بدأ المراسلون الصحفيون الإسرائيليون تقاريرهم بحمد الرب (يهوذا) على توقيع اتفاقية الكويز (المناطق الصناعية المؤهلة) بين مصر وإسرائيل وأمريكا وفي الجانب المصري كان عدداً من رجال الأعمال المصريين في الإسماعيلية سبقوا التوقيع باستغاثة للانضمام إلى الكويز بعد ما كان التعاون مع إسرائيل عيباً وطنياً فبات الآن منافسة بين رجال الأعمال.
المحللون رؤوا بالاتفاقية بأنها الأهم في العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ اتفاقية كامب ديفيد 1979م حتى إن صحيفة هاآرتس أسمتها كامب ديفيد مبارك 2004م.
الاتفاقية التي وقعها ايهود أولمرت وزير التجارة والصناعة والنائب الأول لشارون وصفته الأوساط الإسرائيلية بأنه شارون وجاء على صورة نائبه.
الصحف الإسرائيلية نشرت مواقع أماكن الكويز (مدينة 6 أكتوبر، الإسكندرية، يجب أن تكون إحدى مدن قناة السويس) وما ظهر من بنود الاتفاقية رسمياً أن المنتج من هذه المناطق أن يشمل 11.8 مكون إسرائيلي والباقي مصري للتصدير إلى السوق الأمريكية وبتسهيلات هائلة شأنها شأن أية ولاية أمريكية ومن جهة أخرى لم تخف المعارضة المصرية استياءها من هذه الاتفاقية وحزب التجمع أحد أبرز أحزاب المعارضة المصرية جاء المانشيت في صحيفة الأهالي (التجمع يرفض ويدعو الأحزاب ورجال الأعمال للتصدي للاتفاقية).
استراتيجياً جاءت الاتفاقية لتعلن بداية قيام الشرق الأوسط الجديد التي أدخل الولايات المتحدة بمنظومته الإقليمية وهو كما وصفته سميدار بيري رئيسة قسم الشؤون العربية في صحيفة يديعوت احرونوت (الشرق الأوسط الكبير).
الكويز وقيام الدولة الفلسطينية
إن الرؤية المستقبلية لهذه الاتفاقية سوف تلقي ظلالها على قيام الدولة الفلسطينية وبقوة، وإسرائيل عرفت أن تقدم البديل الإسرائيلي عن المبادرات العربية والأوروبية الخاصة بقيام الدولة الفلسطينية كما أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية كشريك وليس كراع أو وسيط، وأن مصدر القلق من تجاوز قيام الدولة الفلسطينية هو التسريع بتوقيع هذه الاتفاقيات بشكل فردي يعمل على إضعاف الإرادة العربية ويقلل من احتمالات تحقيق السلام المبني على القرارات الشرعية والمبادرة العربية التي اشترطت انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل الدخول في عملية التطبيع.
وأن الصورة الأكثر تفاؤلاً في هذه الاتفاقية قدمها مراسل التلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية آفي بن يهودا بأنه سيقدم عمله كمراسل دائم في القاهرة، بعد أن كان هذا الأمر أملاً صعب المنال لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
ومع ذلك يبقى السؤال العالق: هل ثمة علاقة بين اتفاقية الكويز وبين السلام؟ نتمنى ألا يكون الشرق الأوسط هو الإجابة !
|