Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار باختصار
ما الذي يجري؟
نورة المسلَّم

بحجم توقعاتنا، وبحجم أمنياتنا في غد يفترض أن يستفيد من مثل هذه الفرص التي تلوح في الأفق، ومعظمها يشي بتعديل الخطأ، والاستفادة الفعلية من كل هذه التلويحات لقلب الطاولة على أرجلها بشكل سليم، يحق لنا أن نسأل: ما الذي يجري؟
صحيح أننا نستبعد كالعادة أي ملمح ينتمي إلى التغيير، وإن لم يكن جلنا فهو بعضنا السائد على حساب دفة الحياة التي تقول عجلتها إنها إلى الأمام وليس إلى الخلف، لكن ما الذي يمكن لنا أن نتعايش به، في وجه أيام جديدة، رغم أن بعض خيوطها قد ألقي على واقعنا، كالانتخابات التي تجري، ولا يزال أكثرنا نائماً، رغم أننا لا نلومه على هذا السبات، فمثل هذه الأمور تسبقها عادة ثقافة عامة، لا ولن تأتي بين ليلة وضحاها.
غير أن أموراً أخرى أكثر جدية وحيوية في طريقها، ويجب أن تكون في وجهتها الصحيحة، هي مطالب بالتعديل الإيجابي، وليس الفوضى وتجييش العامة والبسطاء والمأجورين، ناهيك عن لغة القذف والشتائم الشخصية، التي لم تكن ذات يوم في عرف الاختلاف، اختلاف حقيقي أو موضوعي. أتمنى ألا يصبح بعض المواطنين لقمة سائغة لكل من يؤرقه وجود مثل هذا الكيان ككيان يواجه الحياة كغيره من الدول، ويصبح كالورقة التي يلعب بها رغم أن أهداف المخربين واضحة وجلية لمن لا يستخدم أبسط مقومات عقله وهي أبعد ما تكون عن أرق مثل هؤلاء، إن كانت أصلاً تنتمي إليهم.
كنت وما زلت أؤمن بالوعي، وأنه الحالة التي لا تتمخض إلا إيجاباً ويسراً في إدارة دفة الحياة على الصعد كافة، ولكن كيف يمكن لنا توسيع هذا المفهوم وجعل الناس يشربونه كالماء، إذا كانت أقل معطياته ترتبط بمصائرهم ومقومات حياتهم؟ كيف لنا أن نعيد صياغة عقلية المواطن السعودي، ليس النموذج حتى لا نبتعد كثيراً عن الصورة الأقرب، ولكن لنقل الملم والمدرك، والذي لا يمكن له أن يبقى بسيطاً ومحدوداً في أفقه إلى الأزل؟
كلها تساؤلات لا يمكن أن يجيب عنها إلا تسريع الخطى والقبول بأشكال الحياة المختلفة، وأن هذا الاختلاف لا يؤدي إلا إلى تعدد الثقافات والفهم والمرونة والخروج من أجواء هي ذاتها للبعض منذ أكثر من خمسة عقود.
هناك فرص شبيهة تأتي بنفسها، لكنها تهمل وتهمش وتذهب بعيداً من دون أي احتفاء بتلاقحها مع مفاهيم الإنسان ومعطياته ونموه وإمكانياته النائمة.
بقينا طوال هذه المدد نعمل في اتجاه واحد، وهو العمل الروتيني الذي يؤديه ملايين المواطنين بوظائف روتينية تدر دخلاً. كان أكثرنا لا يعرف شيئاً مما يقال له تطوير المهارات، وقبول التحدي والرهان على الإنسان كمشروع حضاري وثروة. بقينا نغازل هذا الطموح المحدود في مكانه حتى أتت مراحل التقاعد وذهب المتقاعدون إلى مقاعدهم من حيث أتوا، إلا من تجارب إنسانية وحياتية بسيطية لا تختلف كثيراً عن غيرها بين أمي ومتعلم.
ما هو المفقود بيننا، وأين هو الضائع كي نعقله أخيراً؟
رغم كل شيء ما زلت كغيري من المتفائلين من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أكرر (تفاءلوا بالخير تجدوه). ومن جهتي أراهن على الغد وأضع كل أمنياتي في غد نحتفي به، ونقول لمثل هذه الغمم، إنها مجرد غمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved