهمة في عهدة الجوهر في هذه البطولة على اعتبار انه اكثر علما بخصوصيتها وبمنتخبه بدلا من خوض مغامرة مع مدرب جديد لا يلم بحقيقة المنافسة فيها مع انه عمل محاضرا في الدورة الماضية في الكويت؟.
ورغم حداثة عهده مع المنتخب، تعرض كالديرون إلى انتقادات من الصحافة السعودية، لكنه كشف بعد الخسارة امام البحرين أمس انه اختار تشكيلته من لائحة تضم 35 لاعبا كان أعدها الجهاز الفني للمنتخب، وأكد أيضا: (سأتابع مباريات الدوري في الفترة المقبلة لاختيار الأفضل للمنتخب لأن مباريات صعبة في تصفيات كأس العالم في انتظارنا).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved