Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

اعتراف في دائرة النفس..!! اعتراف في دائرة النفس..!!
نجود أحمد - الرياض

الآن وقد كنت أحسب أن كل شيء في حياتنا يخضع لرسم الحدود.. ولكن يبدو أن هناك استثناءات تلعب دوراً كبيراً في تغيير مسار أفكارنا ومرئياتنا ووجهات نظرنا.. هذه الاستثناءات ربما يكون وراءها أشخاص.. أو اعترافات ذاتية في دائرة النفس استطاعت أن تخرجنا من حصن أفكارنا الى حيث ينبغي أن نكون.. استثناءات تأتيك بحثاً عن شيء فيك..!!
توصلت الى الاعتراف بواقعك.. كما هو من غير خداع كما هو من غير قناع.
* أعترف أن هناك أشياء كثيرة ضاعت مني في غمرة الزحام والركض والتعب.. رغم كل شيء تبقى الحياة أصعب من أن تنالها أحلامي البسيطة.. وحيلي القليلة.. وكثيراً ما مارست خداع النفس الذي يمارسه كل إنسان يفشل في التسلق والجري وراء أحلامه ويعجز عن فتح نوافذ أمانيه الموصدة.. مارسته حين أحسست بأن أحلامي البيضاء ماتت.. وأن الفشل يزحف نحو حماسي ورغبتي.. وأن الشمس لم تعد ترسل خيوطها الذهبية نحوي.. وأحياناً كثيرة فشلت.. وخدعت مرات عديدة.. وخسرت جولات كثيرة في ركضي وراء ثقة غير موجودة، وأحلام لم تتحقق.. ونفذت حيلي وأساليبي وغمرني العجز والسأم.. حينها ازدادت مساحة الصمت في أعماقي.. واتسعت دائرة الاعتراف في نفسي.. وتكاثرت الفراغات بين من حولي.. أتغير من الحياة وأتغير معها ولكني مازلت أحمل بداخلي تلك الشمعة المضيئة.. لمحاولتي مراراً أن أكشف واقعي وأحصي أخطائي لأعرف الطريق الصواب.. فليس خطأ أن نكتشف أننا على خطأ.. وأننا كنا نجامل أنفسنا ونخادعها.. الخطأ أن نستمر في مكابرتنا.. ومعانقة أوهامنا.. وأن نوصد نوافذ الحلم.. ونرخي ستائر الخيبة.. أن نصر على أن الشمس لن تشرق أبداً.. وأن الليل هو الدوام.. وكثيراً ما تمنيت أن يكون لقلبي جناحان يطيران من موانئ لا أجد فيها الوجع والألم، واستيطان التعب.. وإنتشار مجسمات من جليد لا تقبل الذوبان.. جعلتني كالطفل الخائف لا يمتلك سوى الانتظار..!!
ورغم ذلك مازلت أحبك أيتها الحياة بكل مافيك..أحب شمسك..طيورك.. وأشجارك..وأحب جنونك ومشاكلك.. أحبك بأمواجك المتلاطمة..وبسكونك العميق.. ستظلين أقوى من جزعنا وفرحنا وعواطفنا.. فنحن نتمسك بها رغم لا مبالاتك بأحلامنا وجراحنا وكبريائنا الذي يرفض الاعتراف دوماً بالفشل، فهناك اشياء كثيرة حلوة مازالت تسكن أعماقي تمحو سآمتي وكآبتي.. وتحمل وعداً جديداً بالنجاح.. وهناك أنشودة فرح مازالت تنشر أنغامها في دربي.. فسوف تبقين حلوة.. رغم مرارتك.. رغم ما فيك من فشل وخيبة وإحباط..
وأحلى في انتظار وإشراقة أمل يملأ فراغ نفوسنا.. ويحضن أحلامنا البيضاء..
* شيء في الوجدان:
البعض منا يجد صعوبة في مواجهة الحياة.. بكل ما فيها من حلوها ومرها.. فرحها وكآبتها.. وكثيراً ما يفشلون في اختراع ملامح جديدة يواجهون بها واقعهم.. ومن المؤكد أن من لا يستطيع أن يواجه نفسه.. لا يستطيع مواجهة الآخرين.. فلا شيء يستطيع أن يعيد إليك نفسك سوى اقترابك منها.. والبحث عن أرضية لواقع جديد تتعامل معه باعتراف..!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved