Saturday 18th December,200411769العددالسبت 6 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

من يستحق صوتي...! من يستحق صوتي...!
المهندس: مشاري بن عبدالله السعدون

تأتي الانتخابات البلدية - المزمع إقامتها في هذه الأوقات - في وقت أصبحت المشاركة الشعبية فيه من أهم المهمات، والأولويات، والتي تراهن عليها الدول لتدعيم جبهاتها الداخلية.
فحجم المتغيرات الدولية، والمتغيرات الإقليمية والمحلية الناجمة عنها، والتحديات التي تفرزها على الصعد كافة، تستوجب نظراً ثاقباً، ورؤية استشرافية للمستقبل القريب والبعيد، نستحضر فيه مكتسباتنا، وطرق تدعيمها، وننظر فيه للمخاطر التي تحيط بنا كمجتمع وكأمة.. فأرض الحرمين الشريفين مستهدفة كدولة ومستهدفة كمنهج ومستهدفة كأمة في كيان دولة.. نعم هذه حقيقة يجب ألا نتعامى عنها، الواقع القريب والبعيد يلح علينا شئنا أم أبينا بتناول هذه المواضيع على مستوى من الجدية والمكاشفة التي تبحث عن علاج ناجع.. مستصحبين معنا تحصيل المصالح الشرعية، والتي أتت الشريعة السمحة لتحقيقها.
وبنظرة فاحصة لقرار مجلس الوزراء الموقر رقم (24) وتاريخ 17-8- 1424هـ المتضمن توسيع مشاركة المواطنين في إدارة الشؤون المحلية عن طريق الانتخابات البلدية وذلك بتفعيل المجالس البلدية، وفقاً لنظام البلديات والقرى.. ليعد قفزة نوعية ومسؤولة في سبيل الرقي بهذا الكيان من خلال تدعيم الجبهة الداخلية والتي عادة ما تكون هي حجر الزاوية في أمن المجتمع وطمأنينته.
فنحن في هذه اللحظة أمام استحقاق تأريخي لا يعطي أي فرصة للتخفي، وإن لم يحضر صوت المواطن في عملية الانتخابات فحتماً لن يظهر في عملية صنع القرار.. إننا أمام فرصة تاريخية للصعود، ولا مفر من الاستجابة لهذا الأمر لكي نكون يداً واحدة في الأمر كله مع ولاة أمرنا من الحكام والعلماء تجاه عوادي الأيام وغيَّر الزمان.
ومن منطلق الشعور بالمسؤولية وبأهمية هذه الانتخابات ينبغي علينا كأبناء لهذا الوطن أن نعمل على ضرورة إنجاح هذه التجربة الأولى، فالوطن هو الإنسان وهو عنصر التنمية فيه، ولن يتأتى نجاح جاد وكبير لهذه التجربة إلا بالمشاركة الفاعلة والنظرة العميقة، والتي تتعدى بنظرها حدود اللحظة الراهنة، فدور المواطن دور أصيل في هذه الانتخابات، وتكمن هذه الأصالة من خلال عملية اختيار المرشحين.
فالوعي التام والإدراك السليم قبل عملية التصويت أمر في غاية الأهمية، ومن واقع الغيرة على هذه التجربة أرى لزاماً علينا كأبناء لهذا الوطن أن نجتاز هذا الأمر بنجاح، وذلك باختيار المرشح المناسب المؤتمن، ولا يتأتى هذا النجاح إلا من خلال النظر إلى القدرات الذاتية والإمكانيات العلمية والثقافية، والتي تساعد عضو المجلس على القيام بمهامه على أكمل وجه، وكذلك إلمامه بمضمون النظام الأساسي لهذه المجالس، ولوائح واختصاصات المجلس، ومهام وواجبات، ومسؤوليات العضو، وإلمامه ببعض البيانات، والمؤشرات المهمة، والخاصة بالقطاعات التنموية والاقتصادية والاجتماعية، وفوق هذا الحرص الظاهر لنفع الوطن، والمواطنين، فنحن كمواطنين لن نعطي أصواتنا إلا لمن يملك مشروعاً نهضوياً ينبع من قيمنا، وينبض بهمومنا.
فيجب ألا تخضع عملية التصويت لأي مؤثر خارجي.. فليس الظهور الإعلامي كافياً لاختيار المرشح.. وليست الوظيفة الحكومية مسوغاً لاستحقاق التصويت، وليست صفة رجل أعمال كفيلة بحيازة الأصوات والظفر بها.
مجتمعنا يرنو لتطلعات.. ويعيش مشكلات وهموماً.. ويسعى لمشاركة فعالة في صنع القرار... فهل ستكفل المشاريع الانتخابية -والتي أعتبرها فيصلاً مهمًا في عملية الاختيار- تطلعات، وآمال المواطنين....
وبعد ذلك سأخبركم من سيستحق صوتي....
ودمتم بخير الله وعافيته

www.alsaadoun.net


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved