اطلعت على قرار معالي وزير العمل د. غازي القصيبي بحرمان 13 مواطنا من استقدام خدم المنازل لأنه ثبت لدى الوزارة سوء معاملتهم، وأقول قد لا يخلو منزل من وجود خادمة وسائق أو خدم من العاملة الوافدة تتنوع مشاربهم الثقافية والدينية والاجتماعية مما جعل تواجد الخدم يشكل خطورة كبيرة على العقيدة والسلوك والتربية والعادات والقيم الاجتماعية إلى جانب استنزاف مواردنا المالية.
وهذا الشر الذي غزا كل بيت يصاحبه اعتداء وإهانة وإيذاء من بعض الكفلاء للخدم، فهم يخدمون لدينا ويتعاملون معنا، والكثير منهم من لا يعرف عن المملكة او عن الإسلام إلا الشيء القليل جدا، ولا شك أن تواجدهم معنا وخصوصا من غير المسلمين أو حديثي الدخول بالإسلام فرصة كبيرة لتعريفهم بواقع الإسلام وسماحته والعمل بمبادئ الإسلام التي تكفل العدل والإحسان والمساواة وغير ذلك من فضائل الإسلام الكثيرة.. إلا أن الكثيرين من أرباب الأسر يسيئون معاملة الخدم ويعتدون عليهم بالضرب والتعذيب ولا يحترمون إنسانيتهم ومشاعرهم وحاجتهم وينظرون إليهم نظرة دونية ويطلبون منهم العمل ساعات طويلة بلا توقف وربما لا يسلمونهم حقوقهم في وقتها والبعض يستقطع مبالغ من أجورهم بحجج واهية وغير ذلك من التصرفات التي تسيء إلى العرب والإسلام، بل إن الكثير من الخادمات لا يستلمن رواتبهن مما يدفعهم إلى ارتكاب جرائم كثيرة كالسرقة والهروب وأحيانا القتل والبعض الآخر يعملن على ممارسة السحر وإلحاق الأذى بالأطفال وكل ذلك انتقاما من سوء المعاملة.
وينبغي أن ندرك جميعا أن هؤلاء الخدم والعمال بشر مثلنا وخلق من خلق الله يجب علينا مراعاة حقوقهم، والمسلمون منهم اخوان لنا في الدين لهم ما لنا وعليهم ما علينا من حقوق وواجبات، وغير المسلمين يجب علينا أن نحسن إليهم وأن نشعرهم بأخلاق الإسلام التي تحث على العطف والرحمة والإحسان وذلك لتأليفهم والتأثير فيهم للدخول في الإسلام.
فقد أعطى الإسلام هذا الجانب اهتماما كبيرا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
وأخيرا يجب أن نتذكر الحاجة هي التي دفعتهم إلى ترك أوطانهم وأهليهم وأن النعمة التي أنعم الله بها علينا هي التي ساعدتنا على استقدامهم، وقد تكون الإساءة إليهم سببا في زوال هذه النعمة، فيجب أن تكون هناك حملة توعية للمجتمع بحسن التعامل مع الخدم والعمال مع الرقابة من الوالدين للخدم وتحديد دورهما وعدم تجاوزه والتركيز على المعاملة الحسنة.
جهاد عادل أبو هاشم |