* الرياض - الجزيرة:
تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتوزيع أكثر من (13.153.000) نسخة من المصاحف وترجمات معانيها، والمناسك والكتب الإرشادية، والاشرطة السمعية على ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام (1425هـ).
أعلن ذلك فضيلة وكيل الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي الدكتور محمد بن عبدالمحسن التركي، موضحا أن هذا التوزيع سيكون وفق التالي: (1.825.000) نسخة من المصاحف وتراجم معانيها، و(2.978.000) نسخة من المناسك، و(7.364.000) نسخة من الكتب الارشادية، و(986.000) نسخة من الاشرطة السمعية.
وبين فضيلته أن الكتب المعتمدة لحج هذا العام بلغت (41) كتابا ب (25) لغة، بينما بلغت الاشرطة المعتمدة كذلك (39) شريطا ب (12) لغة، مشيرا إلى أن عددا من الجهات الخيرية، والمحسنين يتعاونون مع الوزارة في هذا العمل الجليل بالإسهام في تحمل نفقات طباعة بعض ما تعمده الوزارة من كتب للتوزيع على الحجاج، ومن تلك الجهات مؤسسة الشيخ سليمان الراجحي الخيرية، وشركة الجميح ومؤسسة البراهيم الخيرية، وغيرهم.
واستعرض الدكتور التركي مهام الوكالة التي تؤديها في إطار الخطط والبرامج التي تنفذها قطاعات الوزارة المختلفة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج إذ يقول: ان لموسم الحج اهتماما خاصا، حيث يتم الإعداد منذ وقت مبكر للخطة الخاصة به، وبعد اعتمادها من معالي الوزير يتم البدء بالخطوات التنفيذية، التي تسبق اشهر الحج، لأن وصول الحجاج للمنافذ يبدأ مبكراً، وخدمات الوكالة تسبق وصولهم بفترة كافية لإعداد وتجهيز كامل الخدمات المناطة بالوكالة، كما يراعى في خطة الحج أن تحقق عدداً من الأهداف، أهمها إرشاد الحجاج إلى أداء نسكهم على الوجه الصحيح، وإفادتهم في أمور دينهم بتزويدهم بهدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف الشريفة وترجمات معانيها، وكتب المناسك، والكتب الإرشادية بلغات متعددة، والأشرطة السمعية، والبرامج الحاسوبية.
وأبان وكيل الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي أن الوكالة في الحج تقوم بمهمتين أساسيتين: الأولى البحوث الميدانية: حيث تجري الوكالة ممثلة في مركز البحوث والدراسات الإسلامية في كل عام بحوثاً ميدانية تهدف إلى استطلاع آراء الحجاج والمشاركين في برامج الحج من منسوبي الوزارة حول جهودها وبرامجها الدعوية، مما يسهم في تطوير أعمال الوزارة وتلافي ما قد يرد من سلبيات، كما تقوم الوكالة بعملية توزيع المطبوعات على حجاج بيت الله الحرام التي تمر عبر أربع مراحل، الأولى اختيار الكتب والأشرطة: فحرصاً من الوكالة على اختيار انسب الكتب والأشرطة التي تفيد الحاج في أداء نسكه، وتعريفه بشريعة الإسلام، وأحكامها وآدابها، فقد كونت لذلك لجنة علمية متخصصة من باحثيها ومستشاريها من أساتذة الجامعات، وذلك لانتقاء أنسب الكتب والشرطة المتوافرة في المكتبات سواء أكانت باللغة العربية أو باللغات الأخرى، ثم تحديد الموضوعات المحتاج إليها وليس فيها كتب مؤلفة أو مترجمة، والقيام بالتأليف فيها أو الترجمة.
وواصل فضيلته القول: إن المرحلة الثانية التي تأتي بعد اختيار الكتب واعتمادها هي الطباعة، وذلك بعد الفراغ من تأليف وترجمة ما شرع في تأليفه وترجمته، وأخذ أذونات المؤلفين لما تم اختياره من المكتبات، مبينا أن عملية الطباعة تمر بالخطوات الآتية:
1 - إعداد المواصفات الفنية واستجلاب عروض الأسعار واختيار أنسبها من حيث السعر والجودة من قبل لجنة مختصة.
2 - تعميد المطابع المختارة وتوقيع العقود معها.
3 - متابعة المطابع في تنفيذ العقد، وما يتطلبه ذلك من مراجعة البروفات وتطبيقها على نسخها الأصلية، ثم فرزها وتدقيقها بعد الطباعة: ثم تسلمها وخزنها، ومشيراً إلى أن الوكالة فرغت من طباعة جميع كتب المناسك، وتأمين جميع الأشرطة السمعية، وأوشكت على الفراغ من كتب الهدايا.
