في رسم معبر للفنان الماضي يوم الخميس 4 من ذي القعدة رأينا صوراً كاريكاتيرية تصور كيف تؤدي الواسطة إلى تجاوزات لتحقق رغبة من يملكها دون النظر إلى مدى أحقيته من عدمها؛ فقد صور الكاريكاتير كيف تمكن كرت واسطة من الطيران بصاحبه فوق الناس الذين سبقوه بالأحقية لو طبقت معايير العدل والإنصاف.
تلك هي المعاناة التي تصادر فيها كل مميزات الأفضلية فتسلب فيها الحقوق من مستحقيها لتعطى لغير المستحق بهذا الكرت السحري؛ لذلك نجد غياباً تاماً او ندرة في تلك الممارسات بين الشعوب الأخرى حيث تحارب فيها المحسوبية والواسطة. أما في مجتمعنا فمع الأسف نجد أن المتوسطين يتذرعون بحيل ويطلقون تسميات أخرى على فعلتهم السيئة؛ فمثلاً تجدهم أحياناً يعتبرونها (شفاعة حسنة) أو عوناً لأخ مسلم؛ لهذا نجد رواجاً كبيراً ووجوداً مكثفاً لتلك الشفاعات (السيئة) بحجة أنها (حسنة!).والشيء المؤسف أن بعض العالمين بحرمة تلك الشفاعة لا يترددون في تقديمها؛ لأنه يكفيهم أن تكون حسنة ومفيدة لشخص واحد ولا يهمهم أنها سيئة وجريمة بحق أناس كثيرين؛ لذلك يجب إغلاق هذا الباب المشبوه الذي تصور فيه أفعال السوء على أنها أفعال الخير.
صالح عبد الله العريني / البدائع
|