غادر مطار جدة الدولي في الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس على متن طائرة خاصة متوجها إلى الصومال بعد انتهاء زيارته الرسمية للمملكة الرئيس ذو الفقار على بوتو رئيس الجمهورية الإسلامية الباكستانية .. وفي أعقاب انتهاء زيارة الضيف الكبير للمملكة صدر البيان المشترك التالي عن محادثات الزعيمين المسلمين الفيصل وبوتو.
قام حضرة صاحب الفخامة الرئيس ذو الفقار علي بوتو رئيس جمهورية باكستان الإسلامية بزيارة للمملكة العربية السعودية ، تلبية لدعوة تلقاها من أخيه جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ، وذلك في الفترة ما بين 19 حتى 21 من شهر ربيع الاخر 92 هـ الموافق 1 إلى 3 من شهر يونيو حزيران 72م ، وقد استقبل فخامة الضيف الكبير والوفد المرافق لفخامته على الصعيدين الشعبي والرسمي استقبالاً ودياً رائعاً ، عبر عما يكنه الشعب العربي السعودي وزعماؤه - لشقيقه الشعب الباكستاني وقيادته من ود واخوة ، وعبر عن عمق الروابط الروحية والثقافية التي تربط بين الشعبين الشقيقين .. وخلال هذه الزيارة أدى فخامة الرئيس بوتو والوفد المرافق مناسك العمرة ، كما زاروا المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وأدوا فيه صلاة الجمعة ، وتبادل الزعيمان الكبيران محادثات اتسمت بروح المحبة والصراحة والتفاهم التام ، وتناولت جميع المواضيع التي تهم البلدين بوجه خاص والعالمين الإسلامي والعربي بوجه عام.
وقد اشترك في هذه المباحثات من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس الوزراء ، صاحب السمو الأمير مساعد بن عبد الرحمن وزير المالية والاقتصاد الوطني ، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ، صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبد العزيز المستشار الخاص لجلالة الملك ، صاحب المعالي الدكتور رشاد فرعون مستشار جلالة الملك الخاص ، صاحب المعالي السيد عمر السقاف وزير الدولة للشؤون الخارجية ، صاحب المعالي السيد حسن كتبي وزير الحج والأوقاف. ومن الجانب الباكستاني سعادة السيد افتخار علي سكرتير وزارة الخارجية ، سعادة السيد عبد الحميد سفير باكستان لدى المملكة ، سعادة السيد علي جابر مدير عام وزارة الخارجية ، سعادة السيد محمد يونس مدير عام وزارة الخارجية ، سعادة السيد أبو الفضل مدير وزارة الخارجية ، سعادة السيد أحمد كمال مدير وزارة الخارجية.
وقد عبر الزعيمان عن ارتياحهما للنمو المطرد في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتقنية بين البلدين الشقيقين ، واتفقا على تبادل الزيارات بين البلدين الشقيقين على مختلف الميادين ، كما أكد الزعيمان من جديد تمسكهما بالشريعة الإسلامية السمحة ، وهما يؤمنان إيماناً عميقاً بأنه لا خلاص لهذا العالم من الضياع الذي يعيشه إلا بالرجوع إلى ما نادت به الرسالة السماوية ، التي أضاءت للبشرية طريق النور والهداية .. واستعرض الزعيمان التطورات الأخيرة التي حدثت في شبه القارة الآسيوية ، ورحب جلالة الملك بالمساعي المبذولة لاجتماع قمة يعقد بين الباكستان والهند تحل فيه جميع المشكلات المعلقة بين البلدين ، ويأمل الزعيمان أن يسفر هذا الاجتماع عن تحقيق النتائج الآتية :
1- الانسحاب المبكر للقوات المسلحة الباكستانية والهند إلى حدودهما في جامو وكشمير ، طبقاً للقرار الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 7 ديسمبر ولقرار مجلس الأمن في 21 ديسمبر من عام 1971م.
2- إزالة الظروف الصعبة التي تواجهها شعوب المنطقة.
3- التوصل إلى تسوية مشرفة ودائمة للنزاعات القائمة بين الدولتين ، بحيث تضمن لشعبيهما الأمن والسلام ، ويناشد الزعيمان إعادة أسرى الحرب لأوطانهم بدون تأخير حسبما نصت عليه اتفاقية جنيف الموقع عليها من قبل الدولتين.
ويعلن الزعيمان عن احترامهما لميثاق الأمم المتحدة وبشكل خاص ما أشار إليه من عدم جواز تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية لدولة أخرى ، وعدم اللجوء إلى القوة والتهديد باستعمالها لتسوية المنازعات الدولية واحترام وحدة أراضي وسلامة كل دولة عضو في الأمم المتحدة ، وقد أكد الرئيس الباكستاني وقوف الباكستان حكومة وشعباً إلى جانب الشعب العربي في كفاحه لتحرير أراضيه ، وإلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لتحرير وطنه واسترداد حقوقه المغتصبة ، كما أبدى الزعيمان قلقهما البالغ لتهديدات إسرائيل الأخيرة للبنان وقررا تضامنهما الأخوي للبنان ، وقد دعا الزعيمان كضرورة أساسية لإحلال السلام إلى تنفيذ القرارات العديدة التي أصدرتها الجمعية للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن القدس ، كما يطالبان بإعادة القدس العربية لوضعها الذي كانت عليه قبل حزيران عام 1967م ويناشدان جميع الأمم لاستعمال نفوذها لإجبار إسرائيل على امتثال إرادة المجموعة الدولية ، ومنعها من المضي في ضم المدينة المقدسة وتهويدها واستيعابها .
ويرى الزعيمان أن في تضامن المسلمين وتعاونهم ضمن إطار المؤتمر الإسلامي ما يضمن لهم عزتهم وكرامتهم وازدهار بلادهم ويحقق حياة أفضل لجميع شعوب العالم .. وقد عبر الرئيس الباكستاني عن امتنانه للمعونة التي تبرع بها جلالة الملك لتحقيق أماني المسلمين وتعاونهم في الميدان الإسلامي.
|