Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

داء العصر داء العصر
سعد بن عبد الرحمن اليحيى - الرياض

أبدأ حديثي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو خير مقدمة لما أكتبه اليوم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) .
الرياء أو الشرك الأصغر، حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه وسلم لخطورته وسهولة الوقوع فيه، لماذا؟
لأنه صناعة النفس وغرورها، فيرى المسلم كمال طاعته وجمال عمله وما يراه الناس منه ويحدث بها نفسه فيتبدل الإخلاص لله بالطاعة إلى رياء وسمعة.
فهذا شاب صغير العمر لم يسود شاربه بعد يؤم الناس في الصلاة رغم سوء قراءته وحفظه، وقد يحدث عليهم ويفتيهم.
وهذا إمام مسجد ومؤذنه يتناوبان فيما بينهم بالصلاة والأذان بالمسجد دون احترام لما ألزما أنفسهما به ويوكلان المسجد لمقيم ينوب عنهما في صلاة الفجر والظهر والعصر.
وما نراه في مساجدنا اليوم من مكبرات للصوت ومن مفخمات وأجهزة الصدى، وما نسمعه من تحريف بعض الأئمة للقراءة بما يناسب سمعه وهواه، وكثرة حركة الأئمة في الصلاة يمنة ويسرة ومن خضوع مراعاة لأجهزة الصوت، وقيام بعضهم بتوكيل من يقوم بتصويرهم بكاميرا الفيديو أثناء الصلاة.
أمور كثيرة قد رآها كثير منكم أو سمع عنها تحدث في مجتمعنا، ولعل أعظمها وأخطرها ما أصاب بلادنا شرها وهي الفتوى بغير علم وجهالة، والذي نتج عنه الفكر الإرهابي، ولعل هذا دليل لغرور النفس وكبريائها.
الرياء داء هذه الأمة وبلاؤها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، فقال ما عملت فيها؟ فقال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت قال: كذبت إنما أردت أن يقال: فلان جريء فقد قيل به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فعرفه نعمته فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وقرأت وعلمته فيك، قال: كذبت وإنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارئ فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: ما تركت من شيء أن تحب أن أنفق إلا أنفقت فيه لك، قال: كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فيأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار). أخرجه مسلم
فنصيحتي اليوم لكل مسلم أن يخلص بعبادته وعمله لله وحده عز وجل وأن يتقي الله حيثما كان.
وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل ما كتبته فيه خير للمسلمين وان يعم بنفعه، وعلى دروب الخير نلتقي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved