في مثل هذا اليوم من عام 1347 تولى السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون عرش مصر. ولد السلطان حسن سنة 1335ونشأ في بيت ملك وسلطان، فأبوه السلطان الناصر محمد بن قلاوون صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية.
حيث بلغت فيها الدولة ذروة قوتها ومجدها، وشاء الله أن يشهد الوليد الصغير ست سنوات من سني حكم أبيه الزاهر.
فقد توفي سنة 1340، وخلفه ستة من أبنائه لا يكاد يستقر أحدهم على الملك حتى يعزل أو يقتل ويتولى آخر حتى جاء الدور على الناصر حسن فتولى السلطنة في 18 من ديسمبر 1347 صبيا غض الإهاب لا يملك من الأمر شيئا، قليل الخبرة والتجارب، فقيراً في القدرة على مواجهة الأمراء والكبار وتصريف الأمور.
وكان يدبر الأمر الأميران منجك وأخوه (بيبغاأرس) ، وأصبح السلطان حسن كالمحجور عليه عاجزا عن التصرف، وشاءت الأقدار أن تشهد السنة الثانية من حكمه ظهور الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، ويذكر المؤرخون أنه كان يموت بمصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألفا في اليوم الواحد، وحفرت الحفائر وألقيت فيها الموتى، فكانت الحفرة يدفن فيها ثلاثون أو أربعون شخصا، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان، فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية.
وفي سنة 1350 أعلن القضاة أن السلطان قد بلغ سن الرشد، وأصبح أهلا لممارسة شؤون الحكم دون وصاية من أحد أو تدخل من أمير.
وما كاد يمسك بيده مقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش في 11 من أغسطس 1351، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
|