Sunday 19th December,200411770العددالأحد 7 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

70% 70%
سلطان بن محمد المالك(*)

أصاب بنوع من الحيرة والاستغراب عند مشاهدتي لهذه النسبة الكبيرة وقد وضعت بالبنط العريض وبشكل لافت للانتباه أمام أو أعلى واجهة بعض المؤسسات والمحلات التجارية وفي بعض الأحيان تكون بخط أكبر من لوحة المحل الأساسية. اعتدنا كزبائن ومشترين لبعض السلع والمنتجات أن نتعرض بشكل مستمر للكثير من الإغراءات المتعلقة بتخفيضات خاصة على بعض السلع والخدمات، وهذا شيء ممتاز ومطلوب، لكن ما يثير الاستغراب هو قيام بعض المؤسسات والمحلات التجارية بإجراء تخفيضات على بضائعها قد تتجاوز في بعض الأحيان نسبة 70%، والمثير للاستغراب حقا أن تكون فترة التخفيضات مستمرة على مدار العام وليس لفترة محددة.
تحضرني حالياً مؤسستان تعتبران رائدتين في مجالهما بالبيع بالتجزئة وتستخدمان وسائل عرض على محلاتهما وإعلانات صحف على مدار العام وتروجان لتخفيضات الأولى بنسبة 70% والأخرى بنسبة 50%. استغرب حقاً من أسلوب هذا النوع من المؤسسات في استغفال العملاء والزبائن، أيعتقدون بأن الزبون بهذه الدرجة من الغباء وقلة الوعي؟ ولو فرضنا جدلاً أن الزبون لايستطيع أن يميز بين إن كانت هذه التخفيضات حقيقية أم غير حقيقية، فالسؤال، كيف يحدث مثل هذا؟ أيعقل أن يستمر الخصم على مدار العام!!! وإن كانت هذه التخفيضات حقيقية،كيف إذاً تكسب هذه المحلات إذا أجرت تخفيضات بهذه النسب الكبيرة، والتفسير الوحيد لذلك أنها قد وضعت أسعارها في البداية أضعافاً مضاعفة ومن ثم تستغل العميل بهذه النسبة، والغريب في الأمر أنه وعند زيارتك لمثل هذه المحلات وسؤالك عن التخفيضات تتفاجأ بأن الخصم المعلن عنه بنسبة كبيرة لايسري على كل البضاعة وهو محدد لبعض الأصناف، وما هذه النسبة إلا لإيقاع العملاء بالفخ، وللتأكد من صدق كلامي أدعوك عزيزي القارئ الى زيارة هذا النوع من المحلات التجارية.
أتساءل أين دور الجهات المختصة بمراقبة ومتابعة مثل هذه المحلات وحسب علمي فإن الغرفة التجارية هي الجهة المانحة لتصاريح التخفيضات وليست الجهة المراقبة، ولكن كيف تمنح شركة من الشركات مثل هذه الخصومات بشكل مستمر على طول السنة؟
أختم هذه المقالة محذراً من هذا النوع من التجار والمحلات التجارية، كذلك أطالب التجار بمزيد من العقلانية ولنبتعد عن أساليب الغش والخداع الدخيلة على مجتمعنا المحافظ المانح الثقة للتجار، ولنتق الله في أعمالنا وتجارتنا ولندع ما حثنا عليه ديننا وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (من غشنا فليس منا)
مبدأ لا نقبل التنازل عنه أبدا.

(*)كاتب ومستشار تسويق


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved