يوم الخميس الماضي كانت الرياض تحتفي بأحبائها وتحتسي وإياهم أكواب المطر الذي رطب آثار خطو الأحلام فأعشبت وأزهرت في الرياض.
لم تكن الرياض في تمام قوتها وعنفوانها واكتمالها كما كانت عليه يوم الخميس الماضي، كانت تقوى بلهف قلوب أبنائها الذين التفوا حولها يدفعون عنها سرباً من القوارض منخفضة القامة والوعي..
بينما الرياض هناك تشهق بأمجادها التي لا يطالها نعيب ونقيق ضفدع.
لم يتوقف المطر عن الرياض أبداً وتحديداً لم يغب، كان يرطب سماء ابنة الصحراء الفاتنة، كان يزيل ما قد يلوث أرجاءها من هواء فاسد قد يضايق.. لكنه لا يخيف.
السؤال الذي كان يلاحقني في جميع الأمكنة في جميع المجالس (يوم الخميس تحديداً) ماذا يريدون؟ ماذا يريدون؟.
لِمَ يريدون أن يفسدوا علينا حلمنا الذي يتبدى في ومضات ذهبية.. حينما نرى صفوف الشباب وهم يتوجهون لتحدي البطالة والمشاركة في حقلنا الواسع البهيج في البرنامج الرائد الذي تتبناه وزارة العمل؟!
ماذا يريدون ونحن ما برحنا في فرحة ميزانيتنا الأخيرة التي ذهب جلها لتعليم المواطن وتدريبه وعلاجه؟!
ماذا يريدون ونحن نرى التعليم يتبنى أكثر المناهج تقدماً وتطوراً في العالم لإعداد أجيال الغد؟!
ماذا يريدون ونحن نرى الكثير من المؤسسات المدنية تبزغ يوماً إثر الآخر، ومزيداً من المساحات في الرأي والمشاركة؟!
أنا هنا لست لتعداد الإنجاز كما تفعل البرامج المؤدبة التي تظن أنها تقدم ترويجاً في القناة الأولى..
ولست أيضاً من الجوقة.. أعني جوقة المطبلين والمزمرين ومنتهزي الفرص..
ولكن أيضاً أنا مواطنة أعشق الرياض ولي الحق أن أجاهر بتفاصيل هذا العشق التي من أبرزها أني أبغض غاية البغض سرب الهوام الذين يتبعون نقيق ضفدع يريد أن يلغ في دماء قومه ويريد أن يحتفي كمجذوبي القبائل البدائية برائحة اللحم البشري.
أولئك الذين يريدون الدمار والخراب فقط لإرضاء أرخص النزعات المريضة والسادية في أعماقهم، يترجمون عجزهم عن الانخراط في المسيرة بقذف مسيرة الناجحين بالحجارة. ولكنها الرياض كانت تشهق شامخة يوم الخميس الماضي، لم أرها بمثل هذا الجمال والعذوبة من قبل..
كانت تنتشي بحب أبنائها.. بإخلاصهم.. بأحلامهم.. برشات المطر..
ولم تبالِ بنقيق ضفدع وبعض من هوام الأرض.
|