واستمر الدكتور التركي في استعراضه لعمل الوكالة لخدمة ضيوف الرحمن في مجال المطبوعات قائلاً: إنه بعد مرحلتي إعداد الكتب والأشرطة، ثم الطباعة تأتي المرحلة الثالثة وهي ارسال الكتب إلى نقط التوزيع، حيث تقوم الوكالة بعد ذلك بإرسال الكتب إلى نقط التوزيع في جميع منافذ المملكة التي يقدم منها الحجاج البرية والبحرية والجوية، وكذلك إلى المواقيت، والمشاعر في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ويبلغ عدد المنافذ التي توزع فيها الكتب (13) منفذا.
والمرحلة الرابعة: يقول الدكتور التركي إنها مرحلة التوزيع حيث تتم عملية توزيع المصاحف الشريفة وترجماتها، وكتب المناسك، والكتب الإرشادية على الحجاج على جولتين: (الأولى قبل الحج، وذلك عند دخولهم إلى المملكة عبر منافذها البرية والبحرين والجوية ولدى مرورهم على مساجد المواقيت، وكذلك في اثناء وجودهم في المشاعر المقدسة في مكة والمدينة، ويوزع عليهم في هذه المرحلة كتب وأشرطة المناسك التي توضح لهم أحكام الحج وطريقة أدائه على الوجه الصحيح، وقد قامت الوكالة هذا العام بإصدار كتاب جديد بعنوان: (دليل الحج المصور)، يعتمد على النص المختصر المفيد والصور الفوتغرافية الموضحة لكل عمل من أعمال الحج والعمرة والزيارة بالتفصيل، وكل المواقع والمعالم المرتبطة بتلك الأعمال في المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والمواقيت والمشاعر، ويتوقع بإذن الله أن يكون لهذا الكتاب نفع كبير واثر بالغ في إفادة الحجاج، وتيسير أدائهم لنسكهم.
والجولة الثانية في عملية التوزيع بعد الحج، وذلك عند مغادرة الحجاج للمملكة حيث يوزع في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية على كل حاج هدية خادم الحرمين الشريفين، وهي عبارة عن مصحف شريف مترجمة معانيه بلغة الحاج، ومجموعة كتيبات إرشادية في علبة جميلة تحمل اسم هدية الحاج بلغة الحاج.
ولفت فضيلته الأنظار إلى أنه نظرا للاعداد الكبيرة التي يتم توزيعها خلال موسم الحج، فإن التوزيع يتم من خلال الجهات التالية: (وكالة الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي، حيث تنتدب عددا من موظفي الوزارة يزيد على (100) موظف ليقوموا بمهام التوزيع في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، وفي المواقيت وداخل مكة والمشاعر، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف: ويتولى توزيع المصحف الشريف بالاضافة لمطبوعات الوزارة، ولك في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة، وفرع الوزارة بالمدينة: ويتولى التوزيع داخل المدينة المنورة، ولجنة توزيع المطبوعات الدينية في جدة، وهي لجنة خيرية تشرف عليها الوزارة وتمولها ماديا وتتولى توزيع المصاحف ومطبوعات الوزارة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.
وفي هذا السياق أشار فضيلته إلى أن العاملين في مشروع التوزيع يقومون بجهود كبيرة إذ يعملون في المنافذ والمشاعر قرابة الشهر، وعلى مدار الساعة، وفي ظروف عصيبة يحدوهم الإخلاص، وابتغاء مرضاة الله، وتدفعهم القناعة الكبيرة بهذا العمل العظيم، واثره الكبير، حيث إن الكتاب من اهم وسائل الدعوة إلى الله، وتبليغ دينه وبيان أحكامه وآدابه، فهو يدوم لدى مقتنيه مدة طويلة بحيث يرجع إليه عند كل احتياج، وتتناقله الأيدي فيستفيد منه أشخاص عديدون، ويورثه المرء لمن بعده، ويسهل حمله إلى آفاق الأرض، فيتحقق بذلك خير كثير لعدد كبير من الناس، والحمد لله أولاً وآخراً، والشكر والأجر بإذن الله لكل من عمل وأسهم في إنجازه.
وفي نهاية حديثه، رفع فضيلة الدكتور محمد بن عبدالمحسن التركي شكره العميق لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - على توفير كل ما يتطلبه العمل من موازانات مالية، وتسهيلات ميدانية، كما شكر فضيلته معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على رعايته الكريمة، ودعمه المستمر لأعمال الوكالة، وبرامجها وتوجيهاته السديدة الرائدة التي قادت سفينة الأعمال بنجاح باهر.
